Ana içeriğe atla

أهوار الجبايش العراقية تحتضر

أهوار الجبايش
AvaToday caption
يهدد انخفاض مياه الأهوار سكان قضاء الجبايش الذين يبلغ عددهم 150 ألفاً ويعتمدون في معيشتهم على صيد الأسماك وتربية الجواميس
posted onJuly 11, 2022
noyorum

تتواصل نداءات الاستغاثة ونذر الخطر التي تهدد بارتفاع الملوحة وجفاف أهوار "الجبايش" جنوب العراق.

هذه المنطقة مصنفة ضمن لائحة التراث العالمي لمنظمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو".

والأهوار هي مجموعة المسطحات المائية التي تغطي الأراضي المنخفضة الواقعة في جنوبي السهل الرسوبي العراقي.

ومنذ نحو عام بدت مناسيب المياه في الجبايش بالتراجع نتيجة قلة التدفقات المائية عبر الأنهر والجداول المغذية لها جراء الأزمة المائية التي تعيشها البلاد بعد إصرار كل من الجارتين تركيا وإيران على بناء السدود وحرف مسارات الروافد.

وتمثل مياه الأهوار لسكان القرى والمدن الممتدة على قصباتها الشريان الرئيس كونهم ينشغل أغلبهم بتربية الحيوانات وامتهان الزراعة، ما دفع بالعديد منهم إلى الهجرة نحو المدن مؤخرا.

وضُمت مناطق الأهوار (جنوبي العراق) إلى لائحة التراث العالمي قبل نحو 6 سنوات، حينما صوتت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو" (UNESCO) بإجماع أعضائها على ضم الأهوار إلى لائحة التراث العالمي.

قائممقام قضاء الجبايش في محافظة ذي قار، كفاح شناوة، أكد لـ"العين الإخبارية"، منسوب أن "انخفاض منسوب المياه وصل إلى مستويات غير مسبوقة بلغت 75 سم بعد أن كانت تقترب من حدود المترين وهو ما بات يضغط أكثر باتجاه التحرك العاجل لتدارك الأمر".

وأضاف شناوة، أن "الانخفاض في منسوب المياه عند هور الجبايش رافقه ارتفاع كبير في نسب الملوحة التي تجاوزت 3000 درجة، ما يخرجها عن الاستخدام الحيواني والبشري".

وأشار شناوة إلى أن "قضاء الجبايش يشهد حركة نزوح بأعداد كبيرة باتجاه المدن المجاورة بعد أن وئدت حياتهم هناك وباتوا غير قادرين على الاستمرار في تربية الحيوانات وزراعة الأراضي".

وأوضح أنه إذا "ما ترك الأمر على حاله في الجبايش سنكون أمام كارثتين، الأولى قضية إدراج الأهوار ضمن لائحة التراث العالمي في عام 2016 ويجب على الحكومة الالتزام بشروط هذا الإدراج ومنها توفير كميات المياه اللازمة للأهوار والثانية هو تجنب وإنهاء حالة النزوح لسكان الأهوار والحفاظ على ثرواتهم الحيوانية".

وتابع بالقول: "أن هناك تواصل مع الجهات المعنية بملف المياه في الأهوار آخرها لقاء مجموعة من النواب في ختام الأسبوع الماضي، ولكن لا توجد أي نتائج ملموسة على أرض الواقع ما عدا تحرك بعض الحفارات في المناطق وضيفتها حفر المسالك الموجودة من أجل عدم ظهور آثار الجفاف على السطح كي لا يؤثر هذا الأمر على الجاموس".

ودعا قائممقام الجبايش، المجتمع الدولي إلى "التدخل العاجل والفوري لإنقاذ الحياة في الأهوار قبل فوات الأوان "، مؤكدا أنه" أبلغ سفراء عدد من الدول الأجنبية من الذين زاروا الاهوار مؤخراً عن سوء الوضع فيها".

ويهدد انخفاض مياه الأهوار سكان قضاء الجبايش الذين يبلغ عددهم 150 ألفاً ويعتمدون في معيشتهم على صيد الأسماك وتربية الجواميس.

وكانت منظمة الأمم المتحدة قد حذرت في شهر مارس/آذار الماضي من أن مستوى مياه نهري دجلة والفرات في العراق سينخفض بنسبة 73%، في وقت تعد مياه نهر الفرات المصدر الأساسي لأهوار الجبايش.

بدوره، أكد عضو مجلس النواب العراقي، حسن وريوش، أن أهوار المحافظة تعيش موجة جفاف كبيرة لم تشهدها خلال السنوات الماضية، مؤكدا أن مياه المحافظة حاليا غير صالحة للاستخدام الحيواني.

وذكر وريوش في حديث تابعته "العين الإخبارية"، أن "ما يدخل محافظة ذي قار من مياه مقطع الهويشلي من جهة المثنى 50 متراً مكعباً في الثانية، وهذه النسبة غير كافية في ذي قار وخاصة للأهوار، لأنها تعطي نسبة إغمار لا تتجاوز الـ20%"، مبينا أن "أغلب موارد المياه الموجودة حاليا هي مياه آسنة، وهذه غير صالحة للاستخدام الحيواني".

وأضاف أن "هناك كارثة حقيقية تعيشها محافظة ذي قار الآن، بسبب قلة الاطلاقات المائية وما نسمعه من تصريحات للمسؤولين في وزارة الموارد المائية بأن نسبة الجفاف 50% عار عن الصحة والنسبة أعلى بكثير بذلك"، محذراً من "بقاء الوضع على حاله، لأننا سنكون أمام جفاف لم نشهده منذ 2003".

وعلى مدار السنوات الثلاث الماضية، خاضت السلطات المعنية في بغداد، سلسلة من المفاوضات مع الجانبين التركي والإيراني بضرورة مشاطرة العراق الأضرار المائية التي تعيشها المنطقة إلا أنها انتهت بالفشل دون ثني الجارتين عن ممارسة سياسة "التعطيش".