تتحسب إسرائيل لعودة أميركية محتملة للاتفاق النووي الإيراني الموقع في العام 2015 والذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في مايو/أيار 2018 وأتبع الانسحاب بإعادة فرض عقوبات مغلظة على إيران.
وتدرس الحكومة الإسرائيلية أكثر من خيار على ضوء ما يستجد من تطورات في الموقف الأميركي بعد تنصيب الديمقراطي جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة والذي يبدي ميلا كبيرا للعودة للاتفاق الذي أبرم حين كان هو نائبا للرئيس الأسبق باراك أوباما.
وتبدو الحكومة اليمينية بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كأنها في حالة حرب معلنة، حيث تعد العدة لتوجيه ضربة عسكرية لبرنامج إيران النووي أو مواجهة هجمات إيرانية في سيناريو آخر.
ومن المقرر أن ينعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) نهاية الأسبوع الحالي لبحث الملف الإيراني على وقع تقديرات باستئناف إدارة بايدن مفاوضاتها مع طهران.
وتعارض إسرائيل بشدة أي عودة دولية للاتفاق النووي الذي انسحب منه ترامب وتوعدت مرارا بعدم السماح لطهران بامتلاك سلاح نووي كما دعت الإدارة الأميركية الجديدة للمضي على مسار الضغوط الذي انتهجته الإدارة الأميركية السابقة.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي الثلاثاء، إنّ اجتماع المجلس الوزاري الأمني المضيق الذي كان من المتوقع عقده غدا الأربعاء، سيُعقد ظهر الأحد المقبل.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد قالت مساء الاثنين، إن نتنياهو قد ترأس اجتماعا قبل ذلك بيوم بمشاركة مسؤولين عسكريين وسياسيين "لمناقشة الميزانية المطلوبة لضربة محتملة على إيران، إذا لزم الأمر".
وقالت صحيفة جروزاليم بوست الإسرائيلية، الثلاثاء "يأتي الاجتماع بعد أقل من أسبوع من إعلان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي أنه أمر بإعداد خطط عملياتية، لضرب برنامج إيران النووي لتكون جاهزة إذا لزم الأمر".
ولفتت إلى أن كوخافي أشار إلى أنه "سيعود للمستوى السياسي اتخاذ القرار حول استخدام تلك الخطط، وتحت أي ظروف". وسيكون اجتماع 'الكابينت' الأول منذ تنصيب الرئيس الأميركي جو بايدن، الشهر الماضي.
وحذّر مسؤولون إسرائيليون بينهم نتنياهو وكوخافي، من عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق الدولي مع إيران. وكانت إسرائيل قد عارضت بشدة، الاتفاق الذي توصلت له إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما والدول الكبرى، مع إيران حول برنامجها النووي عام 2015.
وخاضت إسرائيل حملة إعلامية دولية كبيرة ضد الاتفاق، وصلت ذروتها بخطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في الكونغرس الأميركي في مارس/آذار من العام 2015.
ومن المستبعد أن تشن إسرائيل حربا على إيران لكنها في نفس الوقت تعد العدّة لأسوأ السيناريوهات لتكون جاهزة إذا اقتضت الضرورة ذلك.
ويُرجح أيضا أن الإعداد لحرب محتملة على إيران لا يخرج عن سياق الضغوط على إدارة بايدن لإثنائها عن العودة للاتفاق النووي.