تعتزم جامعة أمريكية إقامة تجمع طلابي حاشد، اليوم الأربعاء، للمطالبة بإطلاق سراح باحث لديها معتقل في إيران منذ 900 يوم، في الوقت الذي سيخاطب المتظاهرون نوابا بالكونجرس في هذا الصدد.
وأوردت إذاعة صوت أمريكا (ناطقة بالفارسية) أن رئيس جامعة بريستون سيلقي كلمة أمام الحضور في التجمع الطلابي الذي سيعمل على لفت انتباه المشرعين الأمريكيين إلى واقعة احتجاز زميلهم شيوى وانغ المتهم بالتجسس في إيران.
واعتقلت سلطات طهران وانغ (39 عاما) في يوليو/ تموز عام 2016، قبل أن تصدر محكمة محلية حكما على نحو سري بسجنه 10 أعوام بدعوى تورطه في التجسس على مواد بحثية في أرشيف إيران الوطني خلال إعداده أطروحة لنيل درجة الدكتوراة، على الرغم من حصوله على التصاريح اللازمة.
ويعد الباحث الأمريكي من أصل صيني واحدا من 5 أمريكيين آخرين معتقلين في سجون إيرانية حاليا، حيث غامر بدخول إيران بغية إعداد دراسة بحثية عن السلالة القاجارية التي حكمت البلاد من عام 1794 إلى عام 1925.
وجرى اعتقال شيوي وانغ في أعقاب قيامه بنسخ آلاف الصفحات من المواد البحثية المؤرشفة في إيران، حيث ذكر أحد أساتذته في جامعة بريستون أن طهران تحتجزه حتى الآن لاتهامه بالتجسس على وثائق تاريخية قبل أن يودع في معتقل إيفين سيئ السمعة.
وذكرت إذاعة صوت أمريكا أن الباحث المعتقل هاتف زوجته قبل ساعات من احتجازه في طهران، وأخبرها بخضوعه لاستجواب مطول لعدة ساعات في فندق محلي بالعاصمة الإيرانية، قبل أن تنقطع أخباره لـ20 يوما حينها.
وعاود وانغ الاتصال بزوجته ليؤكد لها خبر اعتقاله في طهران، فضلا عن إيداعه حبسا انفراديا، في الوقت الذي تعرض لضغوط من قبل محققين إيرانيين وصلت إلى حد تهديده بالسجن مدى الحياة.
وبالتزامن مع تأييد محكمة استئناف إيرانية حكما بسجنه صيف العام الماضي، رفضت أسرته وزملاؤه في الجامعة وكذلك مسؤولون في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاتهامات الموجهة له، و اعتبروها جملة من المزاعم مطالبين بالإفراج عنه فوريا.
وذكرت مجموعة العمل المعنية بالاحتجاز التعسفي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة سابقا أن السلطات الإيرانية لم توضح رسميا طبيعة العلاقة بين الاطلاع على وثائق تاريخية تخص فترة حكم قبل أكثر قرن ومحاولة إسقاط النظام، حيث أكدت اللجنة اعتقال الباحث بسبب جنسيته الأمريكية.
وتخشى عائلة شيوي وانغ على حياته داخل محبسه في إيران، خاصة بعد حرمانه من تلقي العلاج الطبي عدة مرات، إضافة إلى عدم وجود مقربين له داخل البلاد نهائيا.
وشكل طلاب في جامعة بريستون مجموعات دعم على منصات التواصل الاجتماعي بهدف إطلاق سراح زميلهم المعتقل في إيران منذ 3 سنوات، فيما أدان قرابة 1000 أكاديمي ومؤرخ بارز حول العالم في بيان سابق احتجاز سلطات إيران له.
