تجددت السخرية على مواقع التواصل الإيرانية من مزاعم "اكتشاف علمي" أعلن عنه الحرس الثوري الإيراني قبل أشهر يتمثل بـ"اختراع" آلة كشف عن فيروس كورونا تستخدم "الشحنات الإلكترونية" في الفيروس لتحديد الإصابة.
وتظهر صور الجهاز طبقا يحمل في يد، بينما تحمل قبضة مرتبطة بهوائي إرسال باليد الأخرى، ويفترض أن الجهاز يستطيع كشف الإصابات بفيروس كورونا في دائرة نصف قطرها 100 متر بدون إجراء أي تحليلات دم أو سائل مخاطي أو حتى فحص درجة الحرارة.
وعادت السخرية من الجهاز المفترض بعد مقابلة أجراها موقع إخباري إيراني مع العميد رمضان شريف المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، تساءل الصحفيون خلالها عن سبب عدم استخدام الجهاز حتى الآن.
الموقع عاد إلى السؤال عن السبب الذي يمنع السلطات الإيرانية من استخدام الجهاز لمنع الانتشار الكبير في إصابات فيروس كورونا الذي شهدته البلاد، خاصة وإن الإعلان عن "الاختراع" رافقته دعاية ضخمة أشارت إلى الجهاز على أنه "اكتشاف علمي فائق"، وأعلن عنه من قبل الجنرال حسين سلامي قائد الحرس الثوري شخصيا على التلفزيون الإيراني الحكومي.
وبحسب موقع راديو فاردا، فإن الآلة من صنع الإيراني كامبيز غولشاني الذي تنسب إليه "اختراعات غريبة أخرى"، وقد باع الجهاز للحرس الثوري في أبريل الماضي مقابل مبلغ ضخم.
ووفقا للجنرال سلامي، فإن هوائي الجهاز الذي يطلق عليه اسم "مستعان" يحتوي على "فيروسات مستقطبة" تخلق مجالا مغناطيسيا يجعلها تشير إلى فيروس كورونا في أي مكان ضمن دائرة نصف قطرها 100 متر، وهو أمر غير مثبت علميا.
بعدها، قالت وزارة الصحة الإيرانية إنها لم تجز استخدام الجهاز، فيما هاجمته جمعية الفيزياء الإيرانية في بيان قالت فيه إن "الاختراع" "غير قابل للتصديق وأشبه الخيال العلمي".
لكن الحرس الثوري أصر على "موثوقية نتائج الجهاز التي تصل دقتها إلى 80 بالمئة"، وبدأ يستخدم الجهاز في أماكن عامة.
وانتقد مدونون "عدم احترام الحرس الثوري" لعقولهم من خلال الإعلان عن أشياء غير حقيقية.
وقال مدونون إيرانيون إن الجهاز يقصد منه الدعاية بشكل أكبر من الفائدة العلمية الحقيقية، لكن آخرين قالوا إن هذا يكشف العقلية التي يدار بها الحرس الثوري الإيراني، الذي يسيطر على جزء مهم من قرار بعض دول المنطقة.
وسخر الإيرانيون، الذين يواجهون انتشارا كبيرا لفيروس كورونا، وترديا اقتصاديا من الجهاز، وقارنوه بأوعية الطبخ المنزلية، فيما قال آخر ساخرا إن "عقلية مشابهة هي من أدى إلى تردي الاقتصاد".
ويذكر الجهاز الإيراني بجهاز مشابه استخدم في العراق للكشف عن المتفجرات، وأثار اعتقال "مخترعه" البريطاني بتهم احتيال فضيحة كبيرة أدت إلى ملاحقة مسؤولين عراقيين كبار.
