كشف رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مارك ميلي أن إيران لن تحتاج سوى عدة أشهر للحصول على سلاح نووي، في تقييم يقدم تقديرات أقصر بكثير لمدى السرعة التي يمكن أن تصبح بها طهران قوة نووية مقارنة بتقديرات سابقة لمسؤولين غربيين.
وقال ميلي في جلسة استماع أمام الكونغرس إن إيران، وفي حال اتخذت القرار، يمكنها أن تنتج مواد انشطارية لصنع قنبلة نووية في أقل من أسبوعين"، مضيفا أن إنتاج سلاح نووي حقيقي لن يستغرق سوى عدة أشهر أخرى".
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن تصريحات ميلي تتوافق مع التقييمات الأخيرة للمسؤولين الأميركيين التي أشارت إلى أن طهران يمكن أن تنتج ما يكفي من المواد المستخدمة في صنع الأسلحة لصنع قنبلة نووية في غضون أيام.
أضافت الصحيفة أن تلك التقييمات حددت مدة أكبر بشأن الوقت الذي قد تستغرقه إيران لتحويل تلك المواد إلى قنبلة نووية.
الصحيفة لفتت إلى أن تصريحات ميلي تضمنت أيضا تحذيرات من أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بامتلاك "سلاح نووي ميداني".
وقال الجنرال الأميركي: "لقد طورنا، كقوات أميركية، خيارات متعددة لقيادتنا الوطنية، في حال قررت إيران تطوير سلاح نووي فعلي".
وذكرت الصحيفة أن المسؤولين الأميركيين تجنبوا قي السابق الإدلاء بتصريحات علنية بشأن المدة التي ستستغرقها إيران لصنع سلاح نووي، لكنهم أشاروا سرا إلى أنهم يعتقدون أن طهران يمكن أن تصنع قنبلة نووية في غضون عام تقريبا.
ومع ذلك، تقول الصحيفة إن خبراء يعتقدون أن إيران قد تحتاج ما بين سنة وثلاث سنوات من أجل صنع سلاح نووي فعال.
الصحيفة ذكرت أن متحدثا باسم الجنرال مارك ميلي رفض إعطاء المزيد من التفاصيل بشأن التقييم المتعلق بقدرة إيران على صناعة سلاح نووي.
وكذلك لم تتحدث ناطقة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض بشكل مباشر عن تقديرات ميلي، لكنها شددت في تصريح للصحيفة أن "الولايات المتحدة ملتزمة بعدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي".
وأضاف أن الولايات المتحدة تعتقد "أن الدبلوماسية هي أفضل طريقة لتحقيق هذا الهدف، لكن الرئيس بايدن كان واضحا أيضا فيما يتعلق بالخيارات الأخرى المطروحة على الطاولة".
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قالت الشهر الماضي إنها رصدت في إيران جزيئات من اليورانيوم المخصب بنسبة 83,7 بالمئة، أي أقل بقليل من نسبة 90 بالمئة الضرورية لإنتاج قنبلة نووية.
وأوضحت الوكالة التابعة للأمم المتحدة أنه تم اكتشاف الجزيئات بعد جمع العينات في يناير في منشأة "فوردو"، مؤكدة بذلك معلومات أدلت بها مصادر دبلوماسية.
واعتبرت الولايات المتحدة أن العثور على هذه الجزيئيات "تطور مقلق" إذ إن نسبة 83,7 بالمئة من التخصيب تقترب كثيرا من نسبة التسعين بالمئة اللازمة لإنتاج قنبلة نووية.
وتأتي هذه التقارير وسط تعثر المحادثات لإحياء اتفاق دولي أبرم عام 2015 للحد من النشاطات النووية الإيرانية مقابل رفع عقوبات دولية مفروضة على طهران.
والاتفاق في حكم الملغى منذ انسحاب الولايات المتحدة أحاديا منه عام 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب الذي أعاد فرض عقوبات على إيران. في المقابل عمدت إيران إلى التحرر من قيود يفرضها الاتفاق على برنامجها النووي.