اضطر مواطن أميركي مسن وسجين سابق لإجراء عملية جراحية في إيران الثلاثاء بعد منعه من مغادرة البلاد ورفض السلطات الايرانية مناشدات عائلته للسماح له بالسفر لتلقي العلاج، وفق ما أعلن محاميه.
وكانت السلطات الإيرانية قد أطلقت سراح باقر نمازي المسؤول السابق في اليونيسف من السجن بداية العام الماضي، لكن محاميه يقول إن السلطات لم تصدر لموكله حامل الجنسية الأميركية جواز سفر ايراني يحتاجه للمغادرة، باعتبار أن إيران لا تعترف بازدواجية الجنسية.
وبعد ثلاثة أسابيع على المناشدات المؤثرة لعائلة نمازي، خضع الرجل البالغ 84 عاما لعملية جراحية لإزالة انسداد في أحد الشرايين الرئيسية كان يهدد حياته.
وقال محاميه جاريد غينسر المختص بقضايا حقوق الإنسان الدولية "يبدو أن العملية تكللت بالنجاح وباقر عاد إلى وعيه، على الرغم من أنه لا يزال مشوشا".
لكنه أشار إلى أن العائلة ما زالت قلقة حول نوعية العناية الطبية التي يتلقاها بعد العملية والتهديد الآخر المتمثل بتفشي فيروس كورونا في طهران.
وأضاف غينسر "أشجب بشدة خيار إيران تجاهل واجباتها الدولية بتمكين باقر من السفر إلى الخارج لتلقي العناية".
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد ناشد إيران بدوره لإبداء التعاطف، قائلا إن نمازي يحتاج أن يكون بين أولاده.
ووُضع باقر نمازي قيد التوقيف الاحتياطي في شباط/فبراير 2016 حين توجّه إلى طهران على أمل مساعدة ابنه سياماك، رجل الأعمال الذي كان قيد الاعتقال.
ويقضي سياماك نمازي عقوبة بالحبس عشر سنوات لإدانته بتهمة التعاون مع حكومة معادية، ما تنفيه عائلته بشدة وتقول إنه تعرّض لاستجواب بالغ القسوة بشأن تعاونه في السابق مع مؤسسات أميركية.
ويشكل وضع الرعايا الأميركيين نقطة خلاف رئيسية بين واشنطن وطهران، وقد طالبت إدارة الرئيس جو بايدن السلطات الإيرانية بالإفراج عن كل الأميركيين المحتجزين لديها.
وكان روبرت مالي، المبعوث الأميركي الخاص لإيران، قال إنه في الجولات السابقة من المحادثات مع ممثلي إيران، تم إحراز تقدم في مجال تحرير السجناء الأميركيين من السجون في إيران.
وفي إشارة إلى أن عملية التفاوض الحالية معلقة، قال مالي في مقابلة مع صوت أميركا الناطقة بالفارسية إنه لا يستطيع إعطاء تفاصيل عن المحادثات أو تحديد موعد محدد للإفراج عن المعتقلين، لكنه واثق من أنهم سيعودون إلى ديارهم.
يذكر أن طهران متهمة باستخدام سجناء أجانب أو مزدوجي الجنسية كورقة مساومة لتحقيق أهدافها التفاوضية.
وحاليا، يقبع كل من سياماك نمازي، ومراد طاهباز في السجن، أما باقر نمازي خرج من السجن ولم يسمح له مغادرة إيران وهؤلاء من بين المواطنين الإيرانيين الأميركيين المحتجزين في إيران.