Ana içeriğe atla

تفشي كورونا في طهران خرج عن السيطرة

قوات الباسيج عاجزة عن قمع الفيروس
AvaToday caption
بالمقارنة مع الأرقام الصادرة عن دول المنطقة، فإن إيران هي البلد الأكثر تفشيا للوباء في الشرق الأوسط. ويعد هذا التراجع في عدد الإصابات اليومية لليوم السادس على التوالي نسبيا، بعد وصوله إلى 3111 في 31 آذار/مارس
posted onApril 6, 2020
noyorum

حذر رئیس لجنة مكافحة فيروس كورونا في طهران، علي رضا زالي، من أن تفشي فيروس كورونا في العاصمة الإيرانية خرج عن السيطرة، مشيرا إلى أن النتائج حاليا لم يعد بالإمكان توقعها، خصوصا بعد عودة الناس إلى الشوارع على إثر إعلان الحكومة استئناف بعض الأنشطة الاقتصادية في البلاد.

وقال زالي في تصريح صحفي اليوم الاثنين إن فيروس كورونا دخل مرحلة الوباء في العاصمة طهران، موضحا أن ازدياد موجة الإصابات أكثر بالفيروس التاجي المستجد في طهران يجعل من غير الممكن توقع النتائج.

وأضاف أن الوضع الصحي الذي دخلته طهران ناجم عن عدم احترام التحذيرات التي أطلقناها خلال الأيام الماضية، وأن السلطات لم تصل بعد إلى مرحلة السيطرة على كورونا في العاصمة بل إن الإصابات تزداد يوميا.

وأعلنت وزارة الصحة الإيرانية اليوم الاثنين ارتفاع عدد حالات الوفيات الناجمة عن كورونا في كامل البلاد إلى 3739 حالة، بعد تسجيل 136 حالة وفاة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وصرح المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية كيانوش جهانبور بأن عدد الإصابات ارتفع إلى 60 ألفا و500 حالة بعد تسجيل 2274 حالة إصابة جديدة.

كما أعلن أن عدد المتعافين ارتفع إلى 24 ألفا و236 حالة، بينما لا يزال 4083 من المصابين في حالة حرجة، وفقا لما نقلته عنه وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا).

وقال جهنبور "نلاحظ تراجعا تدريجيا وبطيئا في عدد الحالات الجديدة في الأيام الأخيرة، إثر تكثيف خطة التباعد الاجتماعي"، لكنه حذر في ذات الوقت من أن يصل انتشار الفيروس إلى الذروة مرة أخرى في طهران وذلك بسبب الحركة الكبيرة للمواطنين في الشوارع.

وقال جهنبور "للأسف فإن انتشار الفيروس سيصل الذروة مرة أخرى في العاصمة طهران وذلك بسبب الحركة الكبيرة للمواطنين في الشوارع".

وبالمقارنة مع الأرقام الصادرة عن دول المنطقة، فإن إيران هي البلد الأكثر تفشيا للوباء في الشرق الأوسط. ويعد هذا التراجع في عدد الإصابات اليومية لليوم السادس على التوالي نسبيا، بعد وصوله إلى 3111 في 31 آذار/مارس.

لكن نشطاء يؤكدون تجاوز العدد الحقيقي للمصابين والوفيات بالفيروس التاجي هذا العدد الرسمي المعلن من قبل السلطات في إيران، في وقت قوبل فيه قرار الحكومة باستئناف بعض الأنشطة الاقتصادية بانتقادات حادة.

ولم تفرض السلطات حجرا منزليا إلزاميا لكنها عمدت إلى فرض قيود أخرى مثل إغلاق معظم المتاجر غير الأساسية.

وأفادت "إرنا" أن علي رضا زالي "زار أمس الأحد المستشفى المتنقل الذي أسسته القوة البرية للحرس الثوري بسعة 500 سرير".

وكان زالي قد حذر في وقت سابق من الحديث عن السيطرة على الوباء بعد أن تواترت تصريحات المسؤولين المطمئنة لتخفيف هلع الناس.

وقال رئيس لجنة مكافحة كورونا إن "أعداد المرضى الذين يراجعون المستشفيات والمراكز الصحية في طهران والمرضى الذين يرقدون في الأقسام العادية وغرف العناية الخاصة تشير إلى أن الظروف لم تصل لغاية الآن إلى الاستقرار اللازم.

واعتبر زالي أن "أكبر غفلة يمكن أن تحدث في هذه الظروف هي أنه لو تصورنا باننا تغلبنا على الأزمة وهو أمر مضلل وخادع جدا"، محذرا "إن لم نستمر بالقرارات الحازمة والفاعلة في هذه الظروف فمن المحتمل أن نواجه ظروفا أسوأ".

وأضاف "لم يمض سوى بضعة أيام على مشروع العزل الاجتماعي ولم نواجه لغاية الآن هزات عودة المسافرين من سفريات النوروز وبطبيعة الحال فإن تخفي المرض يجعل القضية أكثر غموضا".

وحذر زالي قائلا "إننا نرتكب خطا استراتيجيا كبيرا لو تصورنا بأننا سيطرنا على الأوضاع".

وكان المركز الوطني لمكافحة كورونا في إيران قد أعلن من قبل أن خطة التباعد الاجتماعي ستستمر حتى الـ8 من أبريل/نيسان ومن المرجح تمديدها في ظل استمرار انتشار الفيروس بشكل كبير، لكن إعلان الرئيس حسن روحاني أمس الأحد استئناف الأنشطة الاقتصادية خلال الأيام القليلة القادمة، زاد قلق الإيرانيين.

وأكد روحاني الأحد أن بلاده ستستأنف الأنشطة الاقتصادية "منخفضة المخاطر" في 11 أبريل/نيسان، رغم أن البلاد تشهد أكبر عدد إصابات ووفيات بكورونا في الشرق الأوسط.

ويتناقض ما أعلن عنه روحاني مع تصريحات سابقة قبل أيام قال فيها أن أزمة كورونا قد تمتد لشهرين أو أكثر، متحدثا عن أن "الطريقة التي يعمل بها الفيروس غير واضحة ولا يمكن إلى حد الآن معرفة كيف سيكون نشاط الوباء في الشهر أو الصيف المقبل".

ويأتي قرار استئناف الأنشطة الاقتصادية تحت ضغوط الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها إيران جراء العقوبات الأميركية التي تستهدف قطاع النفط الإيراني أحد أبرز الموارد التمويلية التي تعتمدها طهران لتغطية نفقاتها.

ويتخوف الإيرانيون من أن تساهم العودة للنشاط الاقتصادي في انتقال عدوى الفيروس بشكل أكبر، حيث تصاعدت انتقادات بعض النواب والمسؤولين الإيرانيين لقرار الحكومة والمركز الوطني لمكافحة كورونا، بعد أن شهدت شوارع طهران وبعض المدن الإيرانية الأخرى منذ السبت عودة الناس بعد صدور قرار بإعادة عمل الدوائر الحكومية بـ30 في المائة من قدراتها البشرية.

وقال الرئيس التنفيذي لمترو طهران الأحد إن عدد الركاب ازداد ثلاثة أضعاف، مضيفًا أنه إذا زاد عدد الرحلات فلن يكون من الممكن تنفيذ خطة التباعد الاجتماعي في مترو الأنفاق.

وقال موقع 'إيران إنترناشيونال عربي' إن وزير الصحة الإيراني سعيد نمكي بعث رسالة إلى روحاني مفادها أن قرارات استئناف الأنشطة الاقتصادية التي اتخذتها بعض المؤسسات الحكومية ستنعكس سلبا على النظام الصحي، منتقدا بشدة قرارات وزارة الصناعة بمواصلة أنشطة وحدات الإنتاج.

وتخطط الحكومة الإيرانية لتنفيذ ما يسمى مشروع "التباعد الذكي" في الأيام المقبلة، عوضا عن خطة التباعد الاجتماعي، ولكن لم يتم تقديم التفاصيل الكاملة للخطة الجديدة حتى الآن، وفق ما نقله الموقع.