تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

إيران تروج لأقتصادها المنهار

حسن روحاني
AvaToday caption
اعترف روحاني وكبار المسؤولين في حكومته مرارا بتأثير سيء للحزمات الأولى للعقوبات الأميركية على اقتصاد بلاده التي تواجه انخفاضا مستمرا لإيرادات النفط والتي تشكل موردا رئيسيا لموازنة الدولة
posted onOctober 10, 2020
noتعليق

اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم الجمعة أن حزمة العقوبات الأميركية الجديدة على القطاع المصرفي في بلاده "لن تقوى على كسر صمود الجمهورية الإسلامية"، في تصريح يناقض حقيقة الوضع في إيران التي تواجه بالفعل وضعا هو الأصعب في تاريخها مع اتجاه اقتصادها إلى حافة الهاوية بفعل العقوبات وجائحة كوفيد 19 التي سلطت الضوء على المتاعب المالية وعلى سوء الخدمات الصحية.  

ووصفت إيران اليوم الجمعة تلك العقوبات بأنها "إرهابية"، منددة بما اعتبرته إجراءات قاسية وغير إنسانية.

وفرضت الولايات المتحدة الخميس عقوبات على 18 مصرفا إيرانيا كبيرا في محاولة لإخضاع طهران عبر استكمال خنق اقتصادها في إطار "حملة الضغوط القصوى" التي لم تسمح للرئيس دونالد ترامب حتى الآن بالحصول على "اتفاق أفضل" يأمل التوصل له مع طهران التي ترفض في المقابل التفاوض تحت الضغط وتشكك باستمرار في أي تسوية تدفع نحوها إدارة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب.

ويسعى ترامب جاهدا لدفع الاقتصاد الإيراني إلى الانهيار وبالتالي إجبار الجمهورية الإسلامية على إعادة التفاوض على اتفاق جديد يتضمن قيودا صارمة على برنامجيها النووي والصاروخي ويحد من أنشطتها ونفوذ وكلائها في المنطقة، فيما تراهن إيران على تغيير محتمل في الولايات المتحدة يخرج ترامب من السلطة ويأتي بالمرشح الديمقراطي جو بايدن للسلطة.

ويعارض الديمقراطيون أسلوب ترامب في التعاطي مع الملف النووي الإيراني بسياسة الضغوط القصوى التي نسفت ما تم التوصل اليه خلال إدارة سلفه الديمقراطي باراك أوباما.

وقال روحاني "سبق للأميركيين أن فعلوا كلّ ما بإمكانهم ضدّ الأمة الإيرانية العظيمة. لن يتمكنوا من كسر صمود الأمة الإيرانية من خلال هذه الأفعال غير الإنسانية".

ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية عن روحاني قوله اليوم الجمعة إن العقوبات الأميركية الجديدة على مصارف البلاد هي محاولة لمنع التحويلات المالية من أجل شراء الدواء والأغذية.

واعترف روحاني وكبار المسؤولين في حكومته مرارا بتأثير سيء للحزمات الأولى للعقوبات الأميركية على اقتصاد بلاده التي تواجه انخفاضا مستمرا لإيرادات النفط والتي تشكل موردا رئيسيا لموازنة الدولة.

ومن شأن العقوبات الجديدة التي تشمل 18 مصرفا رئيسيا في إيران أن تفاقم من متاعب الاقتصاد الإيراني في الوقت الذي لم تضرب فيه موجة انهيارات متتالية العملة الوطنية وسط أزمة في السيولة وشح في النقد الأجنبي.

ورغم أن كل المؤشرات الاقتصادية سلبية تقريبا وتشمل معظم القطاعات بما فيها قطاعات معيشية، فإن الحكومة الإيرانية لا تتوقف عن ترويج خطاب المقاومة والصمود في وجه العقوبات الأميركية إلى درجة أنها أثارت سخرية نشطاء ايرانيين على منصات التواصل الاجتماعي.

وغرد نشطاء مؤخرا على تويتر ساخرين من حديث سابق لروحاني قال فيه غن الاقتصاد الإيراني أفضل حالا من الاقتصاد ألمانيا اكبر اقتصاد في أوروبا.

وذهب بعض المغردين إلى القول إن مثل تلك التصريحات لا يمكن أن تصدر عن انسان في كامل مداركه العقلية.

وسخر آخرون بالقول إن روحاني قد يكون تعاطى مسكرات لتصدر منه تلك المقارنة بين الاقتصادين الإيراني والألماني.

وكان الرئيس الإيراني قد صرّح قبل أسبوع معلقا على تداعيات جائحة كورونا على اقتصاد بلاده وعلى وضع الاقتصاد بالقول "ألمانيا بلد متقدم ولا يعاني من عقوبات ومع ذلك كان اقتصادنا أفضل حالا وكان نمونا إيجابيا وحتى عندما أصبح سالبا، كان أفضل من ألمانيا"!

وسبق للمرشد الأعلى في إيران أن روج لخطاب المقاومة في مواجهة العقوبات الأميركية في خطابات أقرب

ويخشى مراقبون ودبلوماسيون أن تسفر هذه العقوبات الجديدة عن خفض قدرة إيران على حيازة مواد أساسية إنسانية رغم أنّ واشنطن تقول إن العقوبات الجديدة على القطاع المالي الإيراني تستثني المواد الأساسية الغذائية والطبية من دواء واجهزة.

وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف كتب في تغريدة على تويتر "في خضم جائحة كوفيد-19، يسعى النظام الأميركي إلى تدمير آخر قنواتنا لدفع ثمن الغذاء والأدوية"، مؤكدا أن "الإيرانيين سيتجاوزون هذه الوحشيّة، لكن التآمر لتجويع شعب هو جريمة ضد الإنسانية".

وانسحبت الولايات المتحدة في 2018 بشكل أحادي من الاتفاق النووي الدولي الذي أبرم مع إيران إذ اعتبر ترامب أنه غير كاف لمنع طهران من الحصول على قنبلة نووية ووضع حد لسلوكها "المزعزع للاستقرار" في الشرق الأوسط. وأعاد بعد ذلك فرض كل العقوبات الأميركية التي رفعت عام 2015 مع تشديدها.

وكانت إدارة ترامب أعلنت أن هدفها هو إضعاف الجمهورية الإسلامية حتى "تغير موقفها" في المنطقة وتتفاوض على "صفقة أفضل"، لكن مع اقتراب نهاية الولاية الأولى للملياردير الجمهوري، لم تحقق إدارة ترامب أي تقدم على أي من الجبهتين.

ويؤكد الرئيس الجمهوري الآن أن السلطات الإيرانية ستوافق على التفاوض لكن بعد الانتخابات الأميركية التي ينافسه فيها الديمقراطي جو بايدن.