أعلن رئيس هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) ريتشارد شارب، الجمعة، استقالته من منصبه في أعقاب تقرير عن تعيينه بعد خلاف حول المحسوبية.
وقال شارب إن التقرير وجد أنه انتهك قانون الحكومة الخاص بالتعيينات العامة لكنه قال إنه "غير مقصود". واضاف أنه سيبقى في الموقع حتى يتم العثور على بديل.
أضاف: "كان الأمر بمثابة إلهاء لبي بي سي. كان شرف رئاسة هذه المنظمة الرائعة". وكان شارب وقع في خلاف حول تعيينه في المنصب في (بي بي سي) منذ يناير 2022، عندما ورد أنه ساعد في تسهيل ضمان قرض بقيمة 800 ألف جنيه إسترليني لبوريس جونسون، قبل أسابيع فقط من تعيين رئيس الوزراء السابق السيد شارب.
وتم الإعلان عن تحقيق في تعيين شارب من قبل المفوض للتعيينات العامة في نفس الشهر، وليام شوكروس، لتنحية نفسه من العملية بسبب "اتصال" بينه وبين رئيس هيئة الإذاعة البريطانية.
وتولى المحامي آدم هيبنستول التحقيق الذي تم نشره صباح الجمعة من قبل مفوض التعيينات العامة في الحكومة البريطانية.
أوضح التحقيق كيف كان شارب قد أبلغ جونسون أنه يريد التقدم لمنصب رئيس هيئة الإذاعة البريطانية في نوفمبر 2020.
كما أبلغ رئيس الوزراء، قبل إجراء أي مقابلات، أنه سيجتمع بسكرتير مجلس الوزراء سيمون كيس لمحاولة تقديم جونسون مع شخص قدم "اقتراحًا" بأنه "قد يساعد رئيس الوزراء السابق في عمله وتجاوز صعوباته المالية الشخصية".
عقد الاجتماع مع كيس في ديسمبر 2020، لكن التحقيق لم يأخذ في الاعتبار أو يتوصل إلى نتائج بشأن الشؤون المالية لجونسون.
ولم يتم الكشف عن كل هذه القضايا للحكومة عندما طُلب من المتقدمين لمنصب رئيس هيئة الإذاعة البريطانية الكشف عن تضارب المصالح المحتمل.
خلص التقرير إلى أن هذا "أدى إلى تضارب محتمل في المصالح" في مسألتين:
1) محادثة شارب مع جونسون قبل تقديم الطلب الذي يريد تقديمه.
2) أخبر شارب جونسون أنه سيساعده في شؤونه المالية الشخصية.
وخلص إلى أن عدم الإفصاح عن هذه الأمور للجنة التي تختاره يعني أن شارب انتهك "ميثاق السلوك الوظيفي". ووجد التحقيق أنه يمكن تصور أن شارب مُنح الوظيفة لأنه ساعد رئيس الوزراء في مسألة مالية، وقد لا يكون مستقلاً عن 10 داونينغ ستريت.
وقال شارب إنه "تمنى" لو أبلغ اللجنة عن تضارب المصالح المحتمل المتصور.
يشار إلى أن رئيس الوزراء البريطاني الحالي ريشي سوناك - الذي كان يعمل لدى شارب في بنك غولدمان ساكس - رفض سابقًا الرد على أسئلة حول علاقتهما أو نزاهة شارب. وقال للصحفيين: "شارب مر بعملية تعيينات مستقلة في ذلك الوقت لم يكن لدي أي علاقة بها، وتم تعيينه قبل أن أصبح رئيسًا للوزراء".
على صلة، قال حزب العمال البريطاني المعارض إن القضية تسببت في "ضرر لا يوصف" لسمعة بي بي سي و "قوضت بشكل خطير استقلالها نتيجة لفساد المحافظين والمحسوبية".
وفي رسالة إلى شارب، رئيس بي بي سي المستقيل، شكرته وزيرة الثقافة لوسي فريزر على عمله وأشارت إلى أنه "يحظى بتقدير كبير من قبل مجلس إدارة بي بي سي".
وافقت على بقاء شارب في منصبه حتى اجتماع مجلس إدارة بي بي سي المقبل في 27 يونيو 2023. وأصدر مجلس إدارة هيئة الإذاعة البريطانية بيانًا قال فيه إنه يعتقد أن شارب كان "شخصًا نزيهًا".
