خاص : شبكة (AVA Today) الإخبارية
بعد نشرهم لعدد من المؤلفات الجريئة والناقدة للدين والتطرف والإرهاب الناتج عن التعصب الديني ، رجال دين بعض الدول الإسلامية يهددون مؤسسة ثقافية، لإيقاف نشر الكتب التي تخالف تعاليمهم الدينية.
الدار الليبرالية، إحدى المؤسسات الثقافية التي قامت بنشر عديد من الإصدارات الناقدة للتفكير الديني المتطرف والمذهبي في الثقافة العربية، وتأسست المؤسسة في نهاية عام 2019 في برلين ألمانيا حاملة شعار الفيلسوف الفرنسي سارتر " حرية الإختيار تعني اختيار الحرية، فالحرية لاتختار الا ذاتها". واستطاعت أن تصدر في النصف الأول من سنة 2020 ورغم الصعوبات في ظل جائحة كورونا 31 كتاب بين النقد الديني و الدين المقارن، بجانب روايات خلافية ومواضيع كتاب و الجنس والتربية الجنسية والالحاد المعاصر والفلسفة الإنسانية.
وفي تصريح خاص لشبكة (AVA Today) الأخبارية أضاف المدير التنفيذي للدار الليبرالية " رغم التهديدات، والضغوطات لوقف نشاطاتنا، لكننا مستمرون بالعمل الثقافي والأدبي".
وأعلن الكاتب السوري العلماني جورج برشيني وهو أحد المساهمين الثقافيين في الدار أنهم رغم الصعوبات التي يواجهونها في العمل ونشر الكتب، ومحاربة رجالات الدين لهم، لكنهم استطاعوا خلال فترة قصيرة طباعة ونشر عديد من المؤلفات انطلاقاً من ألمانيا ووصولا للكثير من الدول العربية والإسلامية كاشفاً أن هناك إصدارات حديثة قيد الانجاز تطرح لأول مرة باللغة العربية.
تعتبر الدار الليبرالية دار نشر سورية أسست في ألمانيا وتعمل بين سورية وألمانيا ولبنان والسويد ..تنشر ثقافة مفتوحة بخطوة جريئة غير مسبوقة لكل كتب الفكر الحر.
وتعتبر كٌتب الدكتور نبيل فياض، أحد مؤسسي المؤسسة الثقافية من أهم إصدارات الدار الليبرالية.
رغم الصعوبات التي يواجهونها في العمل ونشر الكتب، ومحاربة رجالات الدين لهم، لكنهم استطاعوا خلال فترة قصيرة طباعة ونشر عديد من المؤلفات
كما أضاف برشيني " الدار الليبرالية مشروع ثقافي وليس ربحي تجاري حيث تقدم الدار كتب مجانية لكل قارىء لا يملك ثمن الكتب بمعدل أربع كتب لكل قارىء كخطوة أولى في سوريا بانتظار توفر دعم لتوزيعها مجانا في بقية الدول"، كما تقدم خصومات عالية لكل الموزعين والمواقع ليصل الكتاب ولو بكلفة الطباعة، وحالياً أطلقت الدار حملة توزيع مليون كتاب مجاني للطلبة والقراء الذين لا يملكون ثمن الكتاب، في سوريا وذلك ضمن عملية الحسم المعرفي الثقافي لعلاج أسباب التطرف وتجفيف منابع الارهاب انطلاقاً من سوريا بعد حرب سنوات عانى منها السوريون بسبب التطرف الديني الإسلامي.
وبحسب كلام المدير التنفيذي أسست الدار الليبرالية من مجموعة مثقفين عرب في البلدان العربية والأوروبية في المانيا، وأهم مؤسسيها بجانب برشيني وفياض، هم دكتور محمد المزوغي من تونس، والسيد معن من المانيا و دكتور هيثم طيون من الولايات المتحدة، ودكتور سام مايكلز.
المزوغي هو مؤلف كتاب في " ضلال الأديان"، وهو كتاب نقدي ديني مهم ، وتحقيق ما الإلحاد من مقولة والكثير من الكتب الأخرى وأهمها عمله القادم فينومينولوجيا الأنبياء العمل الموسوعي الذي سيعيد فهمك للأديان والفلسفة.. بجانب كتب الكاتب السوري المعروف نبيل فياض،والكاتب التونسي المزوغي قامت الدار بنشر كتاب جريء بإسم (كتاب اليزدان؛ شريعة الإنسان والكون)، للكتاب الكوردي كارزان حميد المقيم في فرنسا.
والذي هو نصوص دينية لكن بأيدي بشرية، ويتحدث عن موقع الإنسان ويصفه من ٲشباه الالهة، لأنه كائن مبدع ومقدس. كما يشدد علی أن الٳنسان لايمكن فناؤه مهما تعددت الأسباب أو الأعذار، بل يجب أن يتبنی المحبة والسلام، لكي تدوم الارض علی ماهي عليه منذ الأزل.
نصوص (كتاب اليزدان؛ شريعة الٳنسان والكون )، لاتشبه ٲي نصوص مقدسة، بل تختلف عنها من حيث الجوهر و المضمون، وتركز على الفضيلة والتسامح وحماية الٳنسان من المقدسات.
صدر الكتاب في الربع الأخير من عام 2020 ونُشر على جميع المكتبات العربية والأوروبية.
" حرية الإختيار تعني اختيار الحرية، فالحرية لاتختار الا ذاتها"
واعتبره رجال الدين المسلمون قرآن بشري ومحاكاة للقرآن الاسلامي ، لأن نصوصه تتشابه كثيرا مع كتابات القرآن الاسلامي ، في الصياغة التي يعتبرونها اعجاز الهي لايمكن للبشر كتابة مثله.
من جانبهِ اعتبر مؤلف "اليزدان؛ شريعة الإنسان والكون"، لشبكة (AVA Today) الأخبارية " أن نصوص الكتاب هي من نبع الإنسان ولأجل الإنسان، وهي رسالة في نبذ العنف التي تتبناه الأديان وتدعي الشرعية في القتل والعنف".
مضيفاً إن كثير من رجالات الدين، تنتقد الكتاب كونهِ يتشابه مع القرآن، وكثير من نصوصهِ يشابه النصوص القرآنية، لكنه يرفض أن يكون مصدر نصوص الكتاب معتمداً على الكتب المقدسة للأديان، معلناً ان مصدر الهام نصوصهِ من وحي نفسه.
(كتاب اليزدان؛ شريعة الٳنسان والكون )، لاتشبه ٲي نصوص مقدسة، بل تختلف عنها من حيث الجوهر و المضمون
ويتابع كاشفاً للتفاصيل "بدأت بكتابة أول نص في الكتاب عام 2003، بعد أرتفاع عدد ضحايا القتل في العراق، باسم الدين، والمذهب، بحيث وصل عدد القتلى في بغداد الى أكثر من 100 شخص في اليوم الواحد، من هناك بدأت التفكير بوضع شريعة للإنسان عل الإنسانية تعقل وتبتعد عن القتل بشكل نهائي".
وقال حميد " كل الأديان تدعي ألوهية نصوصها ، و بأن نصوصها مقدسة، ولكن عندما تتعمق فيها، تكتشف أنها ترفض الآخر المختلف، والآخر غير المؤمن بشريعتهِا، وهذا يستدعي الوقوف عندها ، كوننا الساكون على الأرض الواحدة، يستوجب علينا حماية بعضنا البعض وليس إنهاء الآخرين".
وحول طريقة توزيع الكتب التي تصدرها الدار الليبرالية، تحدث برشيني وجود اتفاق متبادل بين إدارة الدار في برلين و مؤسسة صفحات ناشرون السويد وموقع نيل وفرات لتوزيع الكتب عبر الشراء الاكتروني المطبوع.
وحاليا تعمل المؤسسة على اصدار 26 عنوان جديد بين فلسفة الإلحاد ونقد للتراث الديني لتنفيحه من النصوص التي تدعو للعنف وكتب نقدية مترجمة مهمة تُنشر لأول مرة باللغة العربية، وخلال الشهرين القادمين ، ستصدر الدار الليبرالية أكثر من ١٦٠ كتاب الكتروني مهم. تنتهج الدار منهج واضح لإصلاح الاسلام والحركات الدينية المتطرفة مماثل تماما لما طرح اخيراً من قبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.