تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

خمس إقالات واستقالات شهيرة في إيران

ظريف
AvaToday caption
أهم الأستقالات و الإقالات التي مرت بها النظام الإيراني كانت إقالة وزير خارجية الإيراني زمن حكم الرئيس السابق، محمود أحمدي نجاد، عندما أهان وزير خارجيتهِ منوشهر متكي عام 2009
posted onFebruary 27, 2019
noتعليق

بعد أستقالة وزير الخارجية الإيرانية، محمد جواد ظريف ليل أول أمس، كشفت حجم النفوذ  التيار المتشدد في إيران وخلفها الذي تمتلكه مؤسسة الحرس الثوري، التي ظهر بوضوح أنها تمسك بالملفات الحساسة في مختلف القضايا بما في ذلك الملف الدبلوماسي، خاصة ما تعلق بالقضايا الإقليمية التي يحتكر إدارتها قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري، فيما لم تترك لظريف والدبلوماسيين العاملين معه سوى العلاقات مع الغرب.

مرت إيران بأبرز الأستقالات و إقالات في تاريخها الحديث منذ حكم الشاه الى حكم الخميني و المرشد الحالي للجمهورية الإسلامية.

أهم الأستقالات و الإقالات التي مرت بها النظام الإيراني كانت إقالة وزير خارجية الإيراني زمن حكم الرئيس السابق، محمود أحمدي نجاد، عندما أهان وزير خارجيتهِ منوشهر متكي  عام 2005، عندما قالخه نجاد من منصبه وهو في مهمة دبلوماسية رسمية في الخارج.

حينها ساله وزير الخارجية السنغالية بأي صفة يستقبل متكي، وصف عزله لدى وجوده في مهمة بأنه “لا يتفق مع مبادئ الإسلام والقواعد الدبلوماسية، إنه أمر مهين ومخالف لما هو متعارف عليه سياسياً».

اليكم أبرز إقالات و أستقالات في إيران.

 

محمد مصدق

 

١- استقالة محمد مصدق 1952:

بعد فوز الجبهة الوطنية بقيادة محمد مصدّق في انتخابات شباط/ فبراير 1952 عيّنه الشاه محمد رضا پهلوي رئيسا للوزراء. أصرّ مصدّق على حقه الدستوري في تعيين وزير الحربية ورئيس الأركان، فرفض الشاه ذلك الأمر الذي دفع رئيس الوزراء للاستقالة وأعقب ذلك تعيين السياسي الموالي للشاه أحمد قوّام مكانه.

أعرب رئيس الوزراء الجديد عن نيته اعادة التفاوض مع البريطانيين لإنهاء الأزمة التوتر الذي تلا تأميم مصدق للنفط وهو ما أثار الشارع الإيراني الذي ملأ المدن تظاهرات وإضرابات بما في ذلك البازار الكبير. وبعد سقوط اكثر من 250 قتيلا برصاص قوات الأمن ولاحتواء الأزمة قام الشاه بإقالة قوّام وإعادة تعيين مصدّق بصلاحيات كاملة.

 

مهدي بازرگان

 

٢- مهدي بازرگان  1980:

في الأيام الأولى بعد عودته من المنفى عيّن آية الله روح الله خميني السياسي المخضرم مهدي بازرگان رئيسا للوزراء. كان بازرگان زعيما لحركة حرية إيران ولديه اتجاهات إسلامية لكن مختلفة فكريا فيما يتعلق بإقامة نظام ديني في إيران. بعد تعيينه واجه بازرگان العديد من التحديات إلى أن قدّم استقالته وحكومته بعد اقتحام الطلاب لمبنى السفارة الأميركية في طهران وتبني قيادة النظام لمطالبهم وحركتهم وهو ما اعتبره بازرگان عملية استفزاز غير مبررة للمجتمع الدولي والولايات المتحدة بالتحديد.

 

أبو الحسن بني صدر

 

٣-  أبو الحسن بني صدر 1981

كان أبو الحسن بني صدر أحد الشخصيات الأقرب الى آية الله خميني في منفاه الفرنسي وعاد معه إلى إيران بعد انتصار الثورة. انتخب بني صدر رئيسا للجمهورية في الانتخابات الأولى بعد الثورة في شباط/ فبراير 1980. كان بني صدر قريبا إلى منظمة مجاهدي خلق ونسبيا لقائدها مسعود رجوي، ومع بداية تأزم العلاقات بين رجال الدين ومنظمة خلق انعكس هذا التوتر على العلاقة مع بني صدر الذي كان بدوره يرى ضرورة احتواء الحرب مع العراق والخروج منها.

توترت العلاقة بشكل كبير بين بني صدر والخميني بعد رسالة طالبه فيها بحل مجلس الثورة والسلطة القضائية وتشكيل حكومة جديدة كوسيلة لإنقاذ البلاد من التدهور السياسي والاقتصادي الذي وصلت إليه.

وبعد أيام قليلة فقط على الرسالة قرر الخميني عزل بني صدر وجرى اتهامه بالخيانة وتحميله مسؤولية إعاقة عمل القوات المسلحة لصد الهجوم العراقي على الأراضي الإيرانية.

توارى بني صدر عن الأنظار أيام عدة إلى أن تمكن من الهرب إلى باريس أواخر تموز/ يوليو 1981 بمساعدة منظمة مجاهدي خلق.

 

آية الله حسين علي منتظري

 

٤-  آية الله حسين علي منتظري 1986

كانت العلاقة بين آية الله الخميني وصديقه وتلميذه آية الله منتظري مضربا للمثل في الأروقة الداخلية للثورة الإيرانية. وعندما قرر الخميني تعيين خليفة له اختار منتظري الذي حول نيابة الخميني إلى شبكة ممثلين وامتد داخل مؤسسات الجمهورية الإسلامية وتولى مقربون منه قيادة مكتب حركات التحرر الذي تولى العلاقة بالجماعات والحركات التي تدعمها إيران خارج حدودها.

كانت فضيحة إيران كونترا نقطة تحوّل في علاقة منتظري بالنظام إذ انه لم يكن على إطلاع بالصفقة وعندما علم بالأمر عبر أحد الوسطاء قرر قلب الطاولة على الجميع.

اعقب ذلك اتهام اعضاء مكتبه بالتجسس لصالح الاستخبارات الأميركية وهو ما رفضه منتظري واعتبره مسيسا وأرسل ثلاث رسائل قاسية إلى الخميني وطالب حصر ولاية الفقيه بالأمور الدينية.

لم يطل الأمر حتى طلب الخميني من منتظري الاستقالة واعتزال السياسة والتفرغ للتدريس. استقال منتظري وبقي في قم حيث تحول لاحقا إلى منتقد شرس لولاية الفقيه التي كتب فيها سابقا ثلاثة مجلدات في التنظير لها.

 

منوشهر متكي

 

٥-  منوشهر متكي 2009

كان منوشهر متكي أول وزير للخارجية بعد انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا لإيران عام 2005. كان متكي مقربا من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي الذي يتم في العادة مشاورته قبل تعيين أربعة وزراء من بينهم وزير الخارجية.

 بعد انتخابات عام 2009 التي أعقبها احتجاجات في إيران بسبب اتهامات المعارضة للحكومة بالتلاعب بنتائجها أعاد أحمدي نجاد تعيين متكي وزيرا للخارجية، لكن توتر العلاقة بين أحمدي نجاد وخامنئي دفع الأول لإقالة متكي بشكل مهين بينما هو في زيارة رسمية إلى السنغال.

حينها تبلغ متكي خبر إقالته من نظيره السنغالي الذي سأله لدى لقائه إياه عن الصفة التي يقابله بها.

وصف متكي عزله لدى وجوده في مهمة بأنه “لا يتفق مع مبادئ الإسلام والقواعد الدبلوماسية، إنه أمر مهين ومخالف لما هو متعارف عليه سياسياً».

وأضاف متكي، الذي تغيب عن حفل تسلم خلفه علي أكبر صالحي مهماته “المضحك هو أني لم أُبلّغ بموعد حفل التسليم والتسلم.