ذكرت صحيفة "إندبندت" البريطانية أن السلطات الإيرانية بدأت تمارس حلقة جديدة من حلقات القمع والتصعيد ضد الأقلية البهائية في البلاد.
وأشارت الصحيفة في تقرير لها أن النظام في طهران بدأ بممارسة ضغوطات على الشبان الصغار في تلك الطائفة لإجبارهم على ترك ديانتهم واعتناق الدين الإسلامي.
ونقلت الصحيفة عن جمعيات حقوقية قولها إن قوات الأمن الإيرانية داهمت عشرات منازل من أعضاء الطائفة البهائية وعمدت إلى مصادرة العديد من ممتلكاتهم.
ووصف كريم لحجي، من الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان (FIDH) ما يحدث في بإيران بـ"الحرب الدينية" التي تشن على تلك الأقلية، مضيفا: ":إن وجود البهائيين في إيران يتعارض مع أيديولوجية النظام هناك، وهم ينظرون إلى تلك الطائفة على أنها فصيل سياسي معارض وليست دينا قائما بحد ذاته، وما يحدث من قمع هو لأسباب سياسية ودينية"
وتعتبر طهران البهائيين الـ350 ألفا في إيران أعضاء في طائفة هرطقة، ويواجهون الاضطهاد، مما حدا بعشرات الآلاف منهم على الفرار من البلاد عقب قيام ثورة الخميني في العام 1979.
وفي أبريل الماضي، ذكر تقرير لشبكة "بي بي سي" أن طهران بدأت بإجبار العائلات البهائية على دفن موتاهم في مقبرة كانت مخصصة لدفن الموتى من المعتقلين السياسيين الذي جرى إعدام وقتلهم.
وعلى مدى عقود، كان البهائيون يدفنون أقاربهم في قطع أرض فارغة في مقبرة خافاران، في جنوب شرق العاصمة طهران، رفقة الهندوس والمسيحيين الأرمن.
إلا أن عائلات البهائيين قالت لبي بي سي إن السلطات أمرتها ببدء استخدام الموقع القريب من المقبرة الجماعية التي يعود تاريخها إلى 1988 بعد إعدام آلاف السجناء السياسيين.
وتقول الأسر إن المسؤولين أخبروها بأنه تم استخراج رفات السجناء الذين أعدموا، وأن شخصين على الأقل قد دفنا بالفعل في الموقع.
ونقل تقرير الشبكة عن سيمين فهيندج، ممثل الطائفة البهائية الدولية المقيم في جنيف، أن البهائيين لا يريدون استخدام المقبرة الجماعية ليس فقط احتراما لموتهم ولكن أيضا للسجناء الذين أعدموا.
يذكر أن إيران تلقت توبيخًا في 16 ديسمبر الماضي، عندما تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا يعرب عن "القلق الشديد بشأن القيود الشديدة المستمرة والقيود المتزايدة على الأقليات الدينية المعترف بها وغير المعترف بها بما في ذلك أعضاء الديانة البهائية".
القرار، الذي وافقت عليه الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بأغلبية 82 صوتًا مقابل 30 صوتًا، وامتناع 64 عن التصويت، دعا إيران أيضًا إلى وقف "الحرمان والقيود على الوصول إلى التعليم لأفراد الأقليات الدينية المعترف بها وغير المعترف بها بما في ذلك الأعضاء البهائية".