Skip to main content

قائد ميليشيا عراقي يزور طهران لـ"إيصال رسائل سياسية"

أكرم كعبي، قائد ميليشيات "النجباء"
AvaToday caption
لقاء رسمي إيراني غابت عنه الأجهزة الأمنية العراقية التي تحاول مؤخراً الحد من نفوذ المليشيات، لإيصال رسالة واضحة لبغداد، مفادها صعوبة التخلص من السلاح الإيراني المتفلت في البلاد، وفقاً لمتابعين
posted onOctober 28, 2020
nocomment

في ظل استمرار مساعي رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، التصدي للميليشيات المدعومة إيرانياً، لاسيما بعد إزدياد الضغوط لجهة حماية البعثات الديبلوماسية في البلاد، يبدو أن طهران تتمسك بورقتها الأخيرة في محاولة منها للتأكيد على استمرار نفوذها في الداخل العراقي.

وتزامناً مع تأكيد الكاظمي على أنّ سيادة بلاده "خط أحمر"، وتعهداته بحظر السلاح عبر اتباع إجراءات حاسمة، التقى أمين عام مليشيا "النجباء"، أكرم الكعبي، نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، علي فدوي، في طهران، ومستشار المرشد الإيراني علي أكبر ولايتي.

زيارة طرحت علامات استفهام عديدة عن صفة الكعبي الرسمية، علماً أنّ المليشيا منضوية في هيئة الحشد الشعبي، التابعة لقوات الأمن العراقية بموجب قانون 26 نوفمبر 2016.

"اللقاء يشكل تحدياً سافراً لسيادة البلاد"، يقول المحلل السياسي، تيسير عبدالجبار الآلوسي، مشيراً الى أن "للدولة العراقية وزارة خارجية تتحدث بإسمها، ولها صلاحية التحاور الدبلوماسي".

واعتبر أن هذه الزيارة تهدف لـ"تلقى وصايا الأجندة الإيرانية، التي تهدف إلى إدخال العراق بأتون الحرب".

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بعض الصور للقاء الذي جمع فدوي بالكعبي وولايتي، في العاصمة الإيرانية طهران.

لقاء رسمي إيراني غابت عنه الأجهزة الأمنية العراقية التي تحاول مؤخراً الحد من نفوذ المليشيات، لإيصال رسالة واضحة لبغداد، مفادها صعوبة التخلص من السلاح الإيراني المتفلت في البلاد، وفقاً لمتابعين.

زيارة أكّد فيها قائد المليشيا مواقفه المعادية لأميركا، قائلاً إنّ "سياسة الصواريخ مقابل الرصاص لم تتغير أبداً"، بحسب الموقع الإلكتروني للمليشيا، الموضوعة على قائمة الإرهاب الأميركية، منذ عام 5 مارس 2019.

وهنا شدد الآلوسي على أنّ "التصريحات التي صدرت عن اللقاء، تحمل تنصلاً واضحاً من مسؤوليات أعمال التخريب التي نفذّتها المليشيات الإيرانية، وتحميل واشنطن كل أزمات البلاد، في الوقت الذي كانت فيه  الأخيرة الحليفة الأمينة لبغداد، إذ دعمت الجيش العراقي ولم تخرج عن التحالف الدولي في المساعدة بمحاربة تنظيم داعش على عكس ما فعلته طهران".

وشدد على أنّ "كل ما صدر عن اللقاء بمثابة استعراض لوصايا خامنئي وأجندته".

وأكّد أنّ "المليشيات الإيرانية أدت إلى إضعاف الدولة وتعزيز الفوضى، فضلاً عن إرهاب المواطنين واختراق القانون بالطرق التي تخدم وجود طهران في الميدان العراقي"، لافتاً إلى أنّه "لا يمكن للمليشيات تمثيل العراق في الخارج".

بدورها، اعتبرت الناشطة العراقية، سهى مهدي، أنّ المليشيات المسلحة خاضعة لإيران لا تمثل العراق، وكل ما تريد طهران إيصاله هو التأكيد على أن أذرعتها موجودة ولا يمكن سحبها، خصوصاً أن أهم مطالب الثورة حصر السلاح بيد الدولة ووضع حدّ للمليشيات، وهو ما تسعى حكومة الكاظمي فعله دون نتيجة".

وأضافت مهدي أنّ "مسار التغيير ليس بالقصير في بلده تحكمه الجماعات المسلحة، التي تهدد الناشطين والمدنيين، دون إمكانية محاسبتها".

كما علّق بعض الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي على اللقاء، كان أبرزها التساؤل حول وجود دولة داخل الدولة العراقية.