شنت السلطات الباكستانية حملة اعتقالات طالت نحو 19 شخصا في مدينة كراتشي على خلفية تورطهم في تنفيذ اغتيالات لدوافع طائفية وسط اتهامات بتلقيهم تدريبات عسكرية من قبل مليشيا الحرس الثوري الإيراني المدرجة مؤخرا على لائحة الإرهاب الأمريكية.
وكشف أحمد القريشي (صحفي باكستاني متخصص في شؤون الأمن القومي) في تغريدة عبر موقع تويتر أن مليشيا الحرس الثوري جندت هؤلاء المتهمين بهدف شل حركة أكبر المدن الباكستانية والعاصمة الاقتصادية الأولى بالنسبة لإسلام آباد، على حد قوله.
وأوردت وسائل إعلام باكستانية محلية نقلا عن نائب المدعي العام الباكستاني أمير فاروقي أن إحدى الدول المجاورة (لم يفصح عن هويتها) دفعت أجورا شهرية تقدر بـ40 ألف روبية هندية لكل فرد من هؤلاء المتهمين لتنفيذ اغتيالات داخل الأراضي الباكستانية.
وأكد فاروقي أن هذه الدولة المجاورة متورطة في تأمين غطاء مالي فضلا عن التحريض على ارتكاب أعمال إرهابية داخل بلاده، لافتا إلى أن أسماء المتهمين الموقوفين ظلت لفترة قيد سجلات المفقودين، غير أنهم كانوا يتلقون تدريبات عسكرية بالخارج.
وذكرت منصة آريا نيوز الباكستانية أن عناصر الشرطة المحلية بالتعاون مع إدارة مكافحة الإرهاب داهمت مواقع يقطنها هؤلاء المتهمين قبل عدة أيام في نطاق كراتشي، حيث اعتقلتهم بسبب دورهم في إشعال فوضى واضطرابات طائفية داخل البلاد.
وأظهرت تحقيقات أولية بناء على اعترافات أدلى بها بعض المتهمين أنهم تورطوا بالفعل في تصفية نحو 50 شخصا على الأقل، في حين كانت لديهم خطط لقتل 28 شخصا آخرين مدرجين على قوائم الاغتيالات المرتقبة.
ووجهت السلطات الباكستانية اتهامات لـ19 شخصا المقبوض عليهم بالتورط في التخطيط لشن هجمات إرهابية داخل البلاد.
يشار إلى أن خبراء في الشؤون الخارجية حذروا قبل أشهر من سعي إيران إلى زيادة دعهما لخلايا إرهابية وطائفية في باكستان، بهدف زعزعة استقرار المنطقة.
وجنّدت إيران الآلاف من العناصر الطائفية من باكستان وأفغانستان -خاصة من مناطق جيلجيت وبالتستان- للقتال في سوريا نظير منحهم رواتب شهرية وفرص عمل وإقامة لعوائلهم داخل أراضيها بعد عودتهم من مناطق القتال.
وموّلت إيران مجموعة متنوعة من المتطرفين في باكستان، وذلك جزئيا كوسيلة لزعزعة الجهود الأمريكية في المنطقة، وإحدى هذه المجموعات "تحريك جعفرية باكستان"، الذي يقر بعلاقته بإيران.
وتأسس حزب "تحريك جعفرية باكستان" بالتزامن مع سيطرة رجال الدين المتشددين على حكم إيران عام 1979، وتم حظره مرتين من قبل الحكومة الباكستانية باعتباره "منظمة إرهابية".
ويقر الحزب بأن لديه صلات وثيقة وهدفا مشتركا مع إيران تحت أيديولوجية مشتركة للوقوف متحدين في ظل المرشد الإيراني علي خامنئي، "الذي يمثل القوة المطلقة لنا.. كلماته لا تقل عن كونها مرسوما بالنسبة لنا"، بحسب قوله.