Ana içeriğe atla

استراتيجيات "مقترحة" للقوات الأميركية في الشرق الأوسط

قوات الأميركية
AvaToday caption
لا يزال غير مفهوم بشكل كبير، معنى "الإبقاء على التنسيق والتمكين والدعم" بين الجانبين، وما إذا كان يعني وجود جنود أميركيين على الأرض أم لا
posted onDecember 21, 2021
noyorum

منذ إعلان ترشحه، وحتى بعد عام على وصوله إلى البيت الأبيض، أوضح الرئيس الأميركي بشكل لا لبس فيه أنه يركز بشكل كبير على الصين ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ، مع رغبته بـ"إعادة التوازن" إلى الوجود العسكري للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

خلال حملته الانتخابية، تعهد بايدن بـ"إنهاء الحروب الأبدية" في أفغانستان والشرق الأوسط، وحتى الآن يبدو إنه يفي بهذا الوعد.

لكن بعد الخروج المثير للجدل من أفغانستان، لا تزال القوات الأميركية تمتلك وجودا واضحا في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة في سوريا، العراق، والقاعدة الكبيرة في قطر، ووجود في تركيا.

ويقول تحليل نشرته مجلة Foreign Affairs الأميركية إنه يبدو أن إدارة بايدن لم تقرر بعد أين يجب أن تتوجه الولايات المتحدة، بهذا الخصوص.

حتى الآن سحبت الولايات المتحدة بعض الجنود من العراق، وعددا من المعدات من السعودية، في الوقت الذي دأب فيه وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، على تأكيد "التزام الولايات المتحدة القوي والمؤكد" بالأمن في الشرق الأوسط.

ومنذ انسحاب الولايات المتحدة الكبير من العراق في عهد الرئيس، باراك أوباما، عام 2011، وعودتها إليه في عام 2014 بسبب سيطرة داعش على بعض مناطقه، بالإضافة إلى إرسال الرئيس، دونالد ترامب، جنودا إلى المنطقة بعد تزايد التوترات مع إيران، بدت الإدارات الأميركية دائما على مفترق طرق بين الرغبة في الانسحاب، والتحديات المتزايدة.

وقالت المجلة إن الولايات المتحدة بحاجة إلى إعادة تقويم رصينة للأدوات العسكرية التي ينبغي أن تكرسها للشرق الأوسط، وهذا يشمل تقييما واضحا لكيفية إعطاء الأولوية للموارد العسكرية لواشنطن وكيفية ربطها بشكل أوثق بالأهداف الاستراتيجية للولايات المتحدة.

ويفترض أن ينتهي الوجود القتالي في العراق نهاية الشهر الحالي، وأرسلت الحكومتان الأميركية والعراقية رسائل متسقة تشير إلى اتفاقهما حول آليات الإنهاء.

لكن لا يزال غير مفهوم بشكل كبير، معنى "الإبقاء على التنسيق والتمكين والدعم" بين الجانبين، وما إذا كان يعني وجود جنود أميركيين على الأرض أم لا.

وبعد ضربة عسكرية حاسمة وجهتها طائرة أميركية بدون طيار إلى القيادي في الحرس الثوري، قاسم سليماني، والقيادي في الحشد الشعبي العراقي، أبو مهدي المهندس، قرب مطار بغداد بداية عام 2020، طالب البرلمان العراقي برحيل القوات الأميركية.

وبقيت القواعد الأميركية في العراق عرضة لهجمات، كان آخرها هجمة صاروخية، السبت، أخطأت هدفها في بغداد وأصابت سيارة أحد المدنيين.

وقالت صحيفة New York Times الأميركية إن عدد الجنود في العراق سيبقى نفسه، وهو 2500 لكن دورهم القتالي سيتغير إلى تقديم الدعم والاستشارة فقط.

ونقلت الصحيفة عن  الميجور جنرال، جون دبليو برينان جونيور، قائد فرقة العمل ضد داعش في العراق، قوله:  "لقد قطعنا شوطا طويلا منذ أن لبى التحالف نداء المساعدة". وفي هذه "المرحلة الجديدة، ترمز شراكتنا التحويلية مع العراق إلى الحاجة إلى اليقظة المستمرة".

وكجزء من عملية الانتقال ، قال الجيش الأميركي إنه نقل مؤخرا مقرا لوجستيا من قاعدة في محافظة الأنبار الغربية إلى الكويت.

ويقول تحليل المجلة إنه "في نهاية المطاف فإن على الولايات المتحدة أن تبسط وجودها لكي تركز على حماية نفسها وحلفائها من الإرهاب، وردع إيران عن تطوير أسلحة نووية، والحفاظ على تدفق التجارة وحرية الملاحة".

ويضيف أن الاعتماد بدرجة أقل على الدفاع والمزيد على الدبلوماسية في الشرق الأوسط يأتي مع بعض المخاطر، وعلى رأسها أن الولايات المتحدة قد تجد نفسها أقل استعدادا عسكريا للأزمات التي قد تنشأ في المنطقة، ولكن "مثل هذا الخطر منخفض نظرا لقدرات واشنطن الكبيرة على إنزال ضربة كبيرة في وقت قصير".

وحتى الأمور الأخرى، مثل ضمان سلامة إسرائيل ومواجهة الصين وروسيا في المنطقة، فإن الأمور قد تغيرت بشكل يسمح للقوات الأميركية بتعديل وجودها.

وتقول المجلة إن إسرائيل تمتلك القوة الأمنية الأكثر قدرة في المنطقة ولم تعد تستفيد من الوجود المادي للجيش الأميركي، كما فعلت من قبل، كما أن "منافسة القوى العظمى" تطورت لتشمل الصين أيضا.

وتفترض المجلة نشر قوات من العمليات الخاصة، والطائرات من دون طيار، وبعض المقاتلات التقليدية ومستلزماتها اللوجستية والاستخبارية، بالإضافة إلى أسطول بحري مصمم لحماية التجارة ويتمتع بإمكانيات تكنولوجية كبيرة.

يعني هذا -بحسب المجلة – أن القوات الأميركية ستخفف من عدد قواتها في المنطقة، بدون التضحية بفاعليتها ووجودها.