رفتن به محتوای اصلی

إسطنبول ساحة مواجهة إيران وإسرائيل

إسطنبول
AvaToday caption
اعتبر أدلر الذي قضى 35 عاما من الخدمة في الأمن، أن صيف العام الماضي كان استثناء من حيث حساسية الملفات حيث أن "التحدي الذي واجهه كان في تحديد مكان الإيرانيين داخل مدينة إسطنبول"
posted onMay 2, 2023
noدیدگاه

تحولت اسطنبول خلال العام الماضي إلى ساحة مواجهة بين أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والإيرانية في ذروة تصاعد التوتر بين الخصمين الإقليميين، وفق ما كشفته وسائل إعلام عبرية من تفاصيل حول ما أسمتها بـ"حرب الاستخبارات".

وتعود أحداث هذه الحرب المعلنة السرية والعلنية إلى صيف العام 2022 وفق مقدمة برنامج 'الحقيقة' الذي تبثه 'القناة 12' الإسرائيلية، مشيرة إلى الفترة التي تواترت فيها تحذيرات أطلقها مسؤولون إسرائيليون لمواطنيهم في أكبر المدن التركية من عمليات خطف أو تصفية قد تنفذها إيران.

وقالت "حاولت فرق تابعة للبعثة الإيرانية تحديد مكان السياح الإسرائيليين في مدينة إسطنبول وجرت عملية تحر دامت لـ3 أسابيع، لمحاولة إنقاذ أكبر عدد ممكن من الإسرائيليين الذين أصبحوا هدفا للمخابرات الإيرانية".

وتابعت ديان مقدمة البرنامج في تقريرها "هذه الواقعة حدثت في فترة يمكن اعتبارها ذروة الدفء في العلاقات التركية الإسرائيلية في شهر يونيو من العام الماضي... تم إنقاذ هؤلاء السياح في اللحظة الأخيرة، حيث لاحظ أعضاء مجلس الأمن القومي الإسرائيلي إشارات بتخطيط إيران لعملية كبيرة وتحديدا كون مدينة إسطنبول مليئة بالسياح بالإسرائيليين الذين سيصبحون في لحظة ما هدفا مشروعا لكل من يخطط لاستهدافهم".

وذكرت أيضا نقلا عن رئيس قسم المخابرات بمجلس الأمن الإسرائيلي يوسي أدلر وهو من ضمن الفريق الذي عمل على تجنيب السياح الإسرائيليين التعرض لعمليات إيرانية أن "المعلومات المتوفرة لدى الأمن تشير إلى أن عناصر إيرانيين بدؤوا بالبحث عن الإسرائيليين المتواجدين في إسطنبول ومراقبة مختلف نشاطاتهم ووجهاتهم المفضلة".

واعتبر أدلر الذي قضى 35 عاما من الخدمة في الأمن، أن صيف العام الماضي كان استثناء من حيث حساسية الملفات حيث أن "التحدي الذي واجهه كان في تحديد مكان الإيرانيين داخل مدينة إسطنبول".

ويقول زوهار بالتي أحد كبار المسؤولين في الموساد الإسرائيلي، إن "تركيا بلد العبور رقم واحد في العالم وأي ناشط إيراني يحتاج الذهاب لأوروبا سيفعل ذلك عبر تركيا وقد تمركز أعضاء فرق الاغتيال الذين وصلوا إلى الأراضي التركية حول مدينة إسطنبول وعمدوا إلى مراقبة الفنادق التي يرتادها السياح الإسرائيليون وحددوا من يتحدثون بالعبرية وتجولوا بين خمسة فنادق يرتادها عادة الرعايا الإسرائيليون وهم يجمعون المعلومات الاستخباراتية في المطاعم ومناطق التسوق".

وتابع أن "فرقة إيرانية واحدة كانت كفيلة بدخول غرفة الطعام في أحد الفنادق ورشها عشوائيا، كي يتسبب ذلك بوقوع عشرات القتلى الإسرائيليين، ما دفع مجلس الأمن الإسرائيلي لاتخاذ جملة إجراءات مضادة، كان السلاح الأبرز فيها الأجهزة الخلوية ونصحنا الإسرائيليين بالعودة بأسرع وقت ممكن، لكنهم واصلوا الذهاب إلى إسطنبول، حتى بعد صدور التحذيرات".

وأضاف أن هذا الوضع "جعلهم في مرمى نظر الإيرانيين ودفعهم إلى المسارعة بالعودة للفندق بحسب تعليمات أفراد جهاز الأمن الإسرائيلي".

وذكر كيف أن "فندق مرمرة تقسيم الذي يقيم فيه السياح الإسرائيليون، تحول إلى ساحة لتجمع مركبات الجيش التركي ونقاط التفتيش بجميع أنواعها وتم  حجز رحلات عودة لجميع السياح الإسرائيليين على متن أول رحلة متوجهة إلى تل أبيب في عملية شبه عسكرية" بدعوى أن المخابرات حددت أن 9 من هؤلاء السياح كانوا مستهدفين بشكل مباشر.

وهذه هي المرة الأولى التي تكشف فيها مثل هذه المعلومات لكن في العام الماضي قدمت إسرائيل شكرها للسلطات الأمنية على تعاونها في انقاذ إسرائيليين في اسطنبول من عمليات تصفية أو خطف كانت تخطط لها إيران.

وشهدت العلاقات التركية الإيرانية في تلك الفترة توترا صامتا خاصة أنه سبق لطهران أن تورطت في خطف معارض إيراني من الأراضي التركية، وهو ما يسيء لتركيا التي تقدم نفسها وجهة آمنة لزائريها.