على الرغم من العقوبات الأميركية المفروضة على ايران، وخاصة فيما يتعلق بالعلاقات التجارية وتصدير النفط الى الدول الاخرى الا ان العلاقات التجارية مع تركيا بقيت مزدهرة.
وتشير احصاءات رسمية الى ان حجم التبادل التجاري بين تركيا وإيران خلال الأشهر التسعة الأولى الماضية بلغ 6.93 مليون طن من السلع غير النفطية بقيمة 3.69 مليار دولار، مسجلا نموا بنسبة 29.91٪ في الحمولة وانخفاضا في القيمة المالية بنسبة 6.63٪ مع الفترة المقابلة من العام الماضي.
وبعد إنسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من الأتفاق النووي في ايار الماضي، و فرض عقوبات قاسية على النظام الإيراني، تدهورت الوضع الأقتصادي لطهران، و قامت كثير من البلدان الحليفة لواشنطن بسحب أستثماراتهِ في إيران.
وتظهر البيانات الصادرة عن إدارة الجمارك الإيرانية أن تركيا كانت الشريك التجاري العاشر لإيران في العالم خلال الفترة قيد الاستعراض.
ووفقا للبيانات بلغت صادرات تركيا إلى إيران 901.135 طنًا من البضائع بقيمة 1.78 مليار دولار إلى إيران، بانخفاض 36.85٪ عن العام الماضي. وشملت الصادرات الموز والتبغ والألياف والقطن وقطع غيار السيارات.
وفي المقابل بلغت الصادرات الإيرانية 6.03 مليون طن بقيمة 1.91 مليار دولار، بزيادة 54.25٪ و22.32٪ بزيادة في الحمولة والقيمة عن الفترة نفسها من العام الماضي. وشملت الصادرات الإيرانية الغاز الطبيعي المسال، والزنك غير المعدني، والألمنيوم والبيتومين.
وفرضت البيت الأبيض في آب الماضي الحزمة الأولى من العقوبات، وشملت قطاعات الصناعية و التبادل التجاري، وقطع غيار سيارات، و في تشرين الثاني من عام 2018، فرضت الولايات المتحدة الحزمة الثانية من العقوبات و شملت قطاعات حيوية لنظام الإيراني منها البنك المركزي و النفط و الغاز.
كما أمهلت إدارة ترامب ستة أشهر لثمانية بلدان من أجل إيجاد بديل آخر لتوريد الطاقة و النفط من إيران، و من المزمع أن تنتهي أيار القادم، بدون اي استثناءات جديدة.
ومن ناحية أخرى، وفي سياق متصل، أكد السفير التركي لدى طهران، دريا أورس، أن بلاده تريد أن ترفع الحظر الأمريكي من خلال التعاون مع ايران.
وخلال كلمة له في الاجتماع التاسع لمساعدي الجامعات ومراكز التعليم العالي ومؤسسات الأبحاث وواحات العلم والتقنية ومدرائها الدوليين، تحدّث السفير التركي عن العلاقات بين إيران وتركيا وعن النشاطات العلمية والإجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية في بلده.
ولفت أورس في الاجتماع إلى إبرام جامعات البلدين مذكرات تفاهم كثيرة خلال السنوات الأخيرة فضلاً عن تطور العلاقات بينها.
ودعا السفير التركي إلى ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية في الشؤون الاقتصادية والثقافية والعلمية والرقي بها وقال: "ليس من المفترض أن تخوض تركيا أو إيران حرباً ضد بلد آخر لأنهما جارتان داعيتان إلى السلام وتُحرّكان الخطوات السلميّة في المنطقة."
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قال في تصريحات سابقة، إن تركيا أبلغت المسؤولين الأمريكيين بأنها تعارض العقوبات الأمريكية على إيران وأنها ليست ملزمة بتطبيقها.
وقال جاويش أوغلو "لسنا مضطرين للالتزام بالعقوبات التي يفرضها بلد على آخر. ونحن لا نعتبر العقوبات صائبة أيضا".
وأضاف "عقدنا اجتماعات مع الولايات المتحدة في أنقرة وأبلغناها بصراحة: تركيا تحصل على النفط والغاز من أذربيجان وإيران وروسيا والعراق. إذا لم أشتر من إيران الآن، فمن أين أسد هذه الحاجة؟".
ووقعت الاتفاق النووي بين طهران و ستة عواصم أوروبية وعالمية في تموز 2015 من أجل وقف برنامجها النووي وقرر إعادة العمل بعقوبات مرتبطة بالبرنامج النووي على ايران.
وتزود إيران تركيا بنحو نصف وارداتها من النفط الخام، فيما يشكل السياح الايرانيين أهمية متزايدة للسوق التركي.
ويعتبر أنقرة من البلدان المتهمة بتخفيف عبء العقوبات الإيرانية، وفي الماضي شاركت أيضا بنقل أطنان من الذهب و العملة الصعبة بالذات الدولار الأمريكي الى طهران، عبر هالك بنك الحكومي.