رفتن به محتوای اصلی

إيرانيون يصبون غضبهم على فشل النظام في حماية المواطنين

حادث مروع في إيران
AvaToday caption
posted onDecember 26, 2018
noدیدگاه

شن إيرانيون هجوما حادا ضد نظام طهران عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الأربعاء، بسبب ما اعتبروه فشلا ذريعا من قبل المسؤولين الحكوميين في البلاد، على خلفية حادث سير مروع بالعاصمة طهران راح ضحيته 10 طلاب حتى الآن.

وأفادت وسائل إعلام إيرانية رسمية أبرزها وكالة "إرنا"، نقلا عن مركز الطوارئ بطهران، أن عدد ضحايا حادث انقلاب حافلة ركاب تقل طلابا من جامعة العلوم التابعة لـ "الجامعة الحرة" قد وصل إلى نحو 10 قتلى و27 مصابا، فيما يرقد نحو 6 جرحى في حالة متدهورة للغاية.

وفي الوقت الذي لم تقف السلطات الإيرانية على سبب الحادث المروع منذ مساء الثلاثاء، تشير تقارير غير رسمية إلى أن الحافلة انحرفت عن مسارها خلال عبورها منحدر شديد الوعورة شمال غربي طهران، قبل أن ترتطم بحاجز إسمنتي وتتحطم بالكامل بعد أن تعرض السائق لسكتة قلبية أو دماغية، في الوقت الذي يعزو آخرون السبب لخلل في المكابح.

وقال جلال ملكي، الناطق باسم إدارة الإطفاء بالعاصمة الإيرانية إن سبب الحادث المميت لا يزال مجهولاً، مضيفا أن بعض الطلاب تقافزوا من الحافلة أثناء وقوع الحادث، وتتواصل عمليات البحث للعثور على مصابين آخرين؛ فيما يشار إلى أن الفئة العمرية لضحايا الحافلة تتراوح بين عقد العشرينيات.

الإيرانيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صبوا جم غضبهم على فشل نظام طهران في إصلاح منظومة النقل والمواصلات التي تشهد أوضاعا متردية بشدة فضلا عن تفشي الفساد بها، خاصة وأن إيران تحولت إلى واحدة من أكثر دول العالم التي تتربع على قمة سجلات ضحايا الطرق.

وتصنف إيران ضمن المراتب الأولى دوليا في الأكثر عرضة لحوادث السير المروعة، حيث أظهر تقرير بحثي حديث صادر عن معهد التأمين المركزي في البلاد أن طهران لديها أعلى سجل وفيات بحوادث سير بعد سيراليون الأفريقية من أصل 190 دولة.

ودشن نشطاء إيرانيون "هاشتاق" بعنوان "حافلة جامعة آزاد" على موقع "تويتر" لاقى صدى واسعا داخل البلاد، حيث علق حساب يدعى رضا كريمي بقوله إن إيران تحولت في ظل هذا النظام إلى دولة من العالم الثالث، لافتا إلى أن المسؤولين لن يحركوا ساكنا بعد هذا الحادث الدموي.

وأضاف كامران برانجي (صحفي) أن الحوادث تقع في كل دول العالم لكن الكوارث وحدها هي ما تحدث في إيران دائما، بينما قال الكاتب الصحفي إحسان رستجار إن حافلات هذه الجامعات حالتها متردية جدا ورغم هذا يصر المسؤولون على نقل الطلاب بها، مطالبا باستقالة المعنيين من مناصبهم كحد أدنى عوضا عن تلك الفاجعة.

وغرد حساب آخر يدعى "رزمنده آزادي" بصورة لعناصر أمنية إيرانية تستقل دراجات بخارية بغية السيطرة على احتجاجات محتملة لطلاب جامعة "آزاد" حزنا على فراق زملائهم، معلقا بقوله إن الطوارئ هي المنوط بها رسميا متابعة هذا الأمر ، لكن "في بلادنا شرطة مكافحة الشغب حاضرة دائما خشية الاعتراض".

وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، نقلت عن أحد شهود العيان قوله: "بالأمس، تعطلت مكابح الحافلة، واليوم تم استخدامها دون أن يتم إصلاح العطل، فوقع هذا الحادث".

وتسجل الإحصاءات الرسمية الإيرانية حوادث مرورية قاتلة يقدر ضحاياها سنويا بنحو 17 ألف وفاة كل عام، حيث يعزى سببها إلى الخطأ البشري، وتجاهل التعليمات المرورية، إضافة إلى تدني شروط السلامة للمركبات وكذلك تردي خدمات الطوارئ والطرق السريعة في البلاد.

ووقع خلال العقدين الماضيين مئات من حوادث السير نجم عنها مصرع قرابة 459 ألف شخص، وإصابة وعجز 4 ملايين و500 ألف آخرين.