يبدو أن الانتخابات التركية لن تكون تقليدية هذه المرة، وسط تحالفات متغيرة، وهزات حزبية تؤرجح كفة الميزان وتصعب حسم النتائج.
وكلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية، المزمع إقامتها في 14 مايو/أيار المقبل، اتضح أكثر أن تصويت مؤيدي حزب الشعوب الديمقراطي هو من سيثقل موازين المرشح المحتمل، وقد يقوده لحسم نتيجة تلك الانتخابات التي لم تعد مقصورة على شخص هذه المرة.
ورغم إعلان حزب الشعوب الديمقراطي دعمه لتحالف الشعب، دون ذكر اسم رئيس حزب الشعب الجمهوري والمرشح الرئاسي لتحالف الشعب، كمال كليجدار أوغلو، إلا أن حزب الخير المهاجم لـ"الشعوب الديمقراطي"، المنضم لتحالف الشعب، لم يبد أي رد فعل حتى الآن على هذا التأييد.
وفي هذا الإطار، قال المدير العام لشركة الأبحاث "آرتي بير"، حسين تشاليشكنار، في حديث صحفي، إن "هناك 92% من مؤيدي حزب الشعوب الديمقراطي يؤيدون مرشح حزب الشعب، كليجدار أوغلو".
وأضاف: "دون حزب الشعوب الديمقراطي من غير الممكن أن يفوز كليجدار أوغلو أو الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بتلك الانتخابات".
وأعلن حزب الشعوب الديمقراطي، الذي فاز بأغلبية الناخبين الكورد وحصد 10 إلى 12% من الأصوات وفقًا لشركات أبحاث الرأي، في اليوم السابق أنه سيدعم مرشح تحالف الأمة كمال كليجدار أوغلو دون ذكر اسمه.
وأكد تشاليشكنار أنه "يجب أن يدعم مؤيدو حزب الخير بالكامل، الذين يشكلون 12% من الأصوات الانتخابية، كليجدار أوغلو حتى يتمكن من الفوز بالجولة الأولى من الانتخابات".
وأشار إلى أن "هناك ما يقرب من 45% من مؤيدي حزب الخير لا يدعمون كليجدار أوغلو في تلك الانتخابات، وبذلك يجب إقناع 5.5% من الناخبين بتأييده".
وفي هذا الصدد قال تشاليكنار إن "مسؤولي حزب الخير سيعمدون إلى إطلاق حملة انتخابية لدعم كليجدار أوغلو بعد 10 أبريل/نيسان أي بعد انتخاب النواب البرلمانيين للأحزاب".
وعلى صعيد متصل، قال رئيس شركة أبحاث "ماك"، محمد علي قولات، إن "دعم حزب الشعوب الديمقراطي للمرشحين الانتخابيين مهم للغاية"، مشيرًا إلى أنه "لا يتوقع حدوث أي انشقاقات في حزب الخير إثر هذا الدعم الانتخابي".
وأضاف كولات: "يمكن ملاحظة التغيير في معدل الأصوات التي تحصل عليها التحالفات ومرشح التحالفات في كل انتخابات".
وتابع: "على سبيل المثال، في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في 28 يونيو/ حزيران 2018، حصل تحالف الشعب على 55% من الأصوات، بينما حصل المرشح الرئاسي للتحالف، رجب طيب أردوغان، على 52.6%".
واستطرد: "لكن في انتخابات 2023، أعتقد أن جميع أعضاء حزب الخير سيصوتون لكليجدار أوغلو، لأن رئيسة حزب الخير، ميرال أكشنار، تحكم حزبها بشكل كبير، لذلك أعتقد أن جميع أعضاء الحزب سيؤيدونها في هذا القرار".
من ناحية أخرى، علق رئيس البحوث بشركة "أكسوي"، على عدم دعم حزب الخير لكليجدار أوغلو إثر تأييد حزب الشعوب الديمقراطي، بأنه "لا يتوقع ذلك"، مستشهدًا بـ"الانتخابات البلدية الأخيرة، إذ دعم حزب الشعوب الديمقراطي تحالف الشعب في إسطنبول وأنقرة، ولم يبد حزب الخير أي اعتراض على هذا التأييد وقتها".
وأضاف أنه "لا يتوقع أي اعتراض من حزب الخير، إذ لا توجد اتفاقية أو ارتباط رسمي بين حزب الشعوب الديمقراطي وحزب الشعب الجمهوري، بالإضافة إلى أن حزب الشعوب الديمقراطي أعلن عن دعمه لتحالف الشعب ككتلة وليس كفرد".
وكانت شركة أكسوي للأبحاث قد أعلنت عن استطلاع الرأي الأخير "لمن ستصوت بين رجب طيب أردوغان وكمال كليجدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية؟" وكان توزيع الأصوات على النحو التالي: "كمال قليجدار أوغلو 56.8%، ورجب طيب أردوغان 43.2%".
وردًا على سؤال "أي حزب ستصوت له إذا كانت هناك انتخابات برلمانية يوم الأحد؟"، جاءت معدلات الأصوات كالتالي: "حزب العدالة والتنمية 31.9%، وحزب الشعب الجمهوري: 27.8%، وحزب الخير: 11.4%، حزب الشعوب الديمقراطي: 10.3%، بينما حزب الحركة القومية 6.9%".
فيما حصد حزب السعادة "0.8%"، بينما حقق حزب ديفا "0.6%"، وحل بعده حزب المستقبل بـ"0.6%"، فيما حققت أحزاب أخرى "9.7%".