بازبدە بۆ ناوەڕۆکی سەرەکی

ما مشكلة إيران مع السلام العربي؟

أصبح فلسطين قضية تجارية لإيران
AvaToday caption
بعيدا عن العراق الذي لم ير من إيران إلا الوجه الشرير فإن السعودية ودول الخليج وهي كلها دول مسالمة كانت في مقابل إيوائها لملايين الإيرانيين لم تتلق من النظام الإيراني سوى الصدمات التي تدعو إلى الدهشة
posted onSeptember 17, 2020
noبۆچوون

فاروق يوسف

منذ أكثر من أربعين سنة وإيران تعمل على التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، من غير استثناء. لا توجد دولة عربية لم تمد إيران يدها لتعبث في أمنها واستقرارها.

ليست خلية العبدلي التي تم القبض عليها في الكويت إلا حلقة من مسلسل كئيب طويل عاشته الدول العربية وهي تحاول التكتم على السلوك العدواني الإيراني لا خشية من إيران بل رغبة منها في أن لا يقود ذلك السلوك إلى صدام عسكري لا جدوى منه كما حدث مع العراق في ثمانينات القرن العشرين.

كان ضبط النفس في مواجهة الطيش والرعونة الإيرانية ينطوي على الشيء الكثير من الحكمة والتعقل والشعور بالمسؤولية. ولكن النظام الإيراني بعقلية قيادته المتخلفة لا تفهم لغة العقل ولو في الحد الأدنى من مستوياتها. فكلما ترسخت حدود دائرة الحكمة العربية اتسعت دائرة الحماقة الإيرانية لتضم حدودها دولا عربية جديدة يمكنها أن تلحق بإيران أضرارا كبيرة وبالأخص على المستوى الاقتصادي لو أنها أرادت.

واحدة من أكثر مشكلات إيران تعقيدا انما تكمن في النظر إلى الحروب باعتبارها حلولا مقدسة ينبغي عدم تفاديها. وهو ما تفرضه عقلية لم تتعلم مما تركته ثمان سنوات من الحرب المدمرة مع العراق من آثار سيئة على المستويين البشري والمادي.

فكرة "الحرب أولا" ترتبط بالأساس بمبدأ تصدير الثورة الذي طرحه زعيم الثورة الإسلامية في إيران الخميني باعتباره أساسا لوجودها. من غيره تتخلى الثورة عن وجودها.

طبعا كان الرجل ذرائعياً. فهو يعرف إلى أين يصدر ثورته. ورثته يعرفون ذلك السر الذي صار مفضوحا. فإذا كان الخميني قد قرر بنفسه أن يحرر القدس فإنه اشترط قبل ذلك التحرير أن يتم الاستيلاء على كربلاء تلخيصا للرغبة في احتلال العراق.  

كانت القدس مجرد حجة.

والواضح أن الخميني لم يكن راغبا في استعداء إسرائيل.

فالحرب التي رفض ايقافها عبر ثمان سنوات كانت قد استنزفت أكبر قوة عربية، كانت إسرائيل تنظر إليها بحذر.

لقد كان يفكر في تدمير العراق وهو ما أتيح لورثته بعد أن تعاونوا مع الشيطان الأكبر في واحدة من أكثر الحروب خذلانا للشرعية والعدالة.

وبعيدا عن العراق الذي لم ير من إيران إلا الوجه الشرير فإن السعودية ودول الخليج وهي كلها دول مسالمة كانت في مقابل إيوائها لملايين الإيرانيين لم تتلق من النظام الإيراني سوى الصدمات التي تدعو إلى الدهشة.

ما الذي يخطط له الإيرانيون من وراء مؤامراتهم في تلك الدول التي ساعدتهم على تخطي محن كثيرة؟

يمكن اختصار كل شيء بالقول إن النظام الإيراني في حالة حرب ضد العالم العربي جزء من تلك الحرب أنه يحاول استغلال القضية الفلسطينية لتكون سببا لشن الحملات الإعلامية وتجييش العواطف والتعبئة ضد قرارات سيادية لا علاقة لها بمصير حياة الفرد العادي.

فما هي علاقة إيران بالقرار السيادي الذي اتخذته دولة الامارات العربية المتحدة ومملكة البحرين من أجل الانتقال بالعلاقات العربية الإسرائيلية إلى مرحلة السلام الذي لا يعني الفلسطينيين وحدهم؟

في هذه المسألة فإن الإيرانيين آخر من يحق لهم الحديث.

لم تستقبل إيران لاجئا فلسطينيا واحدا. لم تدخل في حرب مع إسرائيل. لم يسبق لإيران أن دفعت فلسا واحدا إلى تنظيمات الكفاح المسلح الفلسطيني.

اما علاقتها المريضة بالسلام فهي ما لا يمكنها فرضه على العرب الذين يعرفون كيف يديرون أحوالهم السياسية.

 

إيران كما يُقال تنفخ في قربة مثقوبة. فهي أصلا لا علاقة لها بالموضوع. إن كانت قد مولت عددا من الجماعات الفلسطينية فلأنها أرادت أن تكون حاضرة في مشهد ملتبس. اما وأنها قد توهمت أن ما فعلته بؤهلها لأن تكون وصية على فلسطين والعالم العربي فإن ذلك هو الجنون بعينه.