بازبدە بۆ ناوەڕۆکی سەرەکی

طلبة المدارس ينضمون للاحتجاجات في إيران

احتجاجات إيرانية في باريس
الصورة: كارزان حميد - شبكة (AVA Today) الأخبارية
انتشر عناصر من قوات الأمن بلباس مدني وعناصر من الشرطة، مساء الأحد، أمام المدخل الشمالي للجامعة على ما أوضحت الوكالة
posted onOctober 3, 2022
noبۆچوون

انضم طلبة المدارس في إيران إلى الاحتجاجات، إذ أظهرت مقاطع فيديو تداولها النشطاء عدد كبير من الطالبات في عدد من المدن الإيرانية بما فيها كرج وشيراز وشهريار، يخلعن الحجاب ويرددن شعارات ضد النظام.

كما نشر العديد من الطالبات مقاطع من قاعات الدرس تعبر عن وقوفهن مع الحراك الذي شمل شرائح مختلفة من المجتمع الإيراني. ومن الشعارات التي أطلقها الطلبة: "الموت للديكتاتور" و"يجب أن يرحل رجال الدين" و"الموت لخامنئي".

واعتبر المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي أن الولايات المتحدة وإسرائيل تقفان خلف الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ أسابيع، على خلفية مقتل الشابة مهسا أميني بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق.

وقال خامنئي على هامش حضوره مراسم تخرج طلاب الأكاديميات العسكرية في طهران "أقول بوضوح إن أعمال الشغب هذه والاضطرابات تم التخطيط لها من قبل الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي ومأجوريهم، وبعض الإيرانيين الخائنين في الخارج ساعدوهم".

ورأى أن "حادثة وفاة الفتاة الشابة مهسا أميني كانت مريرة وأحرقت قلبي، لكن رد الفعل من دون أي تحقيق لم يكن طبيعياً. فالرد لا يكون بأن يزعزع بعضهم الأمن في الشوارع ويحرقوا المصاحف ويخلعوا حجاب السيدات المحجبات، ويضرموا النيران في المساجد والمصارف وسيارات الناس"، مشدداً على أن هذه التحركات "لم تكن طبيعية، كانت أعمال شغب مخططاً لها مسبقاً".

وهذه هي المرة الأولى التي يعلق فيها المرشد الأعلى، صاحب الكلمة الفصل في السياسات العليا لإيران، على قضية أميني التي توفيت في 16 سبتمبر (أيلول) بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل "شرطة الأخلاق" في طهران.

وشدد خامنئي على أهمية دور قوات حفظ الأمن في حفظ الاستقرار، قائلاً إن الشرطة "ملزمة مواجهة المجرمين وضمان أمن المجتمع"، معتبراً أن "إضعاف الشرطة يعني تقوية المجرمين. فمن يهاجم الشرطة يترك الشعب بلا دفاع".

وعلقت الدروس الحضورية، اعتباراً من الإثنين الثالث من أكتوبر (تشرين الأول)، في أهم جامعة علمية في إيران بعد حوادث عنيفة، مساء الأحد، بين طلاب والقوى الأمنية في طهران، وأفادت وكالة "مهر" للأنباء بأن "جامعة الشريف للتكنولوجيا أعلنت أن كل الدروس ستتم افتراضياً اعتبارا من الاثنين نظراً إلى أحداث سجلت أخيراً وضرورة حماية الطلاب". ولفتت الوكالة إلى أن 200 طالب تجمعوا، بعد ظهر الأحد، في جامعة الشريف للتكنولوجيا في طهران ورددوا شعارات مناهضة للنظام الديني القائم في إيران فضلاً عن شعار "امرأة حياة حرية" و"الطلاب يفضلون الموت على الذل".

وذكرت وكالة "مهر" أنهم كانوا يحتجون على وفاة مهسا أميني وتوقيف طلاب خلال تظاهرات نظمت منذ 16 سبتمبر (أيلول) على إثر وفاة الشابة (البالغة 22 عاماً) بعد ثلاثة أيام على توقيفها من جانب "شرطة الأخلاق" في طهران لمخالفتها قواعد اللباس الإسلامي.

وحمل عناصر الشرطة بنادق خردق لمكافحة الشغب فضلاً عن إطلاق الغاز المسيل للدموع. وانتشر عناصر من قوات الأمن بلباس مدني وعناصر من الشرطة، مساء الأحد، أمام المدخل الشمالي للجامعة على ما أوضحت الوكالة.

وبدأت الاحتجاجات المناهضة للحكومة خلال جنازة أميني في 17 سبتمبر (أيلول) ببلدة سقز في كردستان الإيرانية، وتحولت إلى أكبر استعراض لمعارضة السلطات الإيرانية منذ سنوات، إذ دعا كثيرون إلى إنهاء حكم رجال الدين المستمر منذ أكثر من أربعة عقود.

ونشر حساب (تصوير1500) الناشط على "تويتر"، والذي له أكثر من 160 ألف متابع، عدة مقاطع مصورة تظهر جامعة شريف، المعروف أنها بؤرة للمعارضة، محاطة بالعشرات من أفراد شرطة مكافحة الشغب.

وفي أحد المقاطع المصورة، تظهر قوات الأمن وهي تطلق الغاز المسيل للدموع لإخراج الطلاب من الحرم الجامعي، وأمكن سماع دوي طلقات نارية تُطلق من مسافة بعيدة على ما يبدو.

وأظهر مقطع مصور آخر قوات الأمن تطارد عشرات الطلاب المحاصرين في مرأب للسيارات تحت الأرض بالجامعة. وذكر الحساب أن عشرات الطلاب اعتُقلوا.

وأشارت وسائل إعلام رسمية إيرانية إلى "تقارير عن اشتباكات" في الجامعة، وقالت إن وزير العلوم الإيراني زار الحرم الجامعي للاطمئنان على الوضع.

وأظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظاهرات للطلبة في العديد من الجامعات يوم الأحد، فضلاً عن خروج تظاهرات في عدة مدن مثل طهران ويزد وكرمانشاه وسنندج وشيراز ومشهد، والمشاركون فيها يهتفون "الاستقلال... الحرية... الموت لخامنئي".

ولم تهدأ الاحتجاجات على الرغم من العدد المتزايد للقتلى والقمع الشرس من جانب قوات الأمن التي تستخدم الغاز المسيل للدموع والهراوات، وفي بعض الحالات الذخيرة الحية، وفقاً لمقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي وجماعات حقوقية.

وفي حادث منفصل قالت القوات الجوية الهندية اليوم الاثنين إنها أرسلت بشكل مؤقت طائرات مقاتلة بعد تلقيها معلومات عن وجود تهديد بتفجير قنبلة على متن رحلة لشركة طيران إيرانية.

ثم صرحت القوات الجوية في بيان بأنها تلقت معلومات من طهران تفيد بتجاهل الأمر وواصلت الرحلة طريقها.

وقالت منظمة إيران لحقوق الإنسان، ومقرها النرويج، في بيان "حتى الآن قُتل 133 شخصاً في أنحاء إيران"، من بينهم أكثر من 40 قالت إنهم قتلوا في اشتباكات الأسبوع الماضي في زاهدان، عاصمة إقليم سستان وبلوخستان.

ولم تعلن السلطات الإيرانية عدد القتلى، فيما قالت إن العديد من أفراد قوات الأمن قٌتلوا على أيدي "مثيري شغب وبلطجية مدعومين من أعداء أجانب". وذكر التلفزيون الرسمي الأسبوع الماضي أن 41 قتلوا بينهم أفراد من قوات الأمن.

ولم يعلق خامنئي على الاحتجاجات التي امتدت إلى 31 إقليماً إيرانياً بمشاركة كل فئات المجتمع بمن فيهم الأقليات العرقية والدينية.

وأثارت وفاة أميني وحملة القمع انتقادات دولية لحكام إيران الذين يتهمون الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية باستغلال الاضطرابات لمحاولة زعزعة استقرار الجمهورية الإسلامية.

ونشرت وسائل إعلام رسمية مقطعاً مصوراً لطلاب موالين للحكومة تجمعوا في جامعة فردوسي في مشهد وهم يهتفون "الجمهورية الإسلامية خطنا الأحمر".

وفي وقت سابق الأحد، ردد نواب إيرانيون هتافات تقول "شكراً للشرطة" خلال جلسة للبرلمان، مما يعكس دعماً للتعامل الصارم الذي تنتهجه مع الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

وتظاهر الآلاف الأحد في باريس تنديداً بقمع النظام الإيراني للتظاهرات التي أشعلتها وفاة مهسا أميني. وعلى غرار ما حصل في لوس أنجليس وتورنتو اللتين تضمان جالية إيرانية كبيرة، سار الناشطون من ساحة الجمهورية حتى ساحة الأمة في العاصمة الفرنسية.

ومن الشعارات التي أطلقوها "انضموا إلى أول ثورة نسائية" و"مهسا أميني، اسمك ارتجف له طغيان الملالي" و"الموت للديكتاتور" و"امرأة، حياة، حرية". ويتردد الشعار الأخير خصوصاً على ألسنة المتظاهرين في إيران.

واعتبر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الأحد أن أعداء إيران فشلوا في "المؤامرة" التي يعدونها ضدها.

وقال رئيسي وفق بيان على موقع الرئاسة "على رغم أن ملف السيدة أميني يتابع حالياً بشكل كامل ودقيق" من قبل السلطات المختصة "يتابع العدو تضليل الرأي العام بفضل إجراءات إعلامية مكثفة وواسعة"، مضيفاً "دخل الأعداء إلى الساحة في المؤامرة الأخيرة وكانوا يقصدون عزل البلاد لكن انهزموا في زمن كانت الجمهورية الإسلامية تتخطى فيه مشكلاتها الاقتصادية" وتعزّز حضورها إقليمياً ودولياً.

وقالت غيلدا ترابي الطالبة من أصل إيراني "إنها ثورة النساء بمواكبة من الرجال. إنه حقاً وقت محاولة تغيير الأمور. إنهم (الإيرانيون) يخرجون لكنهم يقتلون. أما نحن فلدينا فرصة التظاهر والنضال من أجلهم".

وأوردت تورا دانا المهندسة الفرنسية الإيرانية "باتت إيران الآن سجناً كبيراً. الإنترنت مقطوع ونحن الآن صوت الإيرانيين".

وتحدثت شخصيات يسارية بينها السكرتير الأول للحزب الاشتراكي اوليفييه فور والنائبة المدافعة عن البيئة ساندرين روسو والنائبة الأوروبية عن اليسار الراديكالي مانون أوبري.

واحتج المتظاهرون حين تم التطرق إلى اللقاء الأخير في نيويورك، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي.

وإلى جانب صورة للرجلين يتصافحان رفع شعار "الحكومة الفرنسية تغازل الملالي في وقت يقتل الملالي النساء".

على صعيد آخر، نفت الولايات المتحدة تقارير إيرانية تفيد بأن إطلاق طهران سراح أميركيَين محتجزين سيؤدي إلى الإفراج عن أموال إيرانية في الخارج.

وسُمح للأميركي الإيراني باقر نمازي (85 سنة) بمغادرة إيران بعد سبع سنوات من منعه من ذلك، وأُفرج عن ابنه سياماك المسجون، في وقت ذكر الإعلام الرسمي الإيراني أن طهران تتوقع الآن الإفراج عن أرصدة عالقة لها في الخارج بعد "انتهاء المفاوضات مع الولايات المتحدة حول السجناء".

وأفادت وكالة "إرنا" الرسمية الإيرانية بأن الخطوة بحق نمازي ونجله مرتبطة بتحرير أرصدة مالية لمصلحة إيران مجمّدة في كوريا الجنوبية، ونقلت عن "مصادر مطلعة" لم تسمّها، توقعها "قرب الإفراج عن سبعة مليارات دولار من الأرصدة الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية في إطار صفقة الإفراج عن سجناء بين إيران وأميركا". وأضافت أن الأسابيع الماضية شهدت "مفاوضات مكثفة بوساطة إحدى دول المنطقة للإفراج المتزامن عن سجناء بين إيران وأميركا ومليارات الدولارات من الأرصدة الإيرانية".

لكن الخارجية الأميركية نفت وجود أي رابط من هذا القبيل، قائلة إن هذا "خطأ قطعاً". وقال متحدث باسم الخارجية "باقر نمازي احتجز ظلماً في إيران ثم لم يُسمح له بمغادرة البلاد بعد أن قضى عقوبته على رغم مطالبته المتكررة برعاية طبية عاجلة". وأضاف "نعلم أن رفع الحظر عن سفره والإفراج عن ابنه مرتبطان بمتطلبات (وضعه) الطبي".

ولإيران عشرات المليارات المجمّدة بفعل العقوبات التي أعاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب فرضها اعتباراً من عام 2018، بعد سحب بلاده أحادياً من الاتفاق الدولي بشأن برنامج طهران النووي المبرم في 2015.