بازبدە بۆ ناوەڕۆکی سەرەکی

التومان تواصل "النزف الموجع" أمام الدولار

تومان
AvaToday caption
نظمت احتجاجات ضد ارتفاع أسعار العملات في المسيرات الشعبية ضد الحكومة الإيرانية، وأشعل مجموعة من الأهالي مساء الخميس الماضي النار ورددوا هتافات مثل "الدولار بـ 47 ألف تومان، هل أنت مستيقظ يا خامنئي؟"
posted onFebruary 21, 2023
noبۆچوون

تحت ضغط العقوبات الخارجية واشتعال الأزمات الداخلية تفاقمت أزمة العملة الإيرانية، وواصل الريال انهياره في مقابل الدولار الأميركي ليسجل أدنى مستوى على الإطلاق خلال التعاملات الأخيرة.

وتشير بيانات "موقع بونباست" إلى أن العملة الإيرانية تهوي إلى مستوى قياسي أمام الدولار الأميركي وتسجل 501300 ريال.

ويشهد سعر الدولار الأميركي في السوق الحرة (السوداء) الإيرانية ارتفاعاً قياسياً مع استمرار الاضطرابات وتزايد عزلة البلاد، وسط الانتقادات الغربية للإجراءات الأمنية الصارمة التي تتخذها إيران وعلاقاتها مع روسيا.

وتشكل الاضطرابات أحد أكبر التحديات للنظام الحاكم في إيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979، ويأتي تراجع العملة الإيرانية على رغم الخطوات الأخيرة التي اتخذها النظام، ومنها تعيين محافظ جديد للبنك المركزي بعدما وصلت قيمة العملة المحلية إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق في مقابل الدولار وسط احتجاجات حاشدة وعقوبات غربية متواصلة.

وبعد سنوات من العقوبات الغربية بسبب برنامج إيران النووي، تم تداول الريال عند 315 ألف ريال للدولار عندما اندلعت الاحتجاجات المناهضة للحكومة منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي، واشتعلت الاحتجاجات بوفاة شابة كردية في حجز "شرطة الأخلاق" بالبلاد، وتفاقمت التظاهرات سريعاً وتحولت إلى دعوات لإنهاء أكثر من أربعة عقود من حكم النظام الإيراني.

الإحصاء الذي أعدته صحيفة "اندبندنت " العربية يشير إلى أن الدولار الأميركي سجل ارتفاعاً بنسبة 6019 في المئة خلال الـ20 عاماً الأخيرة، إذ قفز سعر صرف الورقة الأميركية الخضراء من مستوى 8193 ريال عام 2003 إلى نحو 501300 ريال في الوقت الحالي.

ووفق هذه البيانات فقد تضاعف سعر صرف الدولار في السوق الإيراني بأكثر من 61 ضعفاً، بما يعادل زيادتها سنوياً بأكثر من ثلاثة أضعاف، كما يبلغ متوسط الزيادة السنوية في سعر صرف الدولار أكثر من 300 في المئة خلال الـ 20 عاماً الأخيرة.

وفي المقابل أعلن البنك المركزي الإيراني أنه سيفتتح مركزاً جديداً للعملات الأجنبية لتسهيل الوصول إلى النقد الأجنبي وزيادة حجم المعاملات الرسمية.

وفي كلمة عبر التليفزيون الرسمي، قال محافظ البنك المركزي محمد رضا فرزين إن "السعر المحدد في هذا التبادل سيصبح سعر السوق، ويجب أن يكون خالياً من عوامل التوقع التي لا تعكس تقييمنا للوضع المالي للبلاد".

يذكر أنه نظمت احتجاجات ضد ارتفاع أسعار العملات في المسيرات الشعبية ضد الحكومة الإيرانية، وأشعل مجموعة من الأهالي مساء الخميس الماضي النار ورددوا هتافات مثل "الدولار بـ 47 ألف تومان، هل أنت مستيقظ يا خامنئي؟".

وغالباً ما تلجأ السلطات الإيرانية إلى تغيير محافظ البنك المركزي في كل مرة تنهار فيها العملة في مقابل الدولار الأميركي، وقد تم تعيين فرزين في ديسمبر الماضي محافظاً للبنك المركزي الإيراني، لكن كل المعطيات تشير إلى إخفاقه في إدارة أزمة الدولار في ظل الانهيارات المتتالية للعملة.

ووفق وكالة "بلومبيرغ" فإن العملة الإيرانية تعاني التدفقات المالية الكبيرة الخارجة من سوق الأسهم، إذ يتطلع الإيرانيون لجمع السيولة من أجل شراء عملات أجنبية يتحوطون بها ضد حال عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي التي تواجهها البلاد منذ سبتمبر الماضي والتي فشل النظام في احتوائها على رغم سلسلة الإعدامات التي قام بها بحق النشطاء والمحتجين.

وفي ديسمبر الماضي زعم محافظ البنك المركزي الإيراني أن انخفاض العملة إلى مستويات قياسية كان بسبب الاحتجاجات المناهضة للحكومة، وقال في تصريحات رسمية إنه "لإجراء تعديلات في سوق الصرف الأجنبي فسنعمل نحن في البنك المركزي كصناع للسوق وصناع لسياسة العملة الأجنبية، وأياً كانت العملة الأجنبية الأكثر طلباً فسنوفرها في السوق".

وعلى صعيد حركة سوق الصرف خلال العقدين الأخيرين وتحديداً منذ العام 2003 سجلت العملة الإيرانية خسائر عنيفة، وخلال فترة الرئيس الإيراني محمد خاتمي الذي تولى رئاسة النظام الإيراني في الثالث من أغسطس (آب) عام 1997 وحتى نهاية ولايته في الثالث أغسطس عام 2005، شهد سعر صرف الدولار في مقابل العملة الإيرانية ارتفاعاً بنسبة 9.4 في المئة، إذ قفز سعر صرف الورقة الأميركية الخضراء من مستوى 8193 ريالاً بداية عام 2003 إلى نحو 8964 ريالاً عام 2005، ليربح الدولار الأميركي نحو 771 ريالاً إيرانياً.

أما خلال فترة الرئيس محمود أحمدي نجاد التي بدأت في الثالث من أغسطس 2005 وانتهت في الثالث من الشهر نفسه عام 2013، فقد قفز سعر صرف الدولار الأميركي بنسبة 255 في المئة، ووصل سعر صرف الورقة الأميركية الخضراء من مستوى 8964 ريالاً عام 2005 إلى مستوى 31839 ريالاً عام 2013، ليربح الدولار الأميركي نحو 22875 ريالاً خلال فترة حكم الرئيس نجاد.

وخلال فترة الرئيس حسن روحاني التي بدأت في الثالث من أغسطس 2013 وانتهت في الثالث من أغسطس 2021، فقد سجل الدولار الأميركي مكاسب في مقابل الريال الإيراني بنسبة 716.6 في المئة بعدما قفز سعر صرف الورقة الأميركية الخضراء من مستوى 31839 ريالاً خلال عام 2013 إلى نحو 260000 ريال خلال عام 2013، ليربح الدولار  خلال ثماني سنوات من حكم الرئيس روحاني نحو 228161 ريالاً.

لكن منذ تولي الرئيس الحالي إبراهيم رئيسي رئاسة النظام الإيراني في الثالث من أغسطس 2021 وحتى الآن، سجل الدولار الأميركي مكاسب بلغت نسبتها 72.1 في المئة بعدما قفز سعر صرف الورقة الأميركية الخضراء من مستوى 260 ألف ريال عام 2021 إلى نحو 453 ألف ريال في الوقت الحالي، ليربح الدولار الأميركي نحو 444807 ريالات خلال أقل من عامين.

وتشير التوقعات إلى استمرار ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي ليسجل مستوى 500 ألف ريال خلال الفترة المقبلة، لترتفع مكاسب الدولار الأميركي إلى نحو 92 في المئة خلال العامين الأخيرين.