Ana içeriğe atla

طهران تسمم علاقاتها مع باريس

الرئيسان الإيراني والفرنسي
AvaToday caption
أدى اعتقالهما إلى زيادة انعدام الثقة بين طهران وباريس في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لعب دور قيادي في نزع فتيل التوتر بين إيران وخصمها اللدود الولايات المتحدة الأميركية
posted onDecember 29, 2019
noyorum

تسير علاقات طهران بعالمها الخارجي إلى مزيد من التأزم بعد أن أقدمت السلطات الإيرانية على اعتقال باحثَين فرنسيين ما دفع ببلادهما إلى الدعوة للإفراج عنهما وهو ما لم يرق لطهران.

واتهمت إيران، الأحد، فرنسا بـ"التدخل" في قضية الأكاديمية الإيرانية الفرنسية فاريبا عادل خواه المعتقلة في إيران، مشيرة إلى أنها تُعتبر مواطنة إيرانية وتواجه تهما تتعلق بالأمن القومي.

واستدعت وزارة الخارجية الفرنسية، الجمعة، السفير الإيراني للاحتجاج على "الاعتقال غير المقبول" لعادل خواه والأكاديمي الفرنسي رولان مارشال، مجددة مطالبتها بالإفراج عنهما.

 وقالت إن الأمر لم يعد "يحتمل".

 وأدى اعتقالهما إلى زيادة انعدام الثقة بين طهران وباريس في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لعب دور قيادي في نزع فتيل التوتر بين إيران وخصمها اللدود الولايات المتحدة الأميركية.

واعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي أن "بيان وزارة الخارجية الفرنسية بشأن المواطنة الإيرانية المعتقلة هو تدخّل في الشأن الداخلي للبلاد، والطلب الفرنسي ليس له أساس قانوني".

وقال موسوي في بيان إن عادل خواه "هي مواطنة إيرانية تم اعتقالها بتهمة التجسس لأطراف أجنبية"، مشيراً إلى أنه "جرى إبلاغ محاميها بكامل تفاصيل القضية".

ولا تعترف إيران بازدواج الجنسية ورفضت مرارا طلبات من حكومات أجنبية للقيام بزيارات قنصلية لمعتقلين في طهران خلال الإجراءات القانونية.

وفي بيانها، الجمعة، جددت الخارجية الفرنسية دعوتها للإفراج عن عادل خواه ومارشال، كما جددت التأكيد على مطلب فرنسا بتوفير الدعم القنصلي لهما.

وفي ما يخصّ مارشال، أوضح موسوي أنه أُوقف بتهمة "التواطؤ ضد الأمن القومي" وأن سفارته تواصلت معه "مرات عدة".

وأكد أن محاميه "على علم بالتهم الموجهة إليه وهو على اتصال بالسلطة القضائية".

وتعمل أستاذة الأنتروبولوجيا المتخصصة في الشأن الشيعي فاريبا عادل خواه في مركز البحوث الدولية في كلية العلوم السياسية بباريس، وتأكد اعتقالها بتهمة "التجسس" في يوليو الماضي، واعتقل زميلها مارشال أثناء زيارته لها، بحسب محاميه.

وقرر قاض خلال الشهر الجاري الإفراج عنهما بكفالة، نظراً لاستحقاقهما لها بعد ستة أشهر من الاعتقال، بحسب محاميهما، إلا أن النيابة اعترضت، ونتيجة لذلك أحيلت القضية إلى المحكمة الثورية الإيرانية للنظر فيها، بحسب وكالة الأنباء الطلابية (إيسنا) شبه الرسمية.

وتنظر المحكمة الثورية عادة في القضايا المهمة في إيران ومن بينها تلك المتعلقة بالتجسس.

وذكرت كلية العلوم السياسية بباريس ونشطاء أن عادل خواه وأكاديمية أسترالية مسجونة معها تُدعى كايلي مورغيلبرت، بدأتا إضرابا مفتوحا عن الطعام قبل عيد الميلاد.

وأعربت الخارجية الفرنسية عن "قلقها العميق" حيال وضع عادل خواه "التي توقفت عن الأكل وكررت طلب لقائها الذي رفض حتى الآن".

ولكن موسوي قال إن "إثارة ضجة لا يمكن أن تمنع القضاء الإيراني من التعامل مع القضية نظراً إلى التهم الأمنية الموجهة للمتهمين".

ورفض موسوي دعوات مشابهة سابقة من فرنسا، وقال إن عليها أن تتذكر أن "إيران دولة مستقلة ذات سيادة"، والتدخل في شؤونها "غير مقبول".

وتأتي التوترات الأخيرة بعد أن أفرجت واشنطن هذا الشهر عن مسعود سليماني العالم الإيراني الموقوف في الولايات المتحدة منذ 2018، بينما أفرجت طهران عن شيوي وانغ الأميركي المولود في الصين والمسجون في إيران منذ 2016.

وأعربت إيران عن انفتاحها على تبادل مزيد من السجناء مع الولايات المتحدة.

ولا تزال إيران تحتجز العديد من الأجانب من أصل إيراني ومن بينهم البريطانية الإيرانية نازانين زغاري راتكليف ورجل الأعمال الإيراني الأميركي سياماك نمازي ووالده محمد باقر نمازي.

وازدادت الخلافات بين واشنطن وطهران منذ انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي العام الماضي وإعادته فرض العقوبات على الجمهورية الإسلامية.

وكان الرئيس ماكرون قد فشل في وساطته لتنظيم لقاء يجمع الرئيس ترامب بنظيره الإيراني حسن روحاني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر.