حصلت شبكة (AVA Today) الأخبارية على وثائق حساسة و دقيقة حول، العلاقة المتينة بين دائرة الأستخبارات التركية المعروفة بـ (الميت) و تنظيم داعش في سوريا و العراق.
كما تطرق مبعوث السابق للرئيس الأمريكي في تحالف الدولي لمحاربة داعش، بريت مكغورك بإن " حذروا حكومة رجب طيب أردوغان، أن تنهي علاقتهِ مع جماعات الأرهابية تابعة للقاعدة و داعش".
وقال مكغورك " تركيا تدعم الجهاديين ولاتريد مساعدة أمريكا في محاربتهِ لهذه التنظيمات".
وكشفت بعض الوثائق المسربة من داخل الميت التركية إن " ميليشيا جهادية ذبحت رجلين من الديانة الميسيحية و كانوا من قساوسة، كما ذبح عديد من الأبرياء، كانوا على تواصل مع المخابرات التركية".
وأنقرة من أجل حفظ ماء وجهها بعد كشف علاقاتهِ السرية مع هذه الميليشيات، القت القبض على مجموعة من عناصرها، و حكموا بأحكام خفيفة، والسبب وراء الأحكام الخفيفة كانت علاقاتهم بالميت التركية.
والأشخاص الذين تم القاء القبضص عليهم هما (معقمد زاكيروفيج عبدالرحمنوف) المعروف بأبو بنات، ومواطن روسيا و منذ 2012 عبر تركيا توجه نحو سوريا، شارك مع مجاميع جهادية.
وأعترف أبو بنات في تركيا بأن له صلات مع المخابرات التركية و حصل على تمويل مالي، سلاح و تفجيرات، ويعتبر متهم رئيسي بذبح قساوسة سوريين في 22 أيلول 2013، و بحسب قرارات وزارة الخارجية الأمريكية الذي صدر في 29 تشرين الأول 2015 "أعتبر أبو بنات أحد الأرهابيين الدوليين في سوريا".
وقبلها صدر مجلس الأمن الدولي تابعة للأمم المتحدة في الثاني من تشرين الأول نفس العام، فرضت حصاراً كلياً على تحركات أبو بنات.
والأرهابي الدولي الآن مسجون في سجون تركية، لكن لم يوجه اليهِ أي تهم حول ذبحه لمواطنين الأبرياء في سوريا أو قتل رجال الدين من الديانة المسيحية، وهذا عكس ما وردته قوانين الدولية و قرارات الولايات المتحدة لمحاربة الأرهابيين الدوليين.
فقط حكمت عليه المحاكم التركية على أنتماءه لمنظمات أرهابية، و حكم عليه بسبع سنوات و ستة أشهر فقط.
والقت الشرطة التركية القبض على الأرهابي أبو بنات في 20 حزيران 2016 داخل سيارة مرقمة بـ ( BF9649) في مدينة جيهان بيلي في محافظة قونيا التركية وكان معه شخصين آخرين بأسماء "أحمد رمضانوف" مواليد 1986 في مدينة باريس الفرنسية، وكذلك "فاطة مدن"، مواليد 1993 سورية الجنسية.
الأشخاص الثلاثة تم أرسالهم من قِبل مولود كوشمان و سيد طالب ، العضوان البارزان في تنظيم القاعدة يحملون الجنسية التركية من مدينة باش بينار في محافظة هاتاي الى جيهان بيلي، ولكن الشرطة تلقي القبض عليهم و تحولهم الى مركز العلاقات الخارجية في محافظة قونية،
الشخصين التركيين بعد تحقيق الشرطة معه تم الأفراج عنهم، و لكن أبو بنات و رمضانوف كانوا ضمن لوائح ممنوعة من دخول آراضي التركية، لكن بعد إملاء لوائح اللأجئيين تم الأفراج عنهم و توجهوا نحو أسطنبول.
عندما القي القبض على أبو بنات في جيهان بيلي من قبل الشرطة، تصور في باديء الأمر أنه تم القبض عليه بتهمة قتل القسين بأسماء (باولو يازجي و يوحنا إبراهيم) في 22 أيلول 2013 في سوريا، الذي بثت على قناة الجزيرة القطرية، قامت الشرطة التركية بتحقيق حول نشاطات القاعدة، و توصلوا الى إن الشخص الذي قام بذبح القسين هو ابو بنات الملقي القبض عليه، و قام بملء إستمارة اللاجئين و افرجت عنه.
وأبلغت شرطة قونيا نظيره في اسطنبول حول توجه أبو بنات الى مدينتهم، والشرطة في أسطنبول في 4 حزيران 2013 تلقي القبض على كل من ابو بنات و أحمد رمضانوف و فاطمة مدن في بيت مولود كوشمان، وأثناء تفتيش بيت كوشمان وجدوا قنبلتين يدويتين و أربعة سلاح كلاشينكوف و 186 طلقة، جهاز لاسلكي، ناظورين متخصصة لأفلام، و ثلاثة ملابس سوداء طويلة مخصصة لجهاديين، الذي كان يلبسها أبو بنات اثناء ذبح ضحاياه و نشره على قنوات الجزيرة.
وفي الوقت ذاتهِ حققت الشرطة مع أمرأة روسية بأسم سوسلان فيابيسف، ذات عمر 39 عاماً في أسطنبول بتهمة علاقاتهِ مع ابو بنات.
محكمة الجنايات التركية في أسطنبول تصدر قرار المرقم 1204 /2013 بالقاء القبض على أبو بنات و رمضانوف و كوشمان، لكن طالب و أخو كوشمان بعد التحقيق معهم يتم الأفراج عنهم.
وأثناء تحقيقات مع أبو بنات أعترف الجهادي، هو ذات الشخص الموجود في فيديوهات المنتشرة على قناة الجزيرة، أثناء ذبح قسين في سوريا. وبحسب كلامهِ قام " بذبح المخطوفين في ايام الجمعة".
أبو بنات الذي يلقب نفسه بضابط أول العسكري، قال إنه حصل على أجهزة لاسلكي من شخص أسمه "ابو جعفر"، وهو من عناصر ميت التركية، وأدعى أيضا إن ابو جعفر كان أحد عناصره في سوريا، ومن ضمنهم رمضانوف أعترف بإن تعرف على أبو بنات في سوريا، عندما كان مسؤول قسم تدريب النظامي في جماعات الجهادية، و أردف أيضاً " بإن أبو بنات قام بذبح أحد قساوسة و ساعد بذبح القس الثاني في سوريا".
على الرغم من التحقيقات الشرطة كشفت إن أبو بنات هو ذات الشخص الذي قام بذبح القس في سوريا و نشرت فيديوهاتهِ عبر قنوات الأعلامية، والسلاح الذي قام بذبح ضحيتهِ وجدت في بيت كوشمان، لكن التهمة الرئيسية الموجهة الى الجهادي هو إنتماءه للتنظيمات الأرهابية، مما يعني إن أنقرة غير مهتمة بقضايا الأرهابية في بلدان أخرى.
المحكمة أرادت زيادة التهم الموجهة الى قضية أبو بنات من ضمنها جرائم ضد الإنسانية، وهذا القرار يحتاج الى موافقة السلطات الحكومية في حكومة رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، لكن في سادس من تشرين الأول 2013، تغيرت القضية وملف أبو بنات حول جرائمهِ وصفت بأنه قضايا داخلية سورية و لايمكن لأنقرة التدخل فيها، وحصلت هذا التغيير عكس ضغوطات وزير الخارجية الأسبق أحمد داود أوغلو، وكانت لصالح يوسف جتين الذي كانوا في نزاع دائم حول تدويل القضية أو حصرها في زاوية صغيرة.
داود أوغلوا أبلغ يوسف جتين، الجرائم الذي حصل ضد القسيين هي جرائم ضد الإنسانية ومن أجل إعادتهم الى مسارها الصحيح تفعل تركيا كل مافي وسعها، لكن بعد أسبوعين أنكر وزير الخارجية الأسبق كافة تصريحاته السياسية و المواقف الذي أبلغ بها مدير الأستخبارات آنذاك، وزاد على ذلك إن أبو بنات لايتربط بأي شيء من ملف ذبح القسين في سوريا.
وفي 26 ئاب 2016 وزارة العدل التركية رفضت كل أرتباطات أبو بنات في قضية ذبح القسيين في سوريا، و حول زيادة ملف جرائم ضد الإنسانية من قِبل القضاء رفضت الجهود، وكان أبو بنات بدهائه كشف كافة أرتباطاتهِ بالمخابرات التركية ميت، وأجبر هذا الجهاز من أجل سد كافة وسائل كشف ضلوعهِ في جرائم ضد الإنسانية في سوريا قامت بتحريم الأمور و طالب ابو بنات بتغيير أقوالهِ و نفي تورطهِ في ذبح القسيين في سوريا، وحصل ذلك بعد مدة غير أبو بنات كافة أقوالهِ امام المحكمة وأنكر صلتهِ الفيديوهات المنشورة.
وأضاف أيضاً أنه حارب نظام بشار الأسد في سوريا، لو كانت متهم بذبح اي شخص في سوريا لما ساعده توركيا.
وتأتي تصريحات أبو بنات خلال تعتيم كامل للسلطات التركية حول القبض على متهم دولي، ولم تكشف سلطات أنقرة عن أي شيء حول مصير أبو بنات، لكن سؤال من ممثل المعارضة حول قضية أبو بنات كانت موجهة لوزير العدل في 21 ئاب 2014، أعترف بكر بوزداغ إن أبو بنات مسجون في سجن بيت التبة في أسطنبول وملفه في فرع 22 للمحكمة العليا في أسطنبول.
الفرع 22 للمحكمة العليا في اسطنبول أعلن أخيرا إن جرائم أبو بنات هي أنتماءه لمجاميع أرهابية و حمل سلاح بشكل غير قانوني، و تم تحويل ملفهِ الى الفرع 11 من محكمة بكر كوي، ومن هناك فتحت أيادي المخابرات ميت التركية لكي تقوم بتغيير كافة محتوى القضية، وفي 16 حزيران 2015 حكم على أبو بنات بسبعة سنوات و ستة أشهر وأسقطت جميع التهم ضد الإنسانية و بقيت فقط أنتماءه لجماعات أرهابية .
ولم يحقق مع ابو بنات بتهمة ذبح القسيين، وبناء على حسن سلوكهِ في السجن خففت حكمه، و اسقطت المحكمة تهمة حمل سلاح بشكل غير قانوني.
وكل من رمضانون و مولود كوشمان، شبيه بصديقهم ابو بنات حكموا بسبع سنوات و 6 أشهر، و السلطات التركية خوفاً من كشف الحقائق المؤلمة، رفضت مرات عديدة تسليم المتهمين الرئيسين في بلادهِ وبالذات أبو بنات.
وخلال محاكمات قامت الفرع 16 من محكمة العليا بأرسال ملف تحقيق أبو بنات الى مركز ملفات الأرهابية في 31 تموز 2015 و في 1 تموز 2018 أعلن المركز عدم أكتمال بنود الملف و يقوم بإرجعها الى الفرع 16 من الحكمة العليا.
الفرع 16 من المحكمة العليا في 19 آذار 2018 تقوم مرة ثانية بأرسال ملفات الى محكمة التحقيق، و الى الآن محكمة التحقيق تعيد النظر في القضية و لم يتم تحديد موعد محاكمة أبو بنات، وكشفت أيضاً إن شخص رجب طيب أردوغان تدخل شخصياً من أجل تأخير النظر في ملف أبو بنات من أجل إخفاء الحقائق.
القسيين المذبوحين مع صديق لهم بأسم فؤاد علاء و دياكو فتح الله، عندما أرادوا العبور من من منطقة منصورة الواقعة تحت سيطرة قوات جيش سوريا الحر المدعومة من قِبل تركيا، قامت مجموعة من مسلحي قوقاز و الشيشان بالقاء القبض عليهم وخطفهم الى مكان مجهول.
وهناك توقعات بأن يكون مسلحين أعضاء جماعة جند الخليفة، الذي يتزعمه أبو عمر الكويتي، المعروف بـ (حسين لاري)، وبعدها كشفت الوثائق إن أبو بنات نائب أبو عمر الكويتي ومسؤول عن تجنيد مقاتيلين جدد في الخارج الى الداخل السوري، وإشراف على تدريبهم.
جماعة جند الخليفة يعملون تحت إشراف جماعة جيش المهاجرين ويتزعمه أبو عمر الشيشياني، وكانت جند الخليفة أحد أضلاع جبهة النصرة المقربة من تركيا، وأعلن ولائها لتنظيم داعش.
وكافة الوثائق الذي نشرت، جزء من العلاقة السرية بين أردوغانيين تركيا و جماعات إرهابية في سوريا.
حسب الوثائق المكتشفة في 2 حزيران 2013 في قسم شؤون الأمنية في الخارجية التركية الى شرطة أسطنبول، يقول هناك أحتمالات كثيرة بإن القسين تم خطفهم من قِبل جماعة كتائب المهاجرين.
وعلى أمريكا ايضا أن تزيد ضغوطاتهِ على أنقرة من أجل رفع يدها على دعم جماعات الجهادية في سوريا.
