بازبدە بۆ ناوەڕۆکی سەرەکی

ثريا المسرح المغربي تنطفئ

ثريا جبران شغلت حقيبة وزارة الثقافة
AvaToday caption
شاركت أيقونة المسرح المغربي التي دخلت أيضا بيوت المغاربة عبر أعمال تلفزيونية وسينمائية، في مسرحيات عرضت في فرنسا والجوار المغاربي والقاهرة وبغداد.
posted onAugust 25, 2020
noبۆچوون

رحلت سيدة المسرح المغربي ثريا جبران، تاركة الركح حزينا، وهو الذي اعتاد على حضورها لأزيد من خمسين عاما، تجسد البطولة في مسرحيات مغربية وعربية، فاستحقت مكانة خاصة في تاريخ أبو الفنون بالمغرب وشهرة في الوطن العربي.

وفي مسيرتها انتقلت ثريا جبران من خشبة المسرح إلى كرسي الثقافة، لتصبح أول فنانة عربية تتقلد منصب وزيرة.

وقد رحلت فقيدة المسرح المغربي، عن عمر ناهز الثامنة والستين عاما، بعد صراع مع المرض حسب بلاغ التأبين الصادر عن النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية.

اعتلت ثريا جبران خشبة المسرح، باكرا، حين كانت في سن العاشرة، وبعد سنوات من التدرج في مسرح الهواة، المدرسة التي انجبت أبرز الوجوه المسرحية المغربية، سيصل صيت براعة جبران إلى رائد المسرح المغربي آنذاك، العربي بنمبارك الذي أخرجها من دائرة الهواة إلى بحر الاحتراف.

ومن هنا سينطلق مسار الشابة التي غيرت اسمها من السعدية قريطيف إلى ثريا جبران، وهو الاسم الذي ستشتهر به لدى جمهورها على مدى عقود.

وبموازاة الممارسة الميدانية، أثرت ثريا جبران، مشوارها الأكاديمي بالحصول على دبلوم التخصص المسرحي من المعهد الوطني التابع لوزارة الثقافة.

بين أزقة درب السلطان، أشهر أحياء الدار البيضاء، ترعرعت ثريا جبران، من مواليد 1952، يتيمة الأب واقع فرض عليها قضاء فترة بإحدى الدور الخيرية بعدما اضطرت أمها للاشتغال بتلك المؤسسة.

هذه النشأة ستسهم في بلورة حس عال بقضايا الهامش وهموم المجتمع وستبلور لدى الفنانة الصاعدة وعيا مجتمعيا وسياسيا.

وقد ساهمت ثريا جبران، رفقة جيل من الوجوه المسرحية، في جعل مواضيع الخشبة تخاطب الواقع المغربي والوعي الجماعي الذي تأثر بالتحولات السياسية والثقافية التي شهدها المغرب، في حقبة السبعينيات.

وقد جعلها انخراطها الفني الجريء، أحيانا مصدر إزعاج، وهو ما عرضها في نهاية الثمانينات للاختطاف على يد مجهولين في واقعة ظلت لغزا لم تكشف خيوطه.

لم يتوقف دورها على التجسيد القوي، بل شاركت في خلق فرق مسرحية كفرقة "مسرح اليوم" التي ستصل بها إلى خارج الحدود وقبل ذلك انتقلت بين عدة فرق وعلى رأسها فرقة "مسرح الناس" تحت عباءة عميد المسرح المغربي الطيب الصديقي، التي ذاع معها صيت فنانة موهوبة، تعاملت مع نصوص تراثية لها مكانة خاصة لدى المغاربة، كدورها في مسرحية "ديوان عبد الرحمان المجذوب" التي تستعيد سيرة الشاعر الصوفي الشعير بالمغرب ومسرحية " أبو الحيان التوحيدي".

ومن الأعمال المهمة، لثريا جبران، التي لاقت احتفاء شعبيا كبيرا، مسرحية "حكايات بلا حدود" المستمدة من نصوص نثرية للشاعر محمد الماغوط، ومسرحية "بوغابة"، التي تقمصت فيها جبران دور رجل، هو السيد "بونتيلا"، والمسرحية مستمدة من نص "السيد بونتيلا وتابعه ماتي" للكاتب المسرحي الألماني برتولد بريخت.

شاركت أيقونة المسرح المغربي التي دخلت أيضا بيوت المغاربة عبر أعمال تلفزيونية وسينمائية، في مسرحيات عرضت في فرنسا والجوار المغاربي والقاهرة وبغداد.

وقد كان لها حضور في المسرح العربي، حيث انضمت إلى فرقة الممثلين العرب، التي تأسست في الأردن، على يد الطيب الصديقي والفنانة اللبنانية نضال الأشقر وثلة من الفنانين من العراق وسوريا وفلسطين، وقدمت ثريا جبران مع الفرقة مسرحيتي "ألف حكاية وحكاية" و"سوق عكاظ".

وتوّجت تجربتها العربية بالحصول على جائزة أحسن ممثلة عربية في مهرجان بغداد عام 1985.

إلى جانب "نضالها الفني"، انخرطت ثريا جبران في قضايا المجتمع، عبر خوضها غمار السياسة بانتمائها لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، حزب يساري، وباسم الحزب تقلدت في العام 2007، منصب وزيرة الثقافة، لتصبح أول فنانة تتقلد منصبا وزاريا في الوطن العربي.

ورغم أن المرض أرغمها على ترك المنصب بعد عامين، إلا أنها كانت قد عملت على تأسيس منظمات تنشط في المجال الإنساني والحقوقي كما حرصت على تعزيز التدابير المتعلقة بحقوق الفنانين في التغطية الصحية والحماية الاجتماعية.