رفتن به محتوای اصلی

واشنطن قلقة من تطوير إيران لصواريخها

أسلحة إيرانية
AvaToday caption
الخطر الإيراني المتصاعد يتمثّل في كثرة الصواريخ التي ينتجونها ويسلمون عدداً كبيراً منها لميليشياتهم في العراق وسوريا ولبنان واليمن
posted onMay 8, 2021
noدیدگاه

هناك الكثير من الجهد العلني المبذول لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، لكن برنامج الصواريخ يتسبب بقلق مضاعف للأميركيين ولدول الشرق الأوسط.

وقد أشار قائد المنطقة المركزية الأميركية الجنرال فرانك ماكنزي في تصريحات أمام الكونغرس والصحافة إلى أن أكثر ما يقلقه كقائد لهذه المنطقة أن القوات الأميركية لا تملك التفوق الكامل على الأجواء، وأن الإيرانيين "خلال السنوات الخمس الماضية طوروا بشكل ملموس ونوعي قوتهم الصاروخية الباليستية وزادوا من عددها"، ولديهم بحسب التقديرات 3000 صاروخ، كما عبّر عن قلقه الخاص من وجود مسيرات صغيرة في مسرح العمليات، وقال "إن إيران تشغّل هذه المنظومات وقد استثمرت كثيرا فيها، وكذلك التنظيمات مثل داعش والقاعدة وطالبان توجهوا إلى المنطقة لهذا السبب".

وأشار تقرير لمعهد الدراسات الدولية والاستراتيجية إلى أن إيران سلّمت صواريخ باليستية لميليشيات عراقية، أما حزب الله فيملك أكثر من 150 ألف صاروخ من صنع إيراني، وحصل خلال السنوات الماضية على صواريخ دقيقة يصل مداها إلى 400 كلم، وعلى الأرجح أنه يعمل على تجميع هذه الصواريخ على أرضه، كما أن الميليشيات الإيرانية في سوريا والحوثيين في اليمن لديهم صواريخ إيرانية ومسيّرات صغيرة.

لاحظ تقرير المعهد أن إيران تصنّع صواريخ يصل مداها إلى 2000 كلم، والمقصود هو تهديد المدن والمصالح الاقتصادية لدى الدول الجارة، كما أن المسيرات زادت من مداها ومن ساعات تحليقها وتحمل صواريخ أو شحنات متفجرة.

وتنشر الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي وكذلك إسرائيل منظومات متعددة مضادة للصواريخ، وهناك قدرات تقنية عالية وبشرية منتشرة في هذه المنطقة وقادرة على مواجهة الأخطار الصاروخية، ومنها منظومات باتريوت و"ثاد" وهي أثبتت فاعليتها، خصوصاً في مواجهة الصواريخ الباليستية والعابرة، لكن الخطر الإيراني المتصاعد يتمثّل في كثرة الصواريخ التي ينتجونها ويسلمون عدداً كبيراً منها لميليشياتهم في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

مايكل نايت من معهد واشنطن للشرق الأدنى يقول إن إيران أعطت الحوثيين 200 منظومة كاملة من الصواريخ، كما أن الحوثيين يتلقون المئات من محركات المسيرات عن طريق إيران التي تشتريها من حول العالم وترسلها إلى الحوثيين.

ويشير مايكل نايت إلى أن التهديد الذي يواجه المملكة العربية السعودية لا يأتي من جهة واحدة، بل تتعرض للتهديد الإيراني المباشر ومن العراق واليمن في الوقت ذاته.

تنشر الميليشيات التابعة لإيران أعداداً من الصواريخ في لبنان وسوريا والعراق، حزب الله لديه ترسانة ضخمة منذ العام 2015 وتسعى إيران إلى نشر عدد مماثل في الأراضي السورية، وهذا يعني أن إسرائيل تواجه تهديداً من عشرات آلاف الصواريخ المزروعة في لبنان وسوريا ومجدداً من الأراضي العراقية، حيث سلّمت إيران صواريخ متوسطة المدى لجماعات وميليشيات تابعة لها.

يقول مايكل نايت في حديثه إلى قناة العربية المملوكة للسعودية "لا أحد يستطيع أن يطلق عدداً كافياً من صواريخ الباتريوت لحماية أراضيه في حال وقعت هجمات ضخمة في آن واحد من اتجاهات مختلفة".

بيتر بروكس من معهد هيرتاج قال "إن إيران تملك العدد الأكبر من الصواريخ من ضمن منظومتها الدفاعية والهجومية"، وأشار إلى أن ترتيب الحماية ضد هذا التهديد مسألة صعبة، "هناك عدد كبير من الصواريخ والإمكانيات محدودة، ومن الصعب ضمان الحماية ضد كل التهديدات من كافة الأنواع".

وأشار بروكس إلى أنه من الضروري العمل أكثر على تحسين الدفاعات وعلى تنسيقها من ضمن منطقة الشرق الأوسط لمواجهة المخاطر الناتجة عن إيران وميليشياتها، وأوضح أن المطلوب هو العمل أيضاً على ردع المخاطر الإيرانية.

كان من الملاحظ أن بيان مجلس الأمن القومي الأميركي عن اجتماع مستشاري الأمن القومي، الأميركي جاك سوليفان والإسرائيلي مائير بن شباط من أسبوعين، أشار إلى أن البلدين أقرّا إنشاء مجموعة عمل تركّز جهودها على "تصاعد التهديدات الناتجة عن المسيرات والصواريخ الموجهة الدقيقة التي تنتجها إيران وتسلّمها للتابعين لها في الشرق الأوسط".

 

أما في مبنى وزارة الدفاع الأميركية فعقد وفد إسرائيلي اجتماعات مع نظرائه من التخطيط في هيئة الأركان المشتركة ونائبة مساعد وزير الدفاع.

وفي بيان قالت القائد البحري جيسيكا ماكنولتي، إن الوفدين ناقشا "قضايا عديدة تسبب قلقاً مشتركاً" لكن البنتاغون لم يوفّر تفاصيل عن مضمون هذه المحادثات كما فعل مجلس الأمن القومي.