تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

جامعة طهران تفتح ذراعيها لـ"الحشد الشعبي"

الحشد الشعبي
AvaToday caption
مرور 5 أسابيع من بداية الاحتجاجات الشعبية ضد النظام الإيراني، عن مصادر مطلعة أن عناصر من "الحشد الشعبي" و"حزب الله" اللبناني شاركوا قوات "الباسيج" التابعة لـ"الحرس الثوري" في قمع المحتجين الإيرانيين
posted onJuly 12, 2023
noتعليق

أعلن رئيس جامعة طهران وأحد مساعدي قائد ميليشيات "الحشد الشعبي" العراقي التي تعمل تحت إمرة "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري"، عن بدء تعاون وسيع بين هذه الميليشيات العراقية والجامعات الإيرانية لتعليم عناصرها.

و"باسيج" العراق أو "الحشد الشعبي" هو جزء من القوات المسلحة الموالية للنظام الإيراني، وغالبية أعضائه من الشيعة. وتشكل "الحشد" عام 2014 بأوامر ودعم القائد السابق لـ"فيلق القدس" قاسم سليماني، ويعتبر إحدى أذرع "الحرس الثوري" في العراق. فيما يعتبره كثير من الدول العربية منظمة إرهابية.

في لقاء مشترك لرئيس جامعة طهران محمد مقيمي، مع نائب رئيس التربية والتعليم في "الحشد الشعبي"، أشار مقيمي إلى أن "التفاعل العلمي مع الإخوة العراقيين، وبخاصة من الحشد الشعبي، يأتي في إطار النموذج التفاعلي لسليماني".

ورحب مقيمي بمواصلة التعليم الجامعي لقوات "الحشد الشعبي" في جامعة طهران. كما أعلن عن افتتاح جامعتين لتعليم هذه القوات في العاصمة العراقية بغداد ومدينة عبادان الواقعة جنوب غربي إيران، وتتحمل الحكومة الإيرانية كلفة هاتين الجامعتين.

رئيس جامعة طهران، الذي سبق أن نشر كتاباً بعنوان "القيادة الصادقة... جوهرة مدرسة سليماني"، كان قد صرح قائلاً "حددنا الهدف الأساس وهو الاعتماد على أصدقائنا في الحشد الشعبي، كما نعمل وبجدية تامة وبالمنهج نفسه على وضع آلية لتسجيل الطلاب من دول محور المقاومة".

ونقلت صحيفة "أورشليم بوست" الإسرائيلية في أكتوبر (تشرين الأول) 2022، وبعد مرور 5 أسابيع من بداية الاحتجاجات الشعبية ضد النظام الإيراني، عن مصادر مطلعة أن عناصر من "الحشد الشعبي" و"حزب الله" اللبناني شاركوا قوات "الباسيج" التابعة لـ"الحرس الثوري" في قمع المحتجين الإيرانيين للأسبوع الخامس على التوالي

وفي احتجاجات 2009، أفادت بعض التقارير بانتشار عناصر تتحدث العربية في شوارع طهران لقمع المحتجين.

وأثناء الاجتماع المشترك لمسؤولي "الحشد الشعبي" مع مسؤولي جامعة طهران، أعلن مساعد التربية والتعليم لميليشيات "الحشد" حسين موسوي بخاتي، "أن الدول الصديقة للعراق اقترحت علينا تقديم خدمات تعليمية لقوات الحشد الشعبي، كما تسعى القوات إلى إقامة هذا النوع من التعاون مع الجامعات الإيرانية، وجامعة طهران في مقدمتها. وقبل أن يتشكل الحشد الشعبي كانت لدينا مدارس ومؤسسات خاصة تحت إشراف أبو مهدي المهندس، إذ تم إرسال 95 عنصراً إلى الجامعات في إيران بغرض التعليم". 

وأبو مهدي المهندس هو عسكري عراقي اسمه جمال جعفر محمد علي آل إبراهيم، وتولى قيادة ميليشيات "كتائب حزب الله"، وهي جزء من ميليشيات "الحشد الشعبي". وقتل مع قاسم سليماني إثر هجوم أميركي نفذ عام 2020 في مطار بغداد الدولي.

وأضاف موسوي بخاتي، أن الاتفاق مع جامعة طهران تم عبر وساطة من وزير التعليم العالي العراقي ومساعده، الذي يشغل منصب المستشار الأعلى لميليشيات "الحشد". مؤكداً أن قوات "الحشد الشعبي" سبق لها أن تلقت التعليم في الجامعات الإيرانية.

في هذا اللقاء الذي حضره عدد من مسؤولي "الحشد"، رحب ممثل المرشد في الجامعات الإيرانية مصطفى رستمي بقوات "الحشد الشعبي"، قائلاً "نرحب بالتبادل العلمي والثقافي مع العراق الشقيق والصديق، لا سيما مع إخواننا في الحشد الشعبي. كما نعلن عن استعدادنا لأي نوع من التعاون والمساعدة".

ويعتبر دخول قوات عسكرية وميليشيات مسلحة تسمى "الحشد الشعبي" إلى الجامعات الإيرانية، وبخاصة جامعة طهران، في الوقت الذي تزداد الضغوط وقمع الطلاب المحتجين الراغبين في إسقاط النظام الإيراني منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، خبراً سيئاً للمواطنين والطلاب في آن واحد

ويأتي إنفاق هذه المبالغ الضخمة من خزانة الحكومة الإيرانية على التعليم الجامعي لقوات "الحشد الشعبي" في طهران، وإنشاء جامعتين جديدتين لهذه القوات على الأقل، في الوقت الذي ترك عديد من طلاب المدارس والجامعات في إيران التعليم بسبب المشكلات الاقتصادية والفقر الواسع الذي يعانونه

وكانت صحيفة "أورشليم بوست" حذرت في تقرير لها من تعاظم قوة "كتائب حزب الله" العراقية من جديد، وذكرت أنها تابعة لـ"الحشد الشعبي" وتسعى لإسقاط الحكومة العراقية ومهاجمة الجيش الأميركي في العراق

و"كتائب حزب الله" من المجموعات المسلحة المدرجة على قائمة الجماعات الإرهابية من قبل الولايات المتحدة منذ عام 2009. وفي الحرب الأهلية العراقية كانت تحارب قوات التحالف بقيادة واشنطن، كما أنها شاركت في الحرب السورية لمصلحة النظام الإيراني.