تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

أهتمام شرق أوسطي لحرب القوقاز

مخاوف من ربط صراعات أرمينيا وأذربيجان بنزاعات الشرق الأوسط
AvaToday caption
دخل هذا القتال يومه الثامن، حيث كثف الطرفان التصريحات الهجومية، متجاهلين دعوات المجتمع الدولي إلى وقف إطلاق النار، وتبادلا الاتهامات حول المسؤولية عن النزاع
posted onOctober 4, 2020
noتعليق

رغم أن الخلاف بين بين أذربيجان وأرمينيا ليس بجديد، إلا أنه يشهد اهتماما دوليا كبيرا، خاصة من دول الشرق الأوسط.

لماذا لم يحظ هذا النزاع سابقا بالمتابعة ذاتها؟ تحليل نشرته صحيفة جورازليم بوست تقول فيه إن تدخل مقاتلين من الشرق الأوسط في النزاع هو ما جعل القضية مثار اهتمام للمنطقة، خاصة مع تدخل أطراف مثل تركيا وروسيا.

وجندت أنقرة مقاتلين سوريين أغلبهم من الأقلية التركمانية للقتال في النزاع الذي يجري في قره باغ.

ويشير التحليل الذي أعده سيث فرانتزمان، إلى أن تركيا تريد تحويل الصراع هناك إلى صراع "إسلامي"، بوقوفها إلى جانب أذربيجان، واستخدام هذا الأمر كورقة ضغط على روسيا في إدلب.

روسيا، من جانبها، روسيا تحاول إيصال رسائل حول محادثات روسية تركية تتعلق بالطريق الدولي "أم فور" في سوريا، ما يعني أن الصراعين سيصبحان مرتبطين ببعضهما البعض بطريقة ما.

ويحذر التحليل من الدور المتنامي لروسيا وتركيا وإيران في الصراع بين أرمينيا وأذربيجان، والذي يمكن استخدامه في صراعاتهم داخل الشرق الأوسط.

وبحسب تقرير نشرته وكالة فرانس برس، تتهم أنقرة بـ"صب الزيت على النار" من خلال تشجيع أذربيجان على شن هجوم عسكري على قره باغ، ويشتبه بأنها دعمته بإرسال مرتزقة سوريين موالين لها إلى قره باغ. وقتل ما لا يقل عن 64 منهم في هذه المنطقة منذ بدء القتال، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

الحرب التي تندلع في جنوب القوقاز تجدد كل عدة سنوات، لكن لم تتدخل أي سلطة دولية لوقف الأعمال العدائية، وفق تحليل نشره موقع بروكنغز.

ودخل هذا القتال يومه الثامن، حيث كثف الطرفان التصريحات الهجومية، متجاهلين دعوات المجتمع الدولي إلى وقف إطلاق النار، وتبادلا الاتهامات حول المسؤولية عن النزاع.

ومنذ الجمعة، تتعرض ستيباناكرت، كبرى مدن منطقة ناغورني قره باغ المتنازع عليها، للقصف ما أجبر السكان على الاحتماء في أقبية وملاجئ. وكذلك، قطعت الكهرباء منذ ليل السبت إلى الأحد في المدينة.

وتصاعدت كثافة القصف المدفعي إلى مستويات جديدة، وفق ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس، فيما دوت صفارات الإنذار دون توقف تقريبا. وتم استهداف وسط المدينة ومحيطها وارتفعت سحب من الدخان الأسود في الجزء الشمالي الشرفي منها.

واحتمى السكان في الملاجئ القائمة، كما في سرداب إحدى الكنائس حيث لجأت عدة عائلات.

واتهم المتحدث باسم وزارة الدفاع الأرمينية أرتسرون هوفنسيان "القوات الأذربيجانية بقصف أهداف مدنية".

ووفق السلطات المحلية، فإن القصف تم عبر أنظمة إطلاق صواريخ متعددة من طرازي سميرتش وبولونيز، كما حلقت طائرات مسيرة فوق المدينة.

وأعلن رئيس المنطقة الانفصالية، أراييك هاروتيونيان، أن قواته سترد باستهداف البنية التحتية العسكرية المتمركزة في "المدن الكبرى" لأذربيجان، الواقعة على مسافة بعيدة عن الجبهة، داعيا "المدنيين إلى مغادرة هذه المدن على الفور".

ويثير احتمال وقوع حرب مفتوحة بين البلدين الواقعين في جنوب القوقاز الذين كانا سابقا ضمن الاتحاد السوفياتي، مخاوف من زعزعة الاستقرار بشكل أوسع في ظل تنافس قوى متعددة في المنطقة، منها روسيا، الحكم الإقليمي التقليدي وتركيا، حليفة أذربيجان وإيران والغرب.