كشف محمد حسن أختري، سفير إيران الأسبق لدى سوريا، وأمين ما يعرف بالمجلس الأعلى للمجمع العالمي لآل البيت، أنه دخل إلى سوريا، منذ أكثر من نصف قرن، وأنه منذ ذلك الوقت توطدت علاقته، بالرئيس السابق، حافظ الأسد، والذي كان وزيرا للدفاع في الفترة الزمنية التي حددها أختري.
وقال أختري الذي ألقى كلمة بصفته مندوباً من خامنئي الذي زوده برسالة، لتنصيب ممثل مرشد إيران الجديد في سوريا، ويدعى حميد الهرندي، إنه دخل إلى سوريا، أول مرة، سنة 1968، وأقام في إحدى قرى محافظة حمص، وسط البلاد، مشيراً إلى أنه ومنذ ذلك الوقت توطدت علاقته بالمسؤولين السوريين، خاصة مع الأسد الأب، ثم لاحقاً، مع ابنه، رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وجاء ذلك، في حفل أقامه "مكتب الخامنئي في سوريا" في منطقة السيدة زينب بدمشق، بتاريخ الرابع والعشرين من الشهر الماضي، لتنصيب ممثل مرشد إيران الجديد، في سوريا.
وفيما تحدث أختري عن "عشقه" لسوريا وللشعب السوري، منذ عام 1968، كما قال في كلمته المصوّرة التي نشرها الإعلام الإيراني على نطاق واسع، أخفى ما كان يفعله في سوريا في هذا الوقت المبكّر من التدخل الإيراني في المنطقة، ولم يتحدث عنه سوى بأنه "عشق" و"محبة".
وما أخفاه المسؤول الإيراني الأقوى، في كلمته في العاصمة السورية، وهو الذي يعزى إليه التأسيس الميداني لميليشيات "حزب الله" اللبناني، كان قد كشف عنه صراحة، في حوار لـ"الشرق الأوسط" بتاريخ 14 من شهر أيار/ مايو 2008، حيث كشف عن نوعية المهام التي جاء بها إلى سوريا، ونوع "التكليف" الذي حمله إلى تلك البلاد.
ويظهر حوار "الشرق الأوسط" مع أختري، أن "العشق" الذي يكنه "مهندس العلاقات الخاصة الإيرانية السورية" للسوريين، كما يوصف، هو في الحقيقة، مهمة قام بها، وانطلاقا من محافظتي حمص وحلب. وبحسب تصريحه للصحيفة، فقد كان مكلفاً بالقيام بنشاطات "تبليغية ودينية" في حمص، وحلب، من جهة، وداخل الجمهورية اللبنانية، من جهة ثانية، منذ عام 1968 وحتى عام 1972، كما قال للصحيفة.
ويذكر أن أختري، أخفى تلك المهمات عن مستمعي كلمته المصورة في دمشق، واكتفى فقط، بالتحدث عن "عشقه" القديم للسوريين وسوريا، كما قال.
ومن الجدير بالذكر أن أختري، هو صاحب عملية بناء ميليشيات "حزب الله" اللبناني المتورطة مع نظام الأسد بسفك دماء السوريين، وأشرف في شكل مباشر على مدّ نفوذه محليا وإقليمياً، كما أنه صاحب شعار "حزب الله وحماس وحركة الجهاد" هم "أبناء شرعيون للثورة الإسلامية" في إيران.
وشغل أختري منصب سفير إيران لدى سوريا، على فترتين، الأولى من عام 1986 حتى عام 1997، والثانية من عام 2005 حتى عام 2008، وكان يعتبر الديبلوماسي الأكثر نفوذاً في سوريا، بحسب تعبير "الشرق الأوسط".