أعلنت إيران اليوم الثلاثاء رفضها الاتهامات التي وجهتها لها الولايات المتحدة بزعزعة أمن الملاحة البحرية في الخليج ومضيق هرمز، فيما يأتي هذا الموقف بالتزامن مع استعداد وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لنشر تعزيزات عسكرية في مياه المنطقة التي تمرّ عبرها خُمس صادرات النفط الدولية، بهدف وضع حدّ لتنامي التهديدات الإيرانية.
وقال ناصر كنعاني المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن "الاتهامات الأميركية لا أصل لها"، مشددا على رفض بلاده لما وصفها بـ"الهراءات"، مضيفا أن "الولايات المتحدة كانت على مرّ أعوام طويلة سببا في انعدام الاستقرار والأمن في الخليج العربي، بسبب سياساتها التدخلية والمدمرة".
وأوضح أن "واشنطن تتصرف بشكل مناف للقوانين البحرية الدولية في المنطقة وتصادر شحنات النفط الإيرانية وتهدد أمن الملاحة، ثم تلقي بالتهم على إيران".
وشدد كنعاني على أن إيران هي "البلد الأكثر فعالاً" في تأمين الملاحة البحرية والعبور الآمن في الخليج العربي ومضيق هرمز.
وتابع أن "الجمهورية الإسلامية لديها أوسع حدود وأكبر قدر من المصالح والمسؤولية في الحفاظ على الأمن وضمانه في منطقة الخليج الفارسي ومضيق هرمز"، لافتا إلى أن "وجود القوات الأميركية وإجراءاتها المزعزعة للاستقرار تضاعف مسؤولية إيران في ضمان أمن المنطقة ومضيق هرمز وكذلك التصدي لمرتكبي المخالفات ومنتهكي القانون"، وفق وكالة "إرنا" الإيرانية.
وقال إن "إيران تعتبر استمرار وجود القوات العسكرية الأجنبية في مياه الخليج تهديدًا لأمن الملاحة في هذه المنطقة المائية الاستراتيجية"، موضحا أن "دول المنطقة لديها القدرة على حماية سلام وأمن الملاحة فيها دون وجود الأجانب".
وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي موفى الأسبوع الماضي أن واشنطن بدأت بإرسال تعزيزات عسكرية إلى الخليج، كاشفا أن "التهديدات الإيرانية استهدفت 15 سفينة تجارية ترفع علم دول أجنبية خلال الأعوام الماضية".
وكانت مياه الخليج مسرحا لحوادث متعددة تمثلت في مهاجمة الحرس الثوري الإيراني لناقلات نفط، على غرار احتجازه مطلع الشهر الجاري لناقلة ترفع علم بنما كانت في طريقها إلى الولايات المتحدة، وفق ما أعلنته البحرية الأميركية، كما احتجزت قوات البحرية الإيرانية في ستبمبر/أيلول الماضي سفينتَين عسكريتين أميركيتَين دون ربان في البحر الأحمر قبل أن تطلق سراحهما.
وقال كيربي إن واشنطن رصدت "تهديدات إيرانية متكررة ومصادرة بقوة السلاح وهجمات ضد من يقومون بأعمال شحن ويمارسون حقوق الملاحة وحريتها في المياه الدولية والمياه الإستراتيجية للمنطقة"، مشددا على أن الولايات المتحدة "لن تسمح لأي قوى أجنبية أو إقليمية بتهديد حرية الملاحة عبر الممرات المائية للشرق الأوسط بما يشمل مضيق هرمز".
ويتزامن الاستنفار العسكري الأميركي في الخليج مع تغير الخارطة بالمنطقة إثر التقارب بين إيران والسعودية بعد المصالحة الدبلوماسية بين القوتين الإقليميتين التي أنهت سبع سنوات من القطيعة بوساطة صينية، فيما تتوجس واشنطن من أن يؤدي الاتفاق إلى إنهاء نفوذها بالخليج.
وكان تيم ليندركينغ المبعوث الأميركي الخاص لليمن قد صرح الأسبوع الماضي بأن طهران لا تزال ماضية في نهجها القائم على تهريب الأسلحة والمخدرات إلى البلد، معربا عن مخاوفه من الدور الإيراني رغم ترحيبه السابق بالاتفاق السعودي الإيراني على عودة العلاقات، مذكّرا بأن الجمهورية الإسلامية كان لها دور محوري في تسليح المتمردين الحوثيين بهدف محاربة السعودية.