قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الخميس إن الطريق ما زال طويلاً قبل إحياء الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015.
واستؤنفت المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة التي تهدف لإنقاذ الاتفاق يوم الثلاثاء بعد توقف لعشرة أيام، لكن المبعوثين لم يفصحوا سوى عن أقل القليل بخصوص مدى اقترابهم من حل العديد من الموضوعات الشائكة.
من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الألمانية اليوم إن المحادثات النووية مع إيران تدخل "مرحلة نهائية". وأضافت أنه، على الرغم من التحفظات الإسرائيلية، فإن العودة إلى الاتفاق النووي ستجعل المنطقة أكثر أماناً.
وتحدثت انالينا بايربوك في مؤتمر صحفي مشترك في تل أبيب مع نظيرها الإسرائيلي يائير لابيد. وقال لابيد إنه وبايربوك ناقشا المحادثات النووية وعرض موقف إسرائيل لها "بأن إيران نووية ليست خطر على إسرائيل وحسب، وإنما على العالم بأسره". وأضاف أن إيران "تصدر الإرهاب من اليمن إلى بوينس آيرس"، كما أن الاتفاق يجب أن يضع في الحسبان عدوانها الإقليمي.
من جهتها، أوضحت بايربوك أنها "مقتنعة بأن استعادة كاملة للاتفاق النووي ستجعل المنطقة أكثر أمناً.. وإلا لن نجري مثل هذه المحادثات".
وقالت إن المحادثات مع إيران وصلت إلى "نقطة حرجة للغاية" ومن المهم أن تعود إيران إلى طاولة المفاوضات "برغبة في الوصول لحل وسط دون مطالب مبالغ فيها".
يأتي هذا بينما كانت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي قد قالت للصحفيين الأربعاء إن المحادثات مع إيران وصلت إلى نقطة فارقة، وسيكون من المستحيل العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران في حالة عدم التوصل إلى اتفاق في الأسابيع المقبلة.
وقالت ساكي: "الاتفاق الذي يتناول المخاوف الأساسية لجميع الأطراف لم يعد بعيداً، لكن إذا لم يتم التوصل إليه في الأسابيع المقبلة، فإن التقدم النووي الإيراني المستمر سيجعل من المستحيل علينا العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة"، في إشارة إلى الاسم الرسمي لاتفاق 2015 النووي.
أما ميخائيل أوليانوف مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا قال أمس إنه التقى منسق الاتحاد الأوروبي بشأن المحادثات النووية مع إيران إنريكي مورا، واتفقا على ضرورة تكثيف المفاوضات والبحث عن طرق ووسائل جديدة لتسوية القضايا العالقة المتبقية لتمهيد الطريق للعودة إلى الاتفاق النووي.
واستؤنفت المحادثات حول الملف النووي الإيراني الثلاثاء في فيينا وهدفها المعلن من جانب جميع الأطراف هو التوصّل إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن.
وكانت آخر جلسة تفاوض عقدت في نهاية يناير وقد غادرت حينها الوفود فيينا وسط دعوات لاتّخاذ "قرارات سياسية" بعد "التقدّم" الذي أحرز خلال مطلع السنة والذي سمح بالخروج من طريق مسدود استمر فترة طويلة.
وبوشرت المحادثات في ربيع العام 2021 بين إيران والدول التي لا تزال طرفا في الاتفاق وهي ألمانيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة وروسيا، فيما يشارك الأميركيون بطريقة غير مباشرة.
وانسحبت واشنطن في عهد دونالد ترامب من الاتفاق العام 2018 بعد ثلاثة أعوام من إبرامه، معيدة فرض عقوبات على إيران التي ردّت بالتراجع تدريجياً عن غالبية التزاماتها بموجب الاتفاق.
وتهدف المفاوضات الراهنة إلى السماح بعودة واشنطن وطهران بالتزامن إلى الالتزام بالاتفاق الذي يؤيده الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن.
لكنّ الوقت يداهم، إذ يفيد خبراء أن الإيرانيين حادوا بشكل كبير عن القيود التي يفرضها اتفاق العام 2015 لدرجة باتوا فيها على مسافة أسابيع قليلة من امتلاك ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة ذرية.