أكد الحرس الثوري الإيراني، الثلاثاء، استهداف جماعة كوردية في إقليم كوردستان شمال العراق بصواريخ وطائرات مسيرة انتحارية، في وقت أعلنت فيه تركيا أنها ستشن "قريبا" عملية برية في روجافا السورية ضد الجماعات الكوردية التي تصنفها أنقرة إرهابية.
وذكرت وكالة تسنيم للأنباء شبه الرسمية أن الحرس الثوري الإيراني استهدف، الثلاثاء، من يقول إنهم "إرهابيون" في إقليم كوردستان العراق بصواريخ وطائرات مسيرة انتحارية.
وقالت الوكالة "في عملية اليوم استهدفنا قاعدة جماعة إرهابية إنفصالية قرب كركوك تعرف باسم حزب الحرية الكوردستاني بصواريخ وطائرات مسيرة انتحارية".
وتتهم طهران الجماعات الكوردية الإيرانية باللجوء إلى كوردستان العراق لتأجيج الاحتجاجات التي تجتاح إيران منذ وفاة الشابة الكوردية مهسا أميني.
وتوفيت أميني (22 عاما) أثناء احتجاز شرطة الأخلاق لها في 16 سبتمبر.
وتعرضت مواقع تابعة للمعارضة الإيرانية الكوردية لقصف جديد بالصواريخ والطائرات المسيرة نسب إلى إيران بعد يومين من هجوم مماثل، حسبما أفاد مسؤولان أمنيان عراقيان وكالة فرانس برس.
وهذه الضربة الثالثة في أقل من أسبوعين ضد هذه الفصائل.
وقال مسؤول عسكري كوردي عراقي ومسؤول محلي في الشرطة لوكالة فرانس برس إن ضربات بطائرات مسيرة استهدفت حزب الحياة الحرة الإيراني الكوردستاني في محيط ألتون كوبري بالقرب من كوردستان العراق.
بدوره، قال المتحدث باسم هذا الفصيل، خليل نادري، لوكالة فرانس برس "اتخذنا احتياطاتنا وأفرغنا المباني ولم تقع إصابات".
وقال المتحدث باسم حكومة إقليم كوردستان، لاوك غفوري، إن "جمهورية إيران الإسلامية استهدفت اليوم فصائل معارضة إيرانية في منطقتين من كوردستان بالصواريخ"، في إشارة لمدينة بيردي (اسم مدينة التون كوبري باللغة الكوردية)، ومنطقة دجلة شرقي أربيل، عاصمة إقليم كوردستان.
وأقامت الفصائل الكوردية الإيرانية التي تتهمها الجمهورية الإسلامية بشن هجمات على أراضيها مقار لها في العراق منذ الثمانينات.
ويقول خبراء إن هذه المجموعات التي قادت تمردا مسلحا لفترة طويلة، أوقفت تقريبا أنشطتها العسكرية.
وتتهم الحكومة الإيرانية الفصائل الكوردية المعارضة بإثارة الاضطرابات التي تشهدها إيران منذ 16 سبتمبر إثر وفاة مهسا أميني بعد أن أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة.
وشنت إيران ليل الأحد الاثنين ضربات استهدفت فصائل معارضة كوردية إيرانية متمركزة في كوردستان العراق أدت لمقتل أحد عناصرها.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الثلاثاء، إن تركيا ستشن "قريبا" عملية برية في سوريا ضد مقاتلين كورد، بعد غارات جوية شنتها أنقرة على شمال سوريا.
وقال إردوغان في خطاب متلفز "حلقنا فوق الإرهابيين لبضعة أيام بطائراتنا ومدافعنا ومسيراتنا.. إن شاء الله سنقتلعهم جميعا قريبا بالدبابات والمدفعية والجنود".
ونفذت القوات الجوية التركية عملية عسكرية، الأحد، عبر شن سلسلة غارات استهدفت مواقع حزب العمال الكوردستاني ووحدات حماية الشعب في شمال العراق وفي سوريا.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان مساء الاثنين أن الغارات أسفرت عن مقتل 37 شخصا، بينهم 18 عنصرا من قوات النظام السوري، على الجانب السوري.
وأطلقت تركيا عمليتها الجوية بعد أسبوع على اتهامها حزب العمال الكوردستاني، الذي يتخذ مقرات له في العراق، والوحدات الكوردية في سوريا بالوقوف خلف تفجير إسطنبول الذي أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 81 آخرين بجروح.
وتابع إردوغان "ردينا على هذا الهجوم الشرس الذي أودى بحياة ستة أبرياء، بينهم أطفال، بالقضاء على التنظيمات الإرهابية في العراق وشمال سوريا".
وأضاف "نعرف من الذي يسلح ومن يشجع الإرهابيين".
ومنذ الاثنين، تحدث الرئيس التركي عن احتمال إطلاق "عملية برية" في سوريا.
وحثت الولايات المتحدة، الاثنين، على "وقف التصعيد في سوريا لحماية أرواح المدنيين، ودعم الهدف المشترك المتمثل في هزيمة داعش".
وأكدت الخارجية الأميركية، في بيان، "معارضة أي عمل عسكري غير منسق في العراق ينتهك سيادة العراق".
كما أشار البيان إلى أن الولايات المتحدة "تعرب عن خالص تعازيها لفقدان أرواح المدنيين في سوريا وتركيا".