تصاعدت الضجة السياسية واصدار البيانات والاتهامات بين مختلف الفرقاء السياسيين والاحزاب والشخصيات بصدد وجود مؤشرات خطيرة للإنزلاق نحو اقتتال كوردي – كوردي بتحريض تركي لإضعاف الوجود الكوردي في شمال العراق من جهة واستهداف حزب العمال الكوردستاني من جهة اخرى.
وفي هذا الصدد، حذر القيادي في حركة التغيير محمود شيخ وهاب، من أن تركيا تدفع باتجاه الاقتتال الداخلي بين الكورد.
وقال وهاب إن "على الحكومة الاتحادية التدخل لمنع النزاع الداخلي بين حزب العمال الكوردستاني والديمقراطي الكوردستاني، ومسك الشريط الحدودي من قبل قوات حرس الحدود حصرا".
وأضاف أن "الوضع يتأزم، بعد حادثة الاشتباك التي حصلت بين قوات البيشمركة وعناصر حزب العمال الكوردستاني في محافظة دهوك، وهنالك جهات خارجية وعلى رأسها تركيا تدفع باتجاه استمرار النزاع في الإقليم".
وأشار إلى أن "الوضع بات مقلقا وعلى الأطراف المحايدة التدخل كوسيط ومنع إراقة الدم وتدهور الأوضاع الأمنية في مدن إقليم كوردستان".
ووقعت صباح اليوم اشتباكات مسلحة بين قوات البيشمركة وعناصر حزب العمال الكوردستاني، أدت لمقتل اثنين من حزب العمال وإصابة 3 عناصر من البيشمركة ومقتل آخر بانفجار عبوة ناسفة في ناحية جمانكي بمحافظة دهوك.
وفي وقت لاحق أصدرت ما يسمى الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكوردستانية، التابعة لحزب العمال الكوردستاني، بياناً، ردت فيه على ما وصفته بـ"شرعنة رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني للاقتتال الكوردي – الكوردي".
وقالت الرئاسة أن "رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني أورد في تصريحاته العديد من الحجج والمبررات لحشد قواته العسكرية في مناطق تواجد حزب العمال الكوردستاني ومحاصرتهم، وهو بهذا الشكل كشف عن نيته وأعلن عن قرار الحرب ضد حزب العمال الكوردستاني، وكشف أنهم ينتظرون الفرصة والظروف المناسبة لذلك".
وأشار إلى أنه "يقول (مسعود بارزاني)، إننا حرّمنا الاقتتال بين الكورد، ولكنه لاحقًا أورد العديد من الحجج والمبررات وأعلن أنه سوف يشن الحرب".
ووجه زعيم الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، في وقت سابق، رسالة الى شعب إقليم كوردستان بخصوص الاوضاع التي يشهدها الإقليم والمنطقة.
وقال بارزاني في نص الرسالة، أدعو كافة الكوردستانيين أن يواجهوا هذه الاوضاع الاستئنائية بواقعية وأن يكونوا على قدر المسؤولية التاريخية لتجاوز العراقيل.
وقال بارزاني، انه جعل من الإقتتال الكوردي – الكوردي أمرا محرما لكن لا ينبغي أن يُفهم هذا الموقف هذا بشكل خاطئ ويتم استغلاله وتحدي السلطة القانونية لاقليم كوردستان والسعي لفرض ارادة مسلحين غير شرعيين على شعب كوردستان.
وبدل أن يدعم عناصر حزب العمال الكوردستاني تجربة الاقليم قاموا بالسيطرة على مناطق ثم ألحقوها بمناطق اخرى ونصب الحزب نفسه نائبا للحكومة ومنع المواطنين من إدارة أملاكهم والعمل بها كما فرض الضرائب والاتاوات على المواطنين وبالتالي هذه الافعال غير مقبولة والمواقف الوطنية والقومية تظهر بالأفعال لا بالاقوال.
وفي وقت لاحق هذا اليوم افاد مصدر محلي في محافظة دهوك، بحدوث تبادل لإطلاق النار بين عناصر من حزب العمال، وقوات البيشمركة، شمالي المحافظة، في تطور جديد بعد توتر شهدته المحافظة في وقت سابق.
وقال المصدر أن عناصر حزب العمال الكوردستاني قاموا بإطلاق النار على قوات البيشمركة في قرية شلي التابعة لناحية جمانكي.
واضاف ان قوات البيشمركة ردت على الهجوم دون معرفة تفاصيل اكثر.
وسقط ضحية على الأقل فيما أصيب اثنان آخران من قوات البيشمركة بهجوم صاروخي شنه عناصر الحزب العمال الكوردستاني شمالي محافظة دهوك.
وكان مقاتلي حزب العمال الكوردستاني استهدفوا عجلة لقوات البيشمركة صباح اليوم بقذيفة صاروخ محمول نوع "RBG7" في ناحية "جمانكي" جنوب قضاء العمادية، مشيرا الى سقوط ثلاثة جرحى من عناصر البيشمركة.
قالت حكومة إقليم كوردستان العراق، اليوم الأربعاء، إن الهجوم الذي شنه حزب العمال الكوردستاني (التركي) على قوات "البيشمركة" الكوردية العراقية صباح اليوم، تجاوز "الخط الأحمر".
وأكدت الحكومة في بيان صحفي، أن "إقليم كوردستان كيان سياسي وشرعي لشعب إقليم كوردستان، وقوات البيشمركة هي المسؤولة عن حماية أرض كوردستان وشعبها، وعليه فإن أي هجوم من هذا النوع يعدُّ هجوماً على شعب كوردستان كافة".
وأضافت: "إذ تقف حكومة إقليم كوردستان بالضد من الاقتتال الأخوي، إلا أن هجوم حزب العمال الكوردستاني اليوم قد تخطى الخط الأحمر في هذا الإطار، وبهذا الصدد ندين بشدة الهجوم ونعتبره اعتداء على الإقليم ومؤسساته الشرعية، وسنعمل على منع أي تدهور يحصل للوضع الأمني في الإقليم".
وبالنسبة لأربيل، فإن حزب العمال الكوردستاني يفرض وجود مقاتليه المسلحين المدربين في إقليم كوردستان شمال العراق منذ صدور مرسوم الحكم الذاتي عام 1991.
وحزب العمال الكوردستاني الذي يقدم نفسه على أنه نذير القضية الكوردية في الشرق الأوسط، هو في الواقع منافس لسلطات كوردستان العراق، الكيان الكوردي الوحيد الذي حصل على حكم ذاتي لسكانه البالغ عددهم خمسة ملايين، على عكس كورد في سوريا وتركيا أو إيران.