تسعى إيران وتركيا الى توثيق التعاون والتقارب بينهما بشكل كبير ما يترجم حجم الصعوبات التي يمر بها البلدين في ظل الضغوط الدولية على سياستهما المثيرة للجدل والممعنة في بث الفوضى في المنطقة بطرق مختلفة.
وفي هذا الإطار أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني رغبة بلاده في تعزيز العلاقات مع تركيا في كافة المجالات.
جاء ذلك في بيان نشرته الرئاسة الإيرانية، السبت، حول كلمة روحاني خلال لقائه رئيس البرلمان التركي بن علي يلدريم، في طهران.
وأعرب روحاني عن تقديره وترحيبه للرغبة التي تبديها تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان في تطوير العلاقات مع إيران.
ويرى مراقبون أن التصريحات التي تصب في خانة توسيع التقارب بين تركيا وإيران ليست من فراغ بل فرضتها ضرورة ملحة للبلدين خاصة مع اتساع عزلتهما في المنطقة.
وشدّد الرئيس الإيراني على ضرورة تطبيق التفاهمات المبرمة بين البلدين حول تطوير التعاون في كافة المجالات بما فيها قطاع الطاقة والصيرفة.
وأكد روحاني على موقف بلاده الواضح من أمن وقوة تركيا، قائلاً "إيران ترى أمن واستقرار تركيا من أمنها واستقرارها". وأشار روحاني أنّ "تركيا وإيران تواجهان الإرهاب منذ سنوات".
وفي ذات السياق أكد رئيس البرلمان التركي بن علي يلدريم عزم بلاده وإيران وروسيا مواصلة التعاون من أجل حل قضايا المنطقة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها يلدريم، خلال الاجتماع الثاني على مستوى البرلمانات حول مكافحة الإرهاب والتطرف، بالعاصمة الإيرانية طهران، بمشاركة تركيا وروسيا وإيران وأفغانستان والصين وباكستان.
وشدّد يلدريم في كلمته على ضرورة وجود تنسيق بين الدول في مكافحة الإرهاب، قائلاً إن الدول التي تدفع ثمن مكافحة الإرهاب هي دول المنطقة.
وأشار إلى أهمية توحيد المصطلحات والخطاب من أجل النجاح في مكافحة الإرهاب.
وأوضح يلدريم أنّ الدول المشاركة في المؤتمر تتشارك الجغرافيا ذاتها، قائلاً مبدأنا يقوم على "أحيي الإنسان لتحيا الدولة".
وبعد أن تطرق يلدريم لأقوال ابن خلدون في الجغرافيا والمجتمعات قال "المنطقة التي نعيش فيها هي مصيرنا المشترك، ولا نستطيع الفرار منها، وبناء عليه؛ يجب أن نطوّر آليات تعاون بيننا من أجل تغيير مصير منطقتنا ورسم مستقبل مشرق لها".
وكانت تركيا لعبت دورا حيويا نشطا في ازدهار اقتصاد مواز للالتفاف على العقوبات الأميركية والدولية التي فرضت على إيران خلال العقود الأخيرة. وشكّلت الأسواق التركية ملاذا آمنا للبضائع الإيرانية إضافة إلى استيراد تركيا تقليديا للنفط والغاز من إيران.
وعلى الرغم من ضراوة العقوبات التي تفرضها واشنطن على إيران والتي توصف بغير المسبوقة، إلا أن موقف روسيا في إدانة العقوبات والتمسك بالاتفاق النووي المبرم مع إيران في فيينا عام 2015 يضاف إلى موقف تركيا المشابه، مع ترجيح أن يبقى السوق التركي نشطا في تأمين متنفس يساهم في الالتفاف على عقوبات واشنطن ضد إيران.