رفتن به محتوای اصلی

قاآني فشل في لقاء الصدر في النجف

قاآني
AvaToday caption
"الحديث داخل الإطار يقول إن قاآني لم يأت بمشروع، وإنما جاء بفكرة تتعلق بزيادة التفاهم بين القوى السياسية الشيعية وصولا إلى توحيد جهودهم"
posted onJanuary 21, 2022
noدیدگاه

زيارة غير معلنة أجراها قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني للعراق، هذا الأسبوع، في مسعى لرأب الصدع بين القوى السياسية الشيعية، لكن الزيارة "فشلت"، على ما يبدو، في حلحلة موقف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الساعي لتشكيل حكومة "أغلبية وطنية"، وفق مراقبين.

ولم تعلن أي جهة رسمية، عراقية أو إيرانية، نبأ الزيارة، إلا أن صورا نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لقاآني وهو يزور قبر القيادي في الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس والمرجع الشيعي الراحل محمد صادق الصدر في النجف، أكدت وصوله للعراق.

بعد تسريب هذه الصور، نشرت وسائل إعلام إيرانية، ومنها وكالة مهر للأنباء، تفاصيل بشأن زيارة قاآني للعراق، حيث أوردت أنه "اجتمع مع قادة الإطار التنسيقي في العاصمة العراقية بغداد، بهدف توحيد مواقف البيت الشيعي".

وأشارت، أيضا، إلى أنه "بحث تشكيل تحالف يضم كل الأطراف السياسية الشيعية، وكذلك ملف تشكيل الحكومة الجديدة".

وذكرت وكالة مهر في تقرير، الاثنين الماضي، أن "من المؤمل أن يعقد قاآني اجتماعا مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر خلال الساعات المقبلة".

زار قاآني النجف الأحد، كما أفادت وسائل إعلام محلية، وظهر في صور نشرتها مواقع تابعة لفصائل موالية لإيران جاثما على ضريح نائب رئيس قوات الحشد الشعبي العراقي السابق أبو مهدي المهندس الذي قضى بضربة أميركية في بغداد إلى جانب سلف قاآني، قاسم سليماني، قبل عامين.

لم يحصل اللقاء بين الصدر وقاآني حتى ساعة إعداد هذا التقرير، وهو ما أكده صحافيون غربيون بينهم، مراسلة شبكة "بي بي سي" في العراق نفيسة كوهنافارد.

قالت كوهنافارد في تغريدة على تويتر إن "قاآني طلب لقاء الصدر مرتين، لكن طلباته قوبلت بالرفض".

ونقلت عن مصادر مقربة من الصدر تأكيدها عدم حصول لقاء بين زعيم التيار الصدري وقائد فيلق القدس الإيراني.

ولم يرد مكتب الصدر ومقربون منه على اتصالات موقع "الحرة" لطلب التعليق على زيارة قاآني.

ويقول المحلل السياسي نجم القصاب إن "قاآني ليس سليماني، والتيار الصدري الفائز بالانتخابات لا يرغب بالتفريط بهذا الفوز، لأنه يرى أنه قد لا يتكرر في الانتخابات المقبلة".

ويضيف القصاب لموقع  (الحرة) الأميركية أن "التيار الصدري جرب في مرتين فاز بهما بالانتخابات الماضية وسلم كل الوزرات والحكومة للطرف الشيعي الآخر، لكنهم لم يقدموا شيئا لا للمكون السياسي والمجتمعي الشيعي ولا للمكونات الاخرى".

ويرى القصاب أن "قاآني بات لا يؤثر حتى على الأطراف القريبة من إيران التي دعمتهم طيلة السنوات الماضية وهي التي صنعتهم".

لكن رئيس المركز العراقي للتنمية الإعلامية، عدنان السراج، يقول إن لقاءات قاآني "كانت محصورة بقيادات الإطار التنسيقي ولم يكن في جدول أعماله أي لقاء بالصدر".

ويضيف السراج أن قاآني "لم يلتق بالصدر إطلاقا، بل ذهب للنجف لأداء مراسم زيارة المراقد المقدسة وزيارة ضريح السيد محمد الصدر وأبو مهدي المهندس".

ويتابع السراج أن "الحديث داخل الإطار يقول إن قاآني لم يأت بمشروع، وإنما جاء بفكرة تتعلق بزيادة التفاهم بين القوى السياسية الشيعية وصولا إلى توحيد جهودهم".

ويردد الصدر منذ عدة أشهر دون كلل أن تياره سيختار رئيس الوزراء. ويدعو لتشكيل حكومة "أغلبية وطنية" ممثلة بالأحزاب التي حصلت على أعلى عدد من الأصوات.

وتتعارض مواقف الصدر مع تلك التي يدعو إليها الإطار التنسيقي الذي يضم فصائل موالية لإيران، والتي تطالب بحلول تقليدية وحكومية توافقية تضم جميع الأطراف.

ويضم الإطار التنسيقي تحالف "الفتح" الممثل للحشد الشعبي، الذي حصل على 17 مقعدا فقط مقابل 48 في البرلمان السابق، فضلا عن تحالف "دولة القانون" برئاسة رئيس الوزراء الأسبق، نوري المالكي، (33 مقعدا)، وأحزاب شيعية أخرى

ويؤكد القصاب أن "الصدر لا يزال مصرا على تشكيل حكومة الأغلبية، حتى مع وجود الإطار، لكن يجب أن يتم ذلك بشروطه".

ومن أبرز شروط الصدر وفقا للقصاب، هو "ضبط وتنظيم الحشد الشعبي، لأنه يرى أن هناك أطرافا كثيرة استغلت اسم الحشد وحولته لمؤسسة نفعية تجارية، والأمر الثاني فتح ملفات الفساد طيلة الحكومات السابقة"، مبينا أن هذين الشرطين "أزعجا بعض الأطراف داخل الإطار التنسيقي".

ويرى القصاب أنه "سواء وافق قادة الإطار على شروط الصدر أم لا، فهو ماض بتشكيل الحكومة"، لافتا الى أن "الرسالة الأولى التي أرسلها لهم واضعفتهم هي تمرير رئاسة البرلمان ونائبيه".

ويعتقد القصاب أن "إيران لم تعد تهتم كثيرا بالشأن العراقي مثلما كانت في السابق، فهي فشلت في الكثير من ملفات المنطقة في سوريا ولبنان واليمن وغيرها، وهي اليوم ترغب بالخروج من العقوبات المفروضة عليها".

ويتابع أن "إيران استفادت كثيرا من العراق في السابق، لكنها خسرت اليوم نفوذها بمناطق الوسط والجنوب".

" بالنهاية هم يرون أن نجاح الصدر ربما يكون أهون الشرين لأنه بالمحصلة ليس ضدها، لكنه بنفس الوقت ضد التدخلات أو الشخصيات التي مثلت إيران ويعتقد أنها أساءت للمذهب وللعراق ولإيران"، وفقا للقصاب.

في المقابل، يحذر السراج من أنه في حال "انفرد التيار الصدري بتشكيل الحكومة فإنها لن تستمر طويلا، لإن الإطار لديه قرار استراتيجي في هذا الشأن، ومن ضمنه مقاطعة العملية السياسية".

لكن السراج يؤكد أن هناك اتجاه للوصول "لنوع من التفاهمات" مع التيار الصدري.

وكذلك يشير السراج إلى أن "الإطار اتخذ قرارا استراتيجيا بأنهم سيبقون متماسكين ولا يوجد أي اتفاق بمعزل عن أي طرف من أطراف الإطار".

ويؤكد السراج أن قاآني أبلغ قادة الإطار أنه "مع إمكانية التعاون بأي صورة يراها العراقيون، سواء بتحالف كبير أو تعاون بين الإطار والتيار".