رفتن به محتوای اصلی

طهران تتمسك بورقة التوت الأوروبية

أولى ضحايا العقوبات الأمريكية هم مواطنون إيران
AvaToday caption
يرى خبراء أن الموقف الأوروبي ضعيف، مشيرين إلى أن الأوروبيين لم يتجاوزوا بعد عتبة تدارك انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي
posted onNovember 4, 2018
noدیدگاه

بعد ستة أشهر على انسحابها من الاتّفاق النووي مع إيران أكدت الولايات المتحدة رسميا أنها ستعيد ابتداء من الاثنين العمل بعقوبات كانت رفعتها عن إيران وتستهدف بشكل خاص المصارف والقطاع النفطي، الذي يعد أهم مصدر للعملة الصعبة في البلاد. وتوجه هذه العقوبات ضربة قوية لاقتصاد يعاني بالفعل من التضخم ومجتمع يعاني من ارتفاع معدلات البطالة ولنظام يواجه غضبا شعبيا متفاقما.

وتجري تصريحات المسؤولين الإيرانيين، على رأسهم المرشد الأعلى آية الله علي خامئني ورئيس البلاد حسن روحاني، بعكس ما تشتهي رياح هؤلاء المسؤولين، في التخفيف من القلق بشأن تأثير العقوبات. وتعتمد طهران في هذا التخفيف على ورقة الأوروبيين، التي يبدو أنها غير قادرة على تقديم الكثير لها.

ودعت إيران السبت إلى تقديم تطمينات أوروبية بدعمها في مواجهة العقوبات التي ستعيد واشنطن فرضها على مبيعات النفط الإيرانية الحيوية لإجبار طهران على الحد من أنشطتها النووية والصاروخية والإقليمية.

وذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء أن وزير الخارجية محمد جواد ظريف تحدث هاتفيا مع فيديريكا موغيريني، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي ومع نظرائه من ألمانيا والسويد والدنمرك، بشأن الإجراءات الأوروبية لمواجهة العقوبات الأميركية.

وكان المرشد الأعلى قال إن “على أوروبا أن تضمن بشكل كامل سريان مبيعات النفط الإيرانية، في حال يمكن أن يدمّر الأميركيون مبيعاتنا النفطية. يجب على الأوروبيين تعويض ذلك وشراء النفط الإيراني”، كما اعتبر أن من واجب “البنوك الأوروبية أن تحمي التجارة مع الجمهورية الإسلامية”.

ومن المقرر أن تعيد واشنطن فرض عقوبات واسعة النطاق على قطاعي النفط والبنوك الإيرانيين اعتبارا من يوم غد الاثنين.

وقال دبلوماسيون إن الآلية الأوروبية الجديدة التي تهدف إلى تسهيل الدفع مقابل الصادرات الإيرانية ينبغي أن تصبح سارية قانونا بحلول الرابع من نوفمبر، أي اليوم السبت، بالتزامن مع الحزمة المقبلة من العقوبات الأميركية، لكن تطبيقها الفعلي لن يبدأ قبل أوائل العام المقبل.

ويسعى الرئيس الأميركي من خلال حزَم العقوبات إلى دفع إيران لتطبيق قيود أكثر صرامة على البرنامج النووي ووقف أنشطة تطوير الصواريخ ووقف دعم قوات تقاتل بالوكالة في اليمن وسوريا ولبنان ومناطق أخرى من الشرق الأوسط.

ومنذ إعلان ترامب، في الثامن من مايو الماضي، أن الولايات المتحدة ستنسحب من الاتفاق النووي وستعيد فرض العقوبات، سعت إيران إلى استغلال المعارضة الأوروبية العميقة لسياسة ترامب بخصوص الاتفاق والموقف العام من كل توجهاته وتصريحاته.

وكلما صعّد ترامب ضد الأوروبيين، سعت طهران إلى تأجيج الغضب وتقديم نفسها للأوروبيين كحليف هو بدوره “ضحية” الرئيس الأميركي “الذي انتهك بشكل صارخ ومن جانب واحد الالتزامات والمعايير الدولية”.

لكن، يرى خبراء أن الموقف الأوروبي ضعيف، مشيرين إلى أن الأوروبيين لم يتجاوزوا بعد عتبة تدارك انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي. ويقول جون هانا، الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إنه “على الرغم من الجهود التي يبذلها الاتحاد الأوروبي من أجل إحباط العقوبات الأميركية، فقد أصبح واضحا خلال الأشهر الستة الماضية أن هذه المحاولات لن تجد طريقها إلى النجاح”.