بازبدە بۆ ناوەڕۆکی سەرەکی

الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب

عناصر الحرس الثوري
AvaToday caption
شل حركة اقتصاد المليشيا يعني بالتبعية شل حركة الاقتصاد الإيراني، فإدراجها على قائمة الإرهاب الأمريكية يعني وقف التحولات المالية وانهيار قدرتها على مواصلة العمل التجاري
posted onApril 14, 2019
noبۆچوون

أمل عبد الله الهدابي

عندما تصنف الولايات المتحدة مليشيا الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، فإن هذا يعكس توجهاً أمريكياً جاداً للسيطرة على الفوضى والإرهاب التي ينشرها النظام الإيراني إقليمياً باستخدام هذه المليشيا التي تعد الذراع الأقوى والأكثر جاهزية للانتشار في دول عدة بالمنطقة.

إدراج الحرس الثوري على قائمة الإرهاب يمثل أيضاً ضربة قاصمة وقوية للنظام الإيراني، ولقادة هذه المليشيا التي تسيطر على قطاعات كبيرة من الاقتصاد الإيراني، وتمثل بالفعل دولة داخل الدولة، فالتقارير تشير إلى أن الحرس يسيطر على نحو 800 شركة اقتصادية كبيرة تهيمن على حركة التجارة والاقتصاد، ويسيطر، بجانب مؤسسات يملكها رجال الدين، على نحو 80% من إجمالي الاقتصاد الإيراني، يمتلك الحرس بمفرده منها ما بين 20ـ-40% من إجمالي حجم الاقتصاد، عبر شركات تعمل تحت لافتة مؤسسة "خاتم الأنبياء" التي يديرها قيادات الحرس الثوري تحت شعار ديني.

 ولا شك أن شل حركة اقتصاد المليشيا يعني بالتبعية شل حركة الاقتصاد الإيراني، فإدراجها على قائمة الإرهاب الأمريكية يعني وقف التحولات المالية وانهيار قدرتها على مواصلة العمل التجاري، حيث تغلغلت شركات الحرس في جميع أنشطة الاقتصاد الإيراني ابتداء من إدارة شبكات الاتصالات حتى تجارة التجزئة مروراً بقطاعات الطرق والموانئ والمستشفيات والبنوك والطاقة والتأمين وغير ذلك.

 إدراج الحرس الثوري على قائمة الإرهاب يمثل كذلك استكمالاً للعقوبات الأمريكية المفروضة على قادة هذه المليشيا، ويشير رد الفعل الإيراني الغاضب للغاية على هذا التحرك الأمريكي إلى دور الحرس في صناعة السياسة الخارجية الإيرانية وتأثيره عليها، حيث نشر حشمة الله فلاح بيشه، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني تغريدة عبر "تويتر" قال فيها: "إذا تم إدراج الحرس الثوري في القائمة الأمريكية للجماعات الإرهابية، فسندرج الجيش الأمريكي على القائمة السوداء للإرهاب بجانب داعش".

ولا شك أن الضغوط الأمريكية المتصاعدة التي تمارسها إدارة الرئيس ترامب على النظام الإيراني، هي ضغوط غير مسبوقة في علاقات الولايات المتحدة المتوترة مع إيران منذ ثورة الخميني عام 1979، فالحرس الثوري هو جيش عقائدي ولد مع قيام الثورة لحمايتها مما يوصف بالتهديدات الداخلية والخارجية، وأصبح له نفوذ اقتصادي وسياسي كبير، حتى أنه بات يدير ملفات تدّخل إيران في دول مثل سوريا بمعزل عن وزارة الخارجية الإيرانية، وهو ما كشفته الاستقالة التي طرحها، في وقت سابق عبر "تويتر"، محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني؛ احتجاجاً على تجاهله في زيارة الرئيس السوري بشار الأسد للمرشد الإيراني علي خامنئي، حيث رتب الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس زيارة الرئيس السوري للمرشد بعيداً عن الخارجية الإيرانية ودورها البروتوكولي المتعارف عليه في مثل هذه الزيارات سواء من حيث الترتيبات أو حضور اللقاء، الذي غاب عنه ظريف في حين شارك فيه سليماني والرئيس الإيراني.

قد يكون إدراج الحرس الثوري على قائمة الإرهاب له دلالات وتأثيرات نفسية وسياسية أكثر مما هو متوقع على الصعيد المادي والاقتصادي، فالقرار يحول بين الحرس وبين القيام بأي أنشطة اقتصادية أو تجارية مع أي كيانات أو أفراد أمريكيين أو لهم أنشطة اقتصادية وتجارية مع الولايات المتحدة التي يمكنها تتبع أنشطتهم وكشف ارتباطهم بعلاقات مع منظمة إرهابية، ومن ثم حظر التعامل معها وملاحقتها قانونياً، ومع ذلك فتأثيرات القرار الأمريكي النفسية والسياسية تبقى هي الأخطر لأن القرار يمنح ضوءا أخضر غير مباشر لإسرائيل على سبيل المثال لتوجيه ضربات عسكرية قوية إلى مليشيا "فيلق القدس" الذراع الخارجي للحرس الثوري، والمتمركزة في سوريا وترى فيها إسرائيل تهديداً لها.

كما أن محاصرة الأنشطة الاقتصادية للحرس الثوري تعني في حقيقة الأمر محاصرة للنظام الإيراني بأكمله، وإضعافا لقدرته على التحرك خارجياً من أجل مواصلة تنفيذ مخططاته التوسعية في سوريا واليمن وغيرهما، فضلاً عن كونها تعكس استراتيجية ضغط بعيدة المدى لإنهاك القوة الشاملة لإيران وشل قدرتها على خوض صراعات إقليمية كبرى، في ظل اقتصاد متدهور ومليشيات لا تستطيع التزود بالأموال ولا تمتلك القدرة على التزود بالأسلحة ودفع الرواتب، فضلاً عن فقدان المقدرة على توفير الأموال لاستقطاب التنظيمات العميلة الموالية لإيران والتي تنفذ أجندتها الخارجية ضمن استراتيجية الحرب بالوكالة التي تعتمد عليها إيران في تنفيذ مخططاتها الاستراتيجية إقليمياً.

إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب أيضاً يعني تقليص قدراته على الإيذاء وبسط السيطرة داخلياً، من خلال إضعاف قبضته الحديدية وقوة البطش التي يمارسها على الشعب الإيراني، والتي تجلت مراراً في السيطرة على حركات الاحتجاج المتوالية في المدن الإيرانية والتي سرعان ما يتم إخمادها بفعل قوة البطش التي تمارسها مليشيا الحرس الثوري.