تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

شكوك دولية لقدرة إيران حول صاروخ فرط الصوتية

سلاح جديد
AvaToday caption
تُعتبر روسيا أكثر دولة متقدمة في مجال تطوير الصواريخ الفرط صوتية، تليها الصين التي تطور هذه التكنولوجيا بوتيرة متسارعة، بحسب خدمة أبحاث الكونغرس الأميركي
posted onJune 8, 2023
noتعليق

في خطوة من شأنها أن تزيد التوترات مع الولايات المتحدة خصوصا والغرب عموما، أعلنت إيران إضافة سلاح جديد إلى ترسانتها عبر إزاحتها الستار عما وصفه مسؤوليها أول صاروخ بالستي فرط صوتي محلي الصنع، "يبلغ مداه 1400 كيلومترا وتصل سرعته لـ15 ضعفا سرعة الصوت".

تم الكشف عن الصاروخ، الذي أطلق عليه اسم "الفتاح"، الثلاثاء، على منصة خلال حفل نُظم في مكان لم يتم تحديده بحضور الرئيس ومسؤولين عسكريين بينهم رئيس الحرس اللواء حسين سلامي، بحسب التلفزيون الرسمي ووكالة الانباء الرسمية (إرنا).

ونشرت وسائل الإعلام المحلية صورا للصاروخ الذي أنتجته قوة الجو فضائية في الحرس الثوري الإيراني.

وكانت إيران أعلنت في نوفمبر الماضي، أنها صنعت هذا الصاروخ، مما أثار قلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن البرنامج النووي الإيراني.

والصواريخ الفرط صوتية مصممة للتحليق بسرعات عالية وعلى ارتفاعات منخفضة ويمكنها أيضا أن تغيّر اتجاهها في أثناء الرحلة، الأمر الذي يجعل عملية اعتراضها أكثر صعوبة بالمقارنة مع الصواريخ التقليدية أو حتى البالستية التي تتبع مسارا خطيا يمكن توقعه وبالتالي اعتراضها بسهولة أكبر.

لم ينشر المسؤولون الإيرانيون صورا تثبت إطلاق "فتاح" بنجاح ثم ضربه لهدف معين.

بالتالي يشكك خبراء مستقلون في صحة الادعاءات الإيرانية المتعلقة بامتلاكها تكنولوجيا عسكرية تكافح حتى أكثر الدول تقدما في الحصول عليها.

ونشرت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية صورا للصاروخ الذي حمل اسم فتاح خلال مراسم حضرها الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، وكبار قادة الحرس الثوري.

يقول مدير التحليل السياسي العسكري في معهد هدسون في واشنطن ريتشارد وايتز إنه "ليس هناك دليل قاطع على صحة المزاعم الإيرانية من مصادر حقيقية أو مستقلة".

ويضيف وايتز في حديث لقناة (الحرة) الميركية أن "سرعة الصواريخ فرط صوتية تتجاوز سرعة الصوت بخمس مرات، وإذا كانت إيران قادرة على ارسال صواريخ للفضاء، تبلغ سرعتها أكثر من ذلك، فهذا يعني عمليا أنها يمكن أن تمتلك صواريخ فرط صوتية".

ويتابع: "حتى مع هذه الفرضية لا توجد أدلة ملموسة على أن طهران يمكنها استخدام هذا النوع من الصواريخ كسلاح".

يشير وايتز إلى أن "الإيرانيين دائما ما يطلقون ادعاءات مبالغا فيها".

تقود روسيا السباق بشأن الصواريخ الخارقة لجدار الصوت تعقبها الصين والولايات المتحدة فيما تعمل خمس دول على الأقل على هذه التكنولوجيا.

أعلنت روسيا أنها استخدمت في أكثر من مناسبة صواريخ فرط صوتية في أوكرانيا.

وتُعتبر روسيا أكثر دولة متقدمة في مجال تطوير الصواريخ الفرط صوتية، تليها الصين التي تطور هذه التكنولوجيا بوتيرة متسارعة، بحسب خدمة أبحاث الكونغرس الأميركي.

وبحسب المصدر نفسه فإن فرنسا وألمانيا وأستراليا والهند واليابان تعمل على تطوير أسلحة فرط صوتية، في حين تجري إسرائيل وكوريا الجنوبية أبحاثا أساسية حول هذه التكنولوجيا.

ويرى وايتز أن "إيران تريد القول إنها أيضا جزء من هذا السباق، لكن مرة أخرى لا يوجد دليل ملموس حقيقي على ذلك".

ويتابع وايتز أن "إيران لديها الكثير من الصواريخ بعيدة المدى التي يمكن أن تستهدف مناطق قريبة في الشرق الأوسط وبالتالي هي لا تحتاج لصواريخ فرط صوتية".

ويبين أن "قيمة هذه الصواريخ كبيرة جدا لإنها قادرة على المناورة أو تجاوز أنظمة الاعتراض".

ويؤكد أن "مدى تأثير هذه الصواريخ إذا كانت فعلا تمتلكها إيران يعتمد على عدة عوامل، أولها أن الاعتماد على السرعة فقط غير مجد".

ويشير إلى أن هذه الصواريخ وفي حال كانت قادرة على تفادي الأنظمة الدفاعية فعند ذلك يمكن أن يكون تأثيرها فعالا".

"وحتى بالنسبة لروسيا، رأيناها تستخدم هذا النوع من الصواريخ مؤخرا في أوكرانيا، لكن لم يكن لها تأثير يذكر على قواعد اللعبة في الحرب، كانت فقط قادرة على التحليق سريعا وحمل كمية صغيرة من المواد المتفجرة وبالتالي الوصول لأهدافها سريعا" وفقا لوايتز.

ويختتم وايتز بالقول: "من أجل جعل هذا النوع من الصواريخ مؤثرا فعلا فيجب أن تكون قادرة على حمل رؤوس نووية، وهذا ما لا يمكن للولايات المتحدة أن تسمح به بالنسبة لإيران".