تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

ماكرون في كوردستان العراق يبعث رسالة لتركيا

ماكرون
AvaToday caption
معروف أنّ الرئيس الفرنسي يقف بشدّة ضد التدخلات التركية والإيرانية في العراق، وسبق وأن أدان العمليات العسكرية للجيش التركي في إقليم كوردستان
posted onAugust 26, 2021
noتعليق

بعد اختتام القمة الإقليمية في بغداد، يتوجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى كوردستان العراق، حيث سيلتقي مع مسعود بارزاني، الرئيس السابق لإقليم كوردستان العراق.

وأعلنت الرئاسة الفرنسية، اليوم الأربعاء، مشاركة ماكرون في قمة دول الجوار في العاصمة بغداد يوم 28 أغسطس، مُشيرة إلى أنه سوف يزور مدينة الموصل أيضاً.

وذكرت الرئاسة، أن "ماكرون الذي قام بزيارة وجيزة للعراق في 2 سبتمبر 2020، يريد إظهار دعمه للدور المحوري للعراق ولمكافحة الإرهاب وتنمية البلاد والمساعدة في تخفيف التوترات".

وقال مستشار للرئيس الفرنسي "كما هو الحال في منطقة الساحل، يتعلق الأمر بجوارنا وأمننا القومي. وفرنسا حريصة على مواصلة هذه المعركة في العراق وأماكن أخرى لتجنب عودة ظهور داعش".

ويتوجه الرئيس الفرنسي الأحد إلى إقليم كوردستان العراق، ثم إلى مدينة الموصل التي دمرت أقسام منها بعد أن ظلت في أيدي "تنظيم الدولة الإسلامية" لمدة ثلاث سنوات.

وأوضحت الرئاسة أنه سيتحدث في الموصل مع طلاب وكذلك شخصيات "مؤثرة" قبل أن يظهر دعمه لمسيحيي الشرق بزيارة كنيسة سيدة الساعة. كما سيزور موقع إعادة إعمار مسجد النوري السني الذي دمره التنظيم المتطرف.

وفي أربيل، سيذكر ماكرون سلطات كوردستان العراق بـِ "قوة دعم فرنسا في مكافحة الإرهاب". كما سيلتقي بالزعيم الكوردي التاريخي مسعود بارزاني لتكريم البيشمركة.

سيصبح ماكرون الرئيس الفرنسي الثاني الذي يزور إقليم كوردستان العراق بعد فرانسوا هولاند، أحد رؤساء فرنسا السابقين.

ويضم وفد الرئيس الفرنسي الحائزة جائزة نوبل للسلام نادية مراد، إحدى السبايا السابقات لتنظيم "داعش" والتي ترفع الآن قضية الإيزيديات على المنابر الدولية، والكاتبة والناشطة النسوية كارولين فورست.

يعقد العراق "قمة الجوار الاقليمية" في العاصمة بغداد في 28 أغسطس بمشاركة زعماء دول الجوار.

وإلى جانب تركيا، تمّت دعوة مسؤولين من السعودية والكويت والأردن وإيران ومصر والإمارات وقطر لحضور القمة التي ستناقش فيها المشاكل بين دول المنطقة.

ومعروف أنّ الرئيس الفرنسي يقف بشدّة ضد التدخلات التركية والإيرانية في العراق، وسبق وأن أدان العمليات العسكرية للجيش التركي في إقليم كوردستان.

وهناك علاقات متوترة جدا بين ماكرون وأردوغان على أكثر من صعيد، على الرغم من محاولة الأخير التهدئة تجنّباً لفرض عقوبات أوروبية كانت تقودها باريس.

كانت مجلة «شاشة الرصد- سكرين ووتش» التحليلية المُختصّة الصادرة عن مركز «جلوبال ووتش أناليز» الفرنسي للدراسات الجيوسياسية، كشفت مؤخرا عن وجود مفاوضات سرّية هادئة بين واشنطن وباريس، لمعرفة مدى استعداد فرنسا لنشر قوات لها في العراق، وخاصة سلاح الطيران.

واعتبر خبراء في المركز أنّ ذلك لا يهدف فقط لمحاربة الإرهاب ودرء محاولات تنظيم داعش الإرهابي للعودة بقوة للسيطرة على أراضٍ عراقية، ولكن أيضا لملء الفراغ الذي خلفه فك الارتباط الأميركي مع بغداد، ولمنع الميليشيات الموالية لإيران من قلب ميزان القوى ضدّ الحكومة في بغداد، فضلاً عن وضع حدّ للمطامع التركية شمال العراق في إقليم كوردستان.

ونقلت المجلة المختصة عن عدد من مستشاري الدفاع في باريس، رؤيتهم للانسحاب الأميركي أنّها فرصة لتعزيز التعاون العسكري مع العراق، وعلى وجه الخصوص تسريع المفاوضات الخاصة ببيع طائرات رافال التي يفضلها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، بانتظار اعتماد التمويل للصفقة.