كشفت الجلسات المستمرة في العاصمة النمساوية ستوكهولم منذ التاسع من أغسطس الماضي، مزيدا من التفاصيل عن القاضي الإيراني السابق محمد نوري.
ففي الجلسة العاشرة من محاكمة نائب مساعد المدعي العام الإيراني بسجن كوهردشت في الثمانينيات حميد نوري، والمتهم بالتورط في قتل سجناء سياسيين إيرانيين عام 1988، كشف أحد المدعين عليه أن المتهم كان يسوق المعتقلين إلى غرف الاعدام.
وأوضح نصر الله مرندي، المدعي الثاني في القضية، أنه في الثمانينيات حُكم عليه بالسجن 15 عامًا، في محاكمة استمرت نحو 6 دقائق، لدعمه منظمة مجاهدي خلق، وقضى فترة من سجنه من عام 1986 إلى 1988 في سجن كوهردشت.
وبحسب مرندي، فقد كان نوري، المعروف آنذاك باسم "حميد عباسي"، ورجل آخر يُدعى داود لشكري، مسؤولين عن إعداد السجناء للمثول أمام "لجنة الموت"، فيما كان شخص يدعى "ناصريان" يقوم بالاستجواب.
كما أضاف المدعي أنه في 6 أغسطس 1988، اقتيد إلى "لجنة الموت"، بحسب ما نقلت شبكة إيران انترناشيونال اليوم الجمعة،
وبعد أسئلة مقتضبة من قبل تلك اللجنة التي تبت في إعدام السجناء، أخرج، لكنه أوضح أن 5 أشخاص، بينهم إبراهيم رئيسي (الرئيس الإيراني الحالي) وحسين علي نيري ومرتضى إشراقي ومصطفى بور محمدي وإسماعيل شوشتري، كانوا حاضرين في الغرفة.
إلى ذلك، أكد مرندي أن نوري كان يقرأ أسماء السجناء، ويأخذهم إلى الحسينية حيث يتم إعدامهم.
ورداً على سؤال المدعي العام حول كيفية تعرفه على ناصريان و نوري وهو معصوب العينين، قال إنه يعرف ناصريان منذ أوائل الثمانينيات، وأن لديه عبارة شهيرة تقول "المنافقون الخبثاء".
أما بالنسبة لنوري، فأوضح أنه يعرفه منذ عام 1988، بعد أن "تلقى الكثير من الضرب على يديه، بحيث أضحى يعرف صوته جيدًا".
يذكر أنه في تلك الجلسة أمس، كما في غيرها من الجلسات السابقة، تمت قراءة أسماء عدد من السجناء الذين تم إعدامهم، وقدم مرندي إيضاحات عنهم.
يشار إلى أن حميد نوري متهم بالمشاركة في إعدام عدة آلاف من السجناء السياسيين في صيف 1988، والقتل والجريمة الفاضحة، وانتهاك القانون الدولي.
أتت تلك المحاكمة بعد أن اعتقل في ستوكهولم في 9 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، وهو أول مسؤول قضائي إيراني يحاكم خارج إيران لدوره في الإعدام الجماعي للسجناء السياسيين في عام 1988.