أظهرت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يتمتعون بمستويات عالية من السمات النرجسية هم أكثر عرضة للإدمان على هواتفهم.
فقد اكتشف باحثون في جامعة ألكساندرو إيوان كوزا في رومانيا أن النرجسيين يميلون إلى أن يكون لديهم شعور متضخم بأهمية الذات، والذي يمكن أن يظهر كحاجة إلى الإعجاب والشعور بالاستحقاق ويمكن اكتساب الكثير منه من خلال تفاعلات وسائل التواصل الاجتماعي، مثل تلقي "الإعجابات" على منشوراتهم، بحسب ما نشرته "ديلي ميل" البريطانية نقلاً عن دورية Psychology.
ومن بين 559 طالباً من طلاب المدارس ما بعد الثانوية والجامعات، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و45 عاماً، كان أولئك الذين حصلوا على درجات أعلى على مقياس السمات النرجسية أكثر عرضة للتعرض لمستويات كبيرة من رهاب "النوموفوبيا".
وأظهر هؤلاء الأفراد أيضاً علامات أكبر للتوتر، ويميلون إلى إظهار علامات أقوى لإدمان وسائل التواصل الاجتماعي.
كما تبين أن رهاب "نوموفوبيا" والنرجسية والتوتر وإدمان وسائل التواصل الاجتماعي كلها تؤثر على بعضها البعض. وعلى وجه التحديد، تشير الأدلة، التي توصل إليها الباحثون، إلى أن إدمان وسائل التواصل الاجتماعي ورهاب النوموفوبيا يفسران العلاقة بين النرجسية ومستويات التوتر.
وطلب الباحثون من المشاركين المتطوعين في الدراسة إكمال استبيان عبر الإنترنت، يتضمن تقييمات تقيس النرجسية والتوتر وأعراض إدمان وسائل التواصل الاجتماعي ورهاب النوموفوبيا، وهو مزيج من "رهاب افتقاد الهاتف المحمول"، والذي يحدث عندما يشعر الشخص وكأنه فقد جزءاً من نفسه عندما يكون بدون هاتفه المحمول.
كذلك اشتمل الاستبيان على أسئلة حول نوموفوبيا، من بينها على سبيل المثال: "هل تشعر بعدم الارتياح دون الوصول المستمر إلى المعلومات من خلال الهاتف الذكي؟".
وكان هناك سؤال آخر حول إدمان وسائل التواصل الاجتماعي يقول: "كم مرة خلال العام الماضي استخدمت وسائل التواصل الاجتماعي كثيرًا لدرجة أنه كان لها تأثير سلبي على وظيفتك/دراستك؟"
وكشفت النتائج أن الطلاب، الذين سجلوا درجات أعلى على مقياس النرجسية، حصلوا أيضاً على درجات أعلى في تصنيفات إدمان وسائل التواصل الاجتماعي ورهاب النوموفوبيا.
كما أبلغ أولئك، الذين يعانون من إدمان شديد على وسائل التواصل الاجتماعي ورهاب نوموفوبيا، عن مستويات أعلى من التوتر.
وكتب الباحثون قائلين إن "أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة الحالية تتعلق بالأدوار الوسيطة لإدمان وسائل التواصل الاجتماعي ورهاب النوموفوبيا على العلاقة بين النرجسية والتوتر"، إذ أنهم أجروا تحليلاً إحصائيًا كشف عن العلاقة المحتملة بين كل هذه العوامل.
وأضاف الباحثون أنه "كما هو مفترض، فإن الأفراد ذوي النرجسية العالية قد يكونون أكثر عرضة لتطوير هذا الإدمان السلوكي، الأمر الذي قد يؤدي إلى زيادة مستويات التوتر".