بعد تشديد العقوبات الأميركية على إيران تتجه الإدارة الأميركية إلى تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية في إطار استراتيجية الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتطويق النفوذ الإيراني الذي يشكل خطرا على المنطقة والعالم.
وقال ثلاثة مسؤولين أميركيين إن من المتوقع أن تصنف الولايات المتحدة فرق الحرس الثوري الإيراني على أنها منظمة إرهابية فيما يمثل أول مرة تصنف فيها واشنطن رسميا جيش دولة أخرى على أنه جماعة إرهابية.
وأضاف المسؤولون أن من المتوقع أن تعلن وزارة الخارجية الأميركية هذا القرار الاثنين. ويحذر منتقدون من أن هذا القرار قد يجعل حكومات غير صديقة في الخارج تتخذ إجراءات مماثلة ضد مسؤولي القوات المسلحة والمخابرات الأميركية.
ولم يتأخر الرد الإيراني كثيرا حيث صرح عضو كبير في البرلمان الإيراني السبت إن إيران قد تدرج الجيش الأميركي على قائمتها للإرهاب إذا أدرجت واشنطن الحرس الثوري على قائمتها.
وقال حشمت الله فلاحت بيشه رئيس اللجنة الأمنية الوطنية في البرلمان على تويتر "إذا تم إدراج الحرس الثوري على القائمة الأمريكية للجماعات الإرهابية، فسنضع جيش هذه البلد على قائمتنا للإرهاب مع داعش (تنظيم الدولة الإسلامية)".
وامتنعت وزارة الدفاع الأميركية(البنتاغون) عن التعليق وأحالت الأسئلة بهذا الأمر إلى وزارة الخارجية. وامتنعت وزارة الخارجية والبيت الأبيض أيضا عن التعليق.
ودافع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عن هذا التغيير في السياسة الأميركية بوصفه جزءا من موقف إدارة الرئيس دونالد ترامب المتشدد تجاه إيران. وسيأتي هذا القرار قبل حلول ذكرى مرور عام على قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الدولي مع طهران وإعادة فرض عقوبات أصابت الاقتصاد الإيراني بالشلل.
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال أول من ذكر قرار الإدارة الأميركية الخاص بتصنيف الحرس الثوري على أنه منظمة إرهابية.
وأدرجت الولايات المتحدة من قبل عشرات من الكيانات والأشخاص في قائمة سوداء لانتمائهم لقوة الحرس الثوري الإيراني ولكنها لم تدرج القوة نفسها.
وصنفت وزارة الخزانة الأميركية في 2007 فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني والذي يمثل وحدته المسؤولة عن العمليات في الخارج "لدعمه للإرهاب" ووصفته بأنه "الذراع الرئيسية (لإيران) لتنفيذ سياستها بدعم الإرهابيين والجماعات المتمردة". وحذرت إيران من رد "ساحق" إذا مضت الولايات المتحدة قدما في هذا التصنيف.
وقال محمد علي جعفري قائد قوات الحرس الثوري الإيراني في 2017 إنه إذا مضى ترامب قدما في هذه الخطوة فإن " الحرس الثوري سيعتبر حينئذ الجيش الأمريكي مثل تنظيم الدولة الإسلامية في كل أنحاء العالم".
ومثل هذه التهديدات خطيرة بشكل خاص بالنسبة للقوات الأميركية في مناطق مثل العراق حيث تنتشر فصائل شيعية مسلحة موالية لإيران في أماكن قريبة جدا من القوات الأميركية.
وقالت ويندي شيرمان وكيلة وزارة الخارجية الأميركية السابقة والمسؤولة الرئيسية في فريق التفاوض مع إيران إن هذه الخطوة لها تبعات على القوات الأميركية.
وأضافت " تمت بالفعل معاقبة الحرس الثوري الإيراني بشكل كامل وهذا التصعيد يعرض بالتأكيد جنودنا في المنطقة للخطر".
وأنشئ الحرس الثوري الإيراني بعد الثورة الإيرانية في 1979 لحماية نظام الملالي الشيعي الحاكم ويعد أقوى تنظيم أمني في إيران. ويسيطر الحرس الثوري الإيراني على قطاعات كبيرة من الاقتصاد الإيراني كما أنه يحظى بنفوذ كبير في النظام السياسي بإيران.
والحرس الثوري الإيراني مسؤول عن البرامج الإيرانية للصواريخ الباليستية والبرامج النووية. وحذرت طهران من أنها بحوزتها صواريخ يصل مداها إلى ألفي كيلومتر مما يضع إسرائيل والقواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة في مرمى نيرانها.
ويملك الحرس الثوري الإيراني قوة عسكرية مؤلفة مما يقدر بنحو 125 ألف فرد مع وحدات من الجيش والبحرية والجوية ويرفع تقاريره إلى الزعيم الأعلى أية الله علي خامنئي.
ولم يتضح التأثير الذي ربما ينتج عن قرار الولايات المتحدة بتصنيف الحرس الثوري الإيراني على أنه منظمة إرهابية على الأنشطة الأمريكية في الدول التي لها علاقات مع طهران ومن بينها العراق.