غير الرئيس الإيراني، حسن روحاني، مدير مركز أبحاث إيراني بعد تسريب تسجيل لوزير الخارجية محمد جواد ظريف تحدث فيه عن دور طاغٍ للعسكر في السياسة الخارجية.
وأجرى سعيد ليلاز، الخبير الاقتصادي، المقابلة مع وزير الخارجية، وكان من المقرر أن يحتفظ بالشريط في مركز الدراسات الاستراتيجية، وهو مركز الأبحاث المرتبط بالرئاسة الإيرانية.
وأعلنت الرئاسة الإيرانية، الخميس، أن حسام الدين أشينا، رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية استقال وأن المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي سيحل محله. كما ورد أن أشينا كان حاضرا خلال المقابلة مع ظريف.
ورأس أشينا المركز منذ 2013، وقد عيّن في العام نفسه مستشارا للرئيس روحاني وكان لا يزال في منصبه إلى اليوم. وتشير وسائل الإعلام الإيرانية بانتظام إلى أشينا كمقرب من روحاني بعدما كان نائب وزير الاستخبارات في عام 2000.
وفرضت إيران حظرا على سفر 15 شخصا لما تردد عن تورطهم في التسجيل الصوتي الذي يشكو فيه وزير الخارجية من تأثير الحرس الثوري على الدبلوماسية الإيرانية.
وقالت السلطات إن التسجيل كان جزءا من مشروع أوسع مع مسؤولين حكوميين وتم إنتاجه لسجلات الدولة وليس للنشر.
وأثار التسجيل الممتد لنحو ثلاث ساعات ونشرته الأحد وسائل إعلام خارج إيران، انتقادات شديدة في إيران خصوصا في صفوف المحافظين الذين يهاجمون باستمرار روحاني المعتدل ووزير خارجيته.
ووفقا لمقتطفات من التسجيل قال الوزير "في الجمهورية الإٍسلامية الميدان العسكري هو الذي يحكم (...) لقد ضحيت بالدبلوماسية من أجل الميدان العسكري، بدل أن يخدم الميدان الدبلوماسية".
وتطرق ظريف في التسجيل إلى دور وازن للعسكر في السياسة الخارجية أداه خصوصا اللواء الراحل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، والذي اغتيل بضربة جوية أميركية في بغداد مطلع 2020.
وأتى التسريب بينما تخوض إيران والقوى الكبرى مباحثات في فيينا لإحياء الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة أحاديا عام 2018.
كما يأتي قبل أقل من شهرين على انتخابات رئاسية لاختيار خلف للرئيس المعتدل روحاني الذي لا يحق له الترشح مجددا.
ورأى روحاني الأربعاء أن توقيت تسريب التسجيل الصوتي لظريف يهدف إلى التسبب ب"خلافات" داخلية تزامنا مع المباحثات لإحياء الاتفاق بشأن برنامج طهران النووي.
وقال روحاني في كلمة متلفزة الأربعاء إن "سرقة مستند، تسجيل، هو أمر يجب التحقيق به. لماذا في هذا الوقت؟ أعتقد أن هذا الشريط كان يمكن أن يتم نشره قبل أسبوع أيضا".
وأضاف "لكن تم نشره في وقت كانت (مباحثات) فيينا في ذروة نجاحها، وذلك بهدف خلق اختلاف داخل" إيران، مشددا على أنه "لا يمكننا رفع العقوبات سوى من خلال الوحدة".
من جهته، أسف ظريف لتسبب تصريحاته بـ"نزاع داخلي"، متحدثا عن الحاجة إلى "تعديل ذكي" في العلاقة بين الميدان العسكري والدبلوماسية.
كما أبدى أسفه لأن تقييمه لبعض المسارات الإجرائية "تم تأطيره على أنه انتقاد شخصي".