يعبّر المخرج الإسرائيلي عاموس جيتاي في فيلمه الروائي "ليلى في حيفا" الذي عُرض الثلاثاء ضمن مسابقة مهرجان البندقية السينمائي، عن طموحه إلى علاقات "عقلانية" وسلمية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وذلك من خلال مجموعة شخصيات تجتمع وتتفاعل في إحدى الحانات الليلية بمدينة حيفا الساحلية.
ويتمحور الفيلم على مجموعة من التفاعلات واللقاءات، من دون حبكة توحّدها في خط روائي واحد. وتتسم هذه اللقاءات بأنها تتخطى الانقسامات الطبقية والجندرية والدينية والهويات الوطنية.
وقال جيتاي لوكالة فرانس برس إن حيفا، وهي مسقطه، "هي فعلاً مدينة الاختلاط التي ترتدي فيها العلاقات بين الإسرائيليين والفلسطينيين طابعاً عقلانياً". ورأى أن "حيفا تجسّد نوعاً ما هذه الإمكانية، هذا المستقبل، و(تثبت) أن العلاقات الإنسانية قد تصبح ممكنة يوماً ما".
أما ماريا زريق، إحدى الممثلات في الفيلم، فقالت "آمل حقاً في أن يؤدي هذا الفيلم إلى بعض الأمل في نهاية النفق، فقط لكي يُظهر أن في إمكان الناس أن يتعايشوا، وأن من الكافي القبول بالآخرين مهما حصل".
وتبلغ مدة الفيلم ساعة و37 دقيقة، وتتحادث شخصياته بالعبرية والعربية والإنكليزية، ويركز بصورة خاصة على خمس نساء في هذا "العالم المصغّر".
ولاحظ جيتاي أن "الشرق الأوسط محكوم من الرجال الذين أظهروا أنهم مستعدون لخوض حروب تلو الأخرى ونزاعات وتدمير ما كان مهد الحضارات". وأضاف "لذلك، حان الوقت في رأيي لتسليم السلطة إلى النساء، على أمل أن يُصلحن بعض الأضرار التي تسبب بها الرجال".
وختم جيتاي (69 عاماً) قائلاً "الوضع في إسرائيل ليس جيداً موضوعياً، ولكن ماذا يبقى لنا إذا لم يكن لدينا أمل؟ فالأمل هو أيضاً محرّك التغيير، لذلك لا بد من أن نحافظ على هذا الأمل".