قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان الجمعة إن الولايات المتحدة وإيران بدأتا اتصالات دبلوماسية غير مباشرة من خلال أوروبيين وآخرين ينقلون رسائل عن الكيفية التي يمكن بها استئناف الالتزام بالاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وأضاف سوليفان للصحفيين "الدبلوماسية مع إيران مستمرة، لكن ليست بطريقة مباشرة في الوقت الراهن".
وتابع "هناك قنوات اتصال عن طريق الأوروبيين وآخرين تمكننا من أن نوضح للإيرانيين موقفنا فيما يخص منهج الالتزام مقابل الامتثال للاتفاق وأن نستمع إلى موقفهم (هم أيضا)".
ورفضت الإدارة الجديدة للرئيس الأميركي جو بايدن منح طهران محفزات أحادية الجانب لبدء المحادثات، لكنها أكدت على إمكانية أن يتخذ الجانبان خطوات تبادلية لاستئناف تنفيذ الاتفاق وهو نهج تصفه واشنطن بأنه "الامتثال المتبادل".
وافاد الموفد الأميركي الى ايران روب مالي بان الولايات المتحدة لن "تهرع" للتفاوض مع إيران من أجل التوصل بأي ثمن إلى اتفاق حول الملف النووي قبل الانتخابات الإيرانية في يونيو/حزيران.
وقال سوليفان "عند هذه المرحلة ننتظر أن نسمع أكثر من الإيرانيين عن الطريقة التي يرغبون من خلالها في المضي قدما. ولن يكون ذلك سهلا لكننا نؤمن بأننا نمر الآن بعملية دبلوماسية وأنه يمكننا المضي قدما وأن نضمن في نهاية المطاف تحقيق هدفنا، وهو أن نمنع إيران من الحصول على سلاح نووي من خلال الدبلوماسية".
وكانت الولايات المتحدة قالت في 18 فبراير/شباط إنها مستعدة للحديث مع إيران عن استئناف كلا البلدين الامتثال للاتفاق الذي يهدف لمنع طهران من امتلاك أسلحة نووية، في مسعى لإعادة إحياء اتفاق كانت واشنطن قد انسحبت منه عام 2018.
وبدأت إيران انتهاك الاتفاق عام 2019، بعد نحو عام من انسحاب الإدارة السابقة للرئيس الأميركي دونالد ترامب منه وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية. وسرعت طهران من وتيرة انتهاكها للاتفاق خلال الأشهر الأخيرة.
وأصر كل جانب على أن يبادر الآخر بالعودة إلى الاتفاق، حيث طالبت طهران واشنطن بأن ترفع عنها العقوبات الاقتصادية، في حين طالبت الولايات المتحدة بدورها طهران بأن تعود للالتزام بالقيود المفروضة على برنامجها النووي.
وفي يناير/كانون الثاني 2020 أعلنت إيران تعليق جميع تعهداتها الواردة بالاتفاق المذكور، ردا على اغتيال واشنطن قبلها بأيام قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني، بغارة جوية في بغداد.
وكانت إيران قد أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدول الأعضاء فيها بأن إيران بدأت تخصيب اليورانيوم في سلسلة ثالثة من أجهزة الطرد المركزي (آي.آر-2إم) المتطورة في منشأتها تحت الأرض بنطنز، في انتهاك آخر للاتفاق الذي أبرمته طهران مع القوى الكبرى عام 2015.
وتسعى طهران لحيازة أسلحة نووية تشكل خطرا حقيقيا على أمن المنطقة واستقرارها، فيما يتوجس المجتمع من ذلك، ولإيران سوابق في تنفيذ اعتداءات على منشآت نفطية في منطقة الخليج والشرق الأوسط.