شددت الناشطة الإيرانية، مسيح عليعلينجاد، التي تلقت جائزة ماكين للحريات نيابة عن النساء الإيرانيات، خلال مقابلة تلفزيونية، على وحدة الثورة في إيران، مطالبة الدول الغربية بعزل النظام الإيراني واتخاذ إجراءات أوسع لمواجهته.
وكرم المعهد الجمهوري الدولي في واشنطن، الأربعاء، كلا من مسيح عليعلينجاد، ونازنين بونيادي، ومهرانجيز كار، بجائزة "جون ماكين للحرية"، نيابة عن كل نساء إيران.
وفي حين قالت عليعلينجاد إنه يشرفها الحصول على الجائزة، طالبت قادة الدول الديمقراطية بـ"التصرف واتخاذ بعض الخطوات لدعم الشعب الإيراني وعزل نظام هذه الدولة".
وأكدت علينجاد "استمرار الثورة في إيران، رغم أنها تمر في مراحل وأشكال مختلفة"، مضيفة أن "أعداد النساء اللواتي ينزعن حجابهن يزداد كل يوم".
ونددت علينجاد بعمليات الإعدام في إيران قائلة "علينا أن نضع حدا لهذا النظام البربري، ولا بد من أن تكون لدينا ديمقراطية علمانية في إيران".
واعتبرت علينجاد أن "الشعب الإيراني هز النظام في الداخل".
وطالبت الدول الغربية "بوقف التفاوض مع القتلة".
وأشارت إلى أن "دعم الثورة في إيران يكون من خلال تمكين ومساعدة المرأة الإيرانية التي تقود هذه التحركات".
ودعت علينجاد خلال المقابلة إلى "فرض عزلة دولية على إيران".
ولتأكيد وحدة صف الثورة الإيرانية، أشارت علينجاد إلى أن "أكثر من مئة مدينة شهدت هذه التظاهرات، وكان هناك تنظيم في ما بين المناطق".
وذكرت بـ"وحشية النظام الإيراني، الذي قتل أكثر من 600 متظاهر بريء، واعتقل أكثر من 2000 شخص، بعضهم الآن يواجه عقوبة الإعدام".
وأكدت أن "وحشية النظام هي التي منعت الناس من العودة إلى التظاهر".
ولكنها لفتت إلى وجود مراحل مختلفة من الثورة، مشددة على أن "الشعب الإيراني لن يتراجع عن مواجهة النظام".
وأوضحت علينجاد أنها "المرة الأولى التي نرى فيها هذا العمل المشترك بين الإيرانيين في الداخل، ولمسنا شجاعة المتظاهرين في إيران الذين يحصلون على دعمنا".
وعن دورها في دعم الثورة الإيرانية في الوقت الحالي، قالت علينجاد: "يمكنني الآن الضغط على وسائل الإعلام العالمية لنقل أصوات النساء في إيران، ويمكننا أن نستفيد من وسائل التواصل الاجتماعي لإسماع صوت الإيرانيين للعالم".
وروت علينجاد أن "النظام الإيراني يقوم بقمع وحشي"، منتقدة تشتت الدول الديمقراطية، وهو الأمر الذي اعتبرت أنه حد من قدرتها على دعم الثورة. وقالت: "اجتمعت مع مسؤولين كثر سألوني إن كانت المعارضة موحدة وهم يترددون في دعم الثورة بإيران".
وأوضحت أن كل الدول الديمقراطية تريد "إنهاء النظام في إيران لكنها غير موحدة".
وتحدثت علينجاد عن المرأة الإيرانية الشجاعة "التي يعتبرها النظام مجرمة"، وقالت إن "الشخص الذي يزودني بفيديو من إيران يسجن".
وتابعت أنها "تحصل على مقاطع الفيديو هذه باستمرار"، وقالت إن "الأشخاص الذين يرسلون المقاطع المصورة، يحاولون وضع الحد لإعدام المتظاهرين الأبرياء".
ولفتت علينجاد إلى "الوحدة بين المعارضة الخارجية والداخلية، وبين العمال والمجموعات الإثنية والمدرسين والرجال والنساء والممثلين، فكلهم موحدون، وجميعهم يريدون الاستمرار في مواجهة النظام والجمهورية الإسلامية".
وأكدت أن "العقوبات وحدها لا يمكن أن تنقذ المراهقين الذين يواجهون الإعدام"، مشددة على أنه "حان وقت التصرف بسرعة".
وعلينجاد ناشطة وصحفية إيرانية بارزة ومعروفة دوليا، تقيم في الولايات المتحدة منذ أعوام، وسبق أن تعرضت لعدة محاولات اختطاف واغتيال داخل الولايات المتحدة بسبب نشاطها الحقوقي.
وفي يناير الماضي، أعلن وزير العدل الأميركي ميريك غارلاند، توجيه اتهامات لثلاثة أعضاء في منظمة إجرامية من أوروبا الشرقية لها صلات بالحكومة الإيرانية، خططوا لاغتيال "صحفية وناشطة إيرانية"، من دون الكشف عن اسم تلك الناشطة.
لكن أحد أعضاء المجموعة، وهو خالد مهدييف، كان قد ألقي عليه القبض في نيويورك لحيازته بندقية خارج منزل علينجاد في الولاية.
وأكدت علينجاد أن المجموعة كانت تخطط لقتلها، وقالت إن مكتب التحقيقات الفيدرالي أبلغها بالعملية.
وفي يوليو 2021، وجه القضاء الأميركي إلى أربعة "عملاء في الاستخبارات الإيرانية" تهمة التآمر لخطف مسيح علينجاد عام 2018، عبر محاولة إرغام أقرباء إيرانيين للصحفية على استدراجها إلى دولة أخرى، بهدف توقيفها ونقلها إلى إيران وسجنها.
وتقدم جائزة جون ماكين للحريات للمساهمين بشكل فاعل في الدفاع عن الحريات من كل بلدان العالم.
وسميت الجائزة باسم السياسي الأميركي الجمهوري البارز، جون إس ماكين، الذي كان مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة أمام باراك أوباما، في انتخابات عام 2008.
وتوفي ماكين في عام 2017 عن 81 عاما.