بازبدە بۆ ناوەڕۆکی سەرەکی

طهران تفرج عن اللبناني المعتقل لديهِ

نزار زكا مع عباس إبراهيم، مدير عام الأمن العام
AvaToday caption
تقاطعت عملية الإفراج عن نزار زكا مع معلومات أشارت إلى أنها من ضمن صفقة أميركية -إيرانية تشمل تبادل سجناء إيرانيين في الولايات المتحدة مقابل سجناء أميركيين في طهران من ضمنهم زكا كَونه يملك تصريحاً بالإقامة الدائمة في الولايات المتحدة
posted onJune 11, 2019
noبۆچوون

مع وصول الطائرة التي تقل المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم إلى مطار رفيق الحريري الدولي خلال ساعات آتياً من طهران، مصطحباً معه المعتقل اللبناني، نزار زكا، المُحتجز في إيران منذ 11 سبتمبر/ أيلول عام 2015، تكون قضية زكا التي شغلت الوسط اللبناني لسنوات قد طويت صفحتها وبختم رئاسي، ليبدأ بعدها زكا صفحة جديدة.

وأكد اللواء إبراهيم لرويترز، الاثنين، أن "عملية الإفراج عن زكا ستحصل (اليوم) بعد استكمال الإجراءات القضائية التي شارفت على نهايتها"، موضحاً "أنه سيصطحب زكا معه في طائرة خاصة إلى لبنان على أن ينتقلوا مباشرة إلى قصر بعبدا للقاء رئيس الجمهورية".

وبدأ المدير العام للأمن العام اللبناني مساعيه لتحرير زكا بتكليف من رئيس الجمهورية اللبناني، ميشال عون، حيث توجّه مساء الأحد إلى مدينة مشهد الإيرانية، ثم انتقل منها إلى طهران، وعقد سلسلة اجتماعات مع مسؤولين إيرانيين لإنهاء الترتيبات التي أدّت إلى الإفراج عن زكا من سجنه في إيران.

وبينما كان إبراهيم المُكلّف من الرئيس اللبناني يتابع في طهران الترتيبات الأخيرة للإفراج عن نزار زكا، نشرت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية (المقرّبة من الحرس الثوري الإيراني)، خبراً "لافتاً" نسبته إلى ما سمّته "مصدراً مطلعا"، مفاده أنه "في خلال ساعات سيتم الإفراج عن الجاسوس اللبناني- الأميركي نزار زكا، وسيتم تسليمه إلى "حزب الله" في لبنان.

وبحسب وكالة أنباء "فارس" فإن المصدر نفسه أكد - بعد ساعات على تداول معلومات عن اتصال بين عون ونظيره الإيراني حسن روحاني لتحرير زكا - أن "تسليم هذا الجاسوس الأميركي – اللبناني يأتي فقط بناء على طلب ووساطة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله".

مشدداً على أنه "لم تجر في هذا السياق أي مفاوضات على أي مستوى مع أي شخص أو حكومة"، مشيراً إلى أن هذا الأمر "تحقق فقط بناء على احترام ومكانة السيد نصرالله لدى الجمهورية الإيرانية".

وسارع اللواء إبراهيم إلى "دحض" رواية وكالة "فارس" بتأكيده "أن تحرير زكا جاء بطلب من رئيس الجمهورية ميشال عون، ستشاهدون غداً (اليوم) نهاية العملية في قصر بعبدا"، ولفت إلى "أن ما نُقل عن وكالة فارس تشويش ولن يرد على مصدر، لأن الخبر لا يعود لجهة رسمية".

وبدأت رحلة الإفراج "الجدّية" عن نزار زكا في 3 مايو/أيار الماضي من خلال الرسالة التي سلّمها وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، إلى نظيره الإيراني محمد جواد ظريف الإيراني عبر السفير الإيراني في لبنان حمد جلال فيروزنيا تضمّنت طلباً بإصدار عفو خاص عن زكا لمناسبة شهر رمضان.

واستتبع هذا الاجتماع بلقاء في 10 مايو/أيار منه بين الرئيس اللبناني والسفير الإيراني، طلب خلاله الرئيس ميشال عون نقل كتاب رسمي إلى نظيره الإيراني حسن روحاني يطلب فيه العفو عن زكا.

وسبق هاتين المحطتين اتصالات على أعلى المستويات بين الجانبين الإيراني واللبناني توّجت بتكليف اللواء عباس إبراهيم (كان شارك في الاتصالات منذ أشهر) من قبل الرئيس ميشال عون زيارة طهران لوضع اللمسات الأخيرة على عملية إطلاق زكا من خلال عقده سلسلة لقاءات مع المعنيين في الجمهورية الإيرانية لترتيب عودته إلى بيروت.

وكان اللواء إبراهيم وصل الأحد إلى إيران واجتمع الاثنين مع زكا لأكثر من ساعة، حيث قدّم له زكا باقة ورد وقالب حلوى تعبيراً عن شكره له.

وفور وصوله قال له اللواء إبراهيم "كما وعدتك في الزيارة الأخيرة أن المرة المقبلة سأصطحبك معي أتيت لأوفي هذا الوعد وسنعود غداً معاً إلى بيروت".

وتقاطعت عملية الإفراج عن نزار زكا مع معلومات أشارت إلى أنها من ضمن صفقة أميركية -إيرانية تشمل تبادل سجناء إيرانيين في الولايات المتحدة مقابل سجناء أميركيين في طهران من ضمنهم زكا كَونه يملك تصريحاً بالإقامة الدائمة في الولايات المتحدة.

ومع أن اللواء إبراهيم نفى كل ما أشيع عن تبادل زكا مع أسرى آخرين أو أن تكون العملية ضمن مقايضة واسعة كما نقلت بعض وسائل الإعلام"، كاشفاً أنه يعمل على أربعة ملفات منفصلة عن بعضها، إطلاق سراح لبنانيين في دول عربية وقضية تاج الدين الموقوف في أميركا لاتهامهم بعلاقة مع حزب الله والمدرج على القائمة السوداء.

طرحت عملية الإفراج عن زكا علامات استفهام كثيرة حول توقيتها وأسبابها وخلفياتها، منها الثمن الذي ستناله إيران مقابل هذا الإفراج، خصوصاً أن قضية زكا كانت محط اهتمام أميركي واضح وعلني.

وذهبت بعض المصادر بعيداً في قراءتها للخطوة الإيرانية "الإيجابية" تجاه بيروت، بربطها عملية الإفراج عن زكا مع زيارة سرّية قام بها مدير عام الأمن العام اللبناني إلى الولايات المتحدة منذ فترة ليست ببعيدة ولقائه قاسم تاج الدين لمدّة ساعتين في مكان توقيفه في أميركا.

وتاج الدين مُدرج على اللائحة السوداء في الولايات المتحدة منذ العام 2009 مع شقيقيه حسين وعلي. كما أدرجته وزارة الخزانة الأميركية على لائحة العقوبات واتّهمته بتبييض الأموال واستخدامها في دعم نشاطات إرهابية وإدارة العديد من الشركات التي تُغطّي أعمال "حزب الله" في إفريقيا

وفي السياق، أشارت مصادر مطّلعة لـ"العربية.نت" إلى "أن هذه المعلومات "غير الصحيحة" التي تم توزيعها فيما كان اللواء إبراهيم يُنهي ملف زكا في إيران، هدفها "التقليل" من دور رئيس الجمهورية في هذه العملية والمساعي التي بذلها مع الإيرانيين لإطلاق سراحه"، مؤكدةً "أن الرئيس ميشال عون حصراً هو من كلّف اللواء إبراهيم بالعملية وإفراج إيران عن زكا تم بناءً على رغبة الرئيس عون وطلبه الرسمي وليس أي جهة أخرى".

من جهتها، أكدت مصادر أمنية لبنانية لـ"العربية.نت" "أن مهمة إبراهيم رسمية وبتكليف حصراً من رئيس الجمهورية، وهو أطلع عون على كل خطوة قام بها في طهران"، جازمةً "بأن العملية لبنانية - لبنانية بامتياز تولاها الرئيس ميشال عون وكلّف اللواء إبراهيم بتنفيذها".

وزكا، وهو خبير في صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، (لديه إقامة في الولايات المتحدة) اختفى بعيد وصوله إلى طهران في 11 سبتمبر/ أيلول عام 2015، بينما كان يلبّي دعوة رسمية من نائبة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة والأسرة شاهيندوخت مولافردي لحضور مؤتمر عن دور المرأة في التنمية المُستدامة، تحت عنوان "ريادة الأعمال والتوظيف".

وعُيّن رئيساً للسياسة العامة في التحالف العالمي لتكنولوجيا المعلومات والخدمات (WITSA) والأمين العام للمنظمة العربية للمعلوماتية والاتصالات (أجمع).

ومن زنزانته التي يبلغ طولها مترين وعرضها متراً فقط، خاض نزار زكا تجربة الانتخابات النيابية الفرعية الأخيرة التي تمت في مدينة طرابلس بترشّحه لإيصال قضيته ومعاناته في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يرزح تحتها.