Skip to main content

أول كلمة "لا" للخامنئي

مصطفى الكاظمي، رئيس الوزراء العراقي في طهران
AvaToday caption
الكاظمي دخل في معركة ليّ أذرع مع الميليشيات المسلحة في بلاده الموالية لإيران وثانيا لأنه يعتزم زيارة واشنطن في موعد ربما يكون الشهر القادم
posted onJuly 24, 2020
nocomment

كان اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بالمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي مثيرا لجهة التصريحات العلنية التي أطلقها أعلى مرجعية دينية وسياسية في إيران معاتبا ضيفه على مقتل قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني في غارة أميركية استهدفت موكبه في الثالث من يناير/كانون الثاني على طريق مطار بغداد الدولي.

وقال خامنئي للكاظمي "لقد قتلوا ضيفك في منزلك"، متوعدا واشنطن بالانتقام لمقتل سليماني بضربة مماثلة، في تهديد يأتي قبيل زيارة رئيس الوزراء العراقي للولايات المتحدة وهو الذي تتهمه فصائل شيعية موالية لطهران بالتورط في مقتل سليماني.

ولكن ما لم يتم الخوض فيه علنا خلال أول زيارة خارجية لرئيس الوزراء العراقي هو ما طلبه المرشد الإيراني من ضيفه ورد الأخير على تلك المطالب.

وقد كشف موقع إيراني معارض في تقرير ما قال إنها معلومات حصل عليها تؤكد أن الكاظمي رفض لقاء قائد فيلق القدس الجديد الجنرال إسماعيل قاآني الذي عيّنه خامنئي خلفا لسليماني.

 وكشف شبكة أخبار (AVA Today) قبل أيام "أن خامنئي حاول الضغط على الكاظمي في أمرين أولهما أنه طلب منه الاجتماع بقاآني وثانيهما الإفراج عن أموال إيرانية مجمدة في العراق بموجب العقوبات الأميركية".

وبحسب مصادرنا رفض رئيس الوزراء العراقي لقاء قائد فيلق القدس الجديد وهو شخصية لم تكن تظهر في الإعلام وتُفضل الابتعاد عن الأضواء والاشتغال في صمت بالنظر لحساسية الدور الذي يلعبه في الإشراف على وكلاء إيران في المنطقة وعلى المهمات التي تصفها دول غربية بـ"القذرة" وتشمل عمليات الاغتيال والتخريب وكل الأنشطة المتعلقة بزعزعة الاستقرار

ولم تبين الى الآن سبب رفض الكاظمي اللقاء بقائد فيلق القدس الذي يشرف على الميليشيات العراقية الشيعية الموالية لإيران ، لكن يبدو الأمر مفهوما لسببين أولهما أن الكاظمي دخل في معركة ليّ أذرع مع الميليشيات المسلحة في بلاده الموالية لإيران وثانيا لأنه يعتزم زيارة واشنطن في موعد ربما يكون الشهر القادم.

وللكاظمي الذي سبق له أن قاد جهاز المخابرات العراقية قبل توليه منصبه الحالي تقديراته للموقف وتداعياته وهو ما يفسر على الأرجح سبب امتناعه عن لقاء قاآني تجنبا للتعرض للمزيد من الضغوط سواء المحلية أو الخارجية، حيث تصنف واشنطن الحرس الثوري وأذرعه تشكيلا إرهابيا وحيث أن اللقاء ربما يقوي شوكة الميليشيات الشيعية العراقية في الوقت الذي يعمل هو على كبح نفوذها.

المعلومات التي حصلنا عليها تؤكد إن خامنئي طلب من الكاظمي العمل على الإفراج عن نحو 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة بموجب العقوبات الأميركية وهو مبلغ يتعلق معظمه ببيع الكهرباء والغاز الإيراني إلى العراق.

وأضاف "خامنئي طلب من الكاظمي دفع 6 مليارات دولار لإيران من خلال البنوك الصينية، لكن الكاظمي قال إنه لا يستطيع العمل من خلال البنوك الصينية خوفا من العقوبات الأميركية".

واختتم الكاظمي أمس الأربعاء زيارته إلى طهران بعد أن أجرى لقاءات مع الرئيس حسن روحاني ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف ورئيس مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني.

وطغى على الزيارة الجانب البروتوكولي والمجاملات، لكن ذلك لم يحجب التوتر الصامت الذي تحرص إيران على أن لا يتحول إلى صدام على الأقل في الفترة الراهنة التي تبحث فيها الحكومة الإيرانية عن مخرج لأزمتها.

وكانت وكالة ارنا الإيرانية شبه الرسمية قد هاجمت بشدة الكاظمي حين اعتقل 14 عنصرا من كتائب حزب الله العراقي الموالي لإيران قبل الإفراج عنهم تحت الضغط واعتبرت أنه يميل لخدمة الأجندة الأميركية وانه انحرف عن المسار الذي بموجبه تولي رئاسة الحكومة.