رفتن به محتوای اصلی

ليوناردو دافنشي "كان سابق عصره"

دافنشي
AvaToday caption
في تجربة موصوفة في مجموعة من الأوراق التي كتبها دافنشي تسمى "مخطوطة أروندل" Codex Arundel، اكتشف البروفيسور غريب موري من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا سلسلة من الرسوم تظهر مثلثات ناتجة من جزيئات تشبه الرمل تتدفق من جرة
posted onFebruary 18, 2023
noدیدگاه

وفقاً لدراسة حديثة أعادت تقييم الرسوم في #دفاتر الملاحظات القديمة للموسوعي الإيطالي، التي نشرت أخيراً في مجلة ليوناردو، أن دافنشي الذي عاش من 1452 إلى 1519، قد ابتكر تجارب لإثبات أن الجاذبية هي شكل من أشكال التسارع، على رغم أنها لم تكن دقيقة تماماً فقد كان سابق عصره بقرون.

ووفقاً لعلماء من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا "كالتيك" Caltech في الولايات المتحدة، قام ليوناردو بنمذجة ثابت الجاذبية بدقة تبلغ حوالى 97 في المئة.

في عام 1604 فقط، وضع جاليليو جاليلي نظرية مفادها بأن المسافة التي قطعها جسم ساقط كانت متناسبة مع مربع الزمن المنقضي، على رغم أن السير إسحاق نيوتن لم يطور قانون الجاذبية حتى أواخر القرن الـ17 ليصف كيف تنجذب الأشياء إلى بعضها بعضاً.

تشير النتائج السابقة إلى أن دافنشي كان سابقا عصره في استكشاف هذه المفاهيم.

قال بيان صحافي صادر عن الجامعة "اكتشف مهندسون من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا أن فهم ليوناردو دافنشي للجاذبية كان سابقاً عصره بقرون، وإن لم يكن دقيقاً تماماً".

في تجربة موصوفة في مجموعة من الأوراق التي كتبها دافنشي تسمى "مخطوطة أروندل" Codex Arundel، اكتشف البروفيسور غريب موري من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا سلسلة من الرسوم تظهر مثلثات ناتجة من جزيئات تشبه الرمل تتدفق من جرة.

وقال الدكتور غريب في بيان "ما لفت انتباهي هو عندما كتب "Equatione di Moto" وتعني بالإيطالية (معادلة الحركة) على وتر أحد مثلثاته المرسومة، وهو مثلث قائم متساوي الساقين، أصبحت مهتماً بمعرفة ما يعنيه ليوناردو بهذه العبارة".

بعد ذلك، عمل العلماء على ترجمة مخطوطات دافنشي الإيطالية الشهيرة المكتوبة بشكل عكسي التي تقرأ من اليمين إلى اليسار، ووجدوا أن المخطوطة تصف تجربة تحرك فيها إبريق ماء على مسار مستقيم مواز للأرض، ملقياً إما الماء أو مادة حبيبية على الأرجح أنها رمل على طول الطريق.

كما لاحظ العلماء أن دافنشي يوضح في المخطوطات أن الماء أو الرمل لا يسقط بسرعة ثابتة، بل يتسارع بسبب الجاذبية، وهو فهم سابق لعصره بكثير.

وقال الموسوعي الإيطالي أيضاً إن المادة توقفت عن التسارع أفقياً لأنها لم تعد متأثرة بالرامي وأن التسارع "هبوطي بحت". ووصف في التجربة أنه إذا تحرك الإبريق بسرعة ثابتة يكون الخط الناتج من سقوط المادة رأسياً، لذلك لا يتشكل مثلث، وما إذا تسارع الإبريق بمعدل ثابت، استنتج دافنشي أن الخط الذي تم إنشاؤه بواسطة المواد المتساقطة يصنع خطاً مستقيماً ولكنه مائل، الذي يشكل بعد ذلك مثلثاً.

وأشار دافنشي في رسم بياني رئيس إلى أنه في حال تم تسريع حركة الإبريق بالمعدل نفسه الذي تسرع به الجاذبية المادة الساقطة، فإنها تخلق مثلثاً متساوي الأضلاع، ما تم إبرازه في الملاحظة باسم "معادلة الحركة".

وقال كريس روه، وهو مؤلف آخر للدراسة من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا "ما رأيناه هو أن ليوناردو تعامل مع هذا، لكنه صاغ النموذج على أن مسافة الجسم الساقط كانت متناسبة مع 2 إلى قوة t [و t هنا تمثل الوقت] بدلاً من ذلك يتناسب مع t تربيع".

وقال العلماء إن إحدى العقبات الأساسية التي يواجهها الموسوعي الإيطالي هي محدودية أدوات عصره لقياس الوقت بدقة عند سقوط الأشياء.

وأضاف الدكتور غريب "لا نعرف ما إذا كان دافنشي قد أجرى مزيداً من التجارب أو سبر هذا السؤال بشكل أعمق، ولكن حقيقة أنه كان يتعامل مع هذه المشكلة بهذه الطريقة في أوائل القرن الـ16 توضح مدى تقدم تفكيره".