Ana içeriğe atla

الخليج وحلفاءە من البلدان العربية، يجب عليهم عمل أكثر لسد الطريق أمام سياسات أردوغان

أردوغان و القرضاوي
AvaToday caption
القرضاوي، لم يقف عند حد وصف أردوغان كقائد لكل مسلمين، بل ذهب أبعد عندما هاجم كل بلدان المنطقة الذين يقفون ضد سياسة ممولهِ التركي، أبسط مثال على ذلك على تصريحات القرضاوي في جلسة لمنظمة إخوان المسلمين، المدرجة في قائمة إرهاب كثير من بلدان العالم، وصف مسؤولي السعودية بالشيطان، وقائلاً " تصرفاتهم لايتماشي مع مبادىء الإسلام".
posted onApril 6, 2019
noyorum

عبدالله بوزکورت

بلدان الخليج مع حلفاءهم يواجهون النفوذ التوسعي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في المنطقة، وهناك محاولات حثيثة لتطوير التحالف فيما بينهم.

الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي مع حلفاءهم من البلدان العربية، من أجل مواجهة سياسات الخاطئة المستمرة لرئيس التركي ذو التوجه الإسلامي، عليهم التكاتف بشكل أكثر.

بعيدا عن قطر الذي يعتبر أحد حلفاء أنقرة، لم تسلم اي دولة أخرى في المنطقة منذ العام الماضي من هجمات شديدة اللهجة من قِبل طيب أردوغان، الذي هاجم كافة بلدان الخليجية بدون استثناء وخاصة المملكة العربية السعودية.

وهذه الهجمات لم تكون لها مثيل في التاريخ التركي، فالأجهزة الدعائية بعد أعتقال 211 صحفي، وإغلاق كافة مواقع والصحف المعارضة لسياسة اردوغان، بسطت نفوذها على كافة وسائل الأعلام التركية، والآن تهاجم كل بلد عربي ينتقد سياسة رئيسها.

كل الشخصيات الذي كانت تعتبر مصدر تهديد لكل من مصر، السعودية، الإمارات والبحرين، الآن بدعم مالي و سياسي و دبلوماسي يعملون تحت عصا أردوغان، ولهم ترف والعيش السعيد في أنقرة.

في شهر تشرين الثاني 2018، بناء على طلب من الرئيس التركي، تسلم الرجل الديني الإسلامي، ذو سمعة سيئة في أطلاق الفتوى الجهاد، والثورة المسلحة ضد بلدانهم يوسف القرضاوي، منصب الأتحاد الدولي لبحوث الإسلامية في تركيا.

القرضاوي، لم يقف عند حد وصف أردوغان كقائد لكل مسلمين، بل ذهب أبعد عندما هاجم كل بلدان المنطقة الذين يقفون ضد سياسة ممولهِ التركي، أبسط مثال على ذلك على تصريحات القرضاوي في جلسة لمنظمة إخوان المسلمين، المدرجة في قائمة إرهاب كثير من بلدان العالم، وصف مسؤولي السعودية بالشيطان، وقائلاً " تصرفاتهم لايتماشي مع مبادىء الإسلام".

في الوقت ذاتهِ شرع و حلل القرضاوي، العمليات الإرهابية لإخوان المسلمين في مصر أمام عزل ومدنيي بلدهِ الأم، وحرمها في كل من قطر و تركيا.

والأتحاد التي يتزعمه القرضاوي، مدرجة في قائمة الأرهاب (السعودية، الإمارات، البحرين ومصر)، وكل من درس ذلك الأتحاد يعلم جيداً إن مبادءها لايتماشى مع أصول الإسلامية، بل مجرد أداة سياسية لخداع العوام.

خلال الأحداث العسكرية في عام 2018 عندما أحتلت تركيا مدينة عفرين، دافع القرضاوي على سياسة أنقرة، وكان يطالب المسلمين أن يدعوا لنصرة الجيش التركي أمام الكورد و(تحرير) المدينة الكوردية من الإحتلال الكودري.

كما طالب بإدراج (التربية الجهادية) في كل مناهج الدراسية، وعلى هذا الأساس وبتمويل مباشر من أردوغان أسس مجموعة من مدراس دينية في تركيا.

وتزامناً مع تحركات القرضاوي، بعض فروع الإخوان المسلمين قامت بنشاطات لصالح أردوغان، وتجميع  قوات لدفاع عن مصالح الرئيس التركي.

كشفت تقارير كثيرة أنه " فقط في العام الماضي، تم سجن وأعتقال أكثر من 10 الآف شخص من نساء والأطفال دون سن السادسة من قِبل رجالات أردوغان"

وأثناء حملات الأنتخابية في شهر آذار هاجم أردوغان المملكة العربية السعودية، ومضيفا إنهم " البلد الوحيد الذين يدافعون كل مسلمي العالم"، لم يقف عند هذا الحد بل، وصل حد به الى تنصيب نفسه كخليفة للمسلمين، ومن أجل أضفاء الشرعية على توجهاتهِ التوسعية جمع كل رجال الدينيين المتشددين.

كاشفاً إن " كل بلدان الإسلامية أمام أحداث نيوزلندا أختارت الصمت، والسعودية من أجل بقاءه في السلطة مشغولة بتقسيم الثروات والزكاة في العالم".

الرئيس التركي من أجل أثبات جبروتهِ وطغيانهِ وصف نفسهِ بالقائد الذي يصف الهجمات الصليبية.

في الوقت نفسه لا توجد مؤسسة أعلامية قوية لمواجهة أردوغان، وسياستهِ الخاطئة، يوم بعد اليوم، يقبع عدد أكثر من صحفيي تركيا في السجون، وأصبح أردوغان قامع لكل حرية التعبير و الرأي، ووصل الأمر الى البعض أن يصل لنتيجة إن أقوى مواجهة تركيا و سياسة رئيسها هي أعتماد على" الأعلام التركي في الخارج"، ولكنهم متشتتون في أرجاء العالم وغير موحدين لمواجهة سياسة أردوغان.

الرئيس بذكاءه أستطاع أن يفتت المعارضة الخارجة في بلده، وزرع بينهم الضغينة، وكل نقد يخرج منهم أسس لهم معارضة فيما بينهم.

والصحفيي المستقلون في خارج تركيا، مرات عديدة حاولوا أن يأسسوا مؤسسة أعلامية، لكن يواجهون أزمة أكبر وهي الدعم المالي والمادي، والذي هدفهم رفع شعلة الحرية أمام الدكتاتور التركي.

معارضي أردوغان يومياً يأسسون منظمات مدنية حديثة لمواجهة سياستهِ، وصحيح هذا تقدير منهم، لكن هذه المنظمات لديها مشاكل تنظيمية ولم تستطيع أن تجمع كافة فرقاء تركيا.

بتصوري في المرحلة الحالية، مجلس التعاون بلدان الخليجية عليهِ أن يكون لديهِ موقف مع أردوغان، وخاصة مع غولن.

غولن هي حركة مدنيية ضد فساد المستشري الداعم لأردوغان و الجماعات الجهادية، وتدار من قِبل فتح الله غولن، ويعيش في الولايات المتحدة، ويستطيع أن يكون له دور فعال في إبطال سياسات أردوغان في تركيا.

 

أجتماع يجمع القرضاوي و أردوغان

 

أستطاع مع ملالي إيران أن يوظف قضية فلسطين لصالحهِ، وهذا وصم أسود في وجه أردوغان و أتباعهِ السياسيين.

والسبب الرئيسي وراء هجمات مستمرة لأردوغان لغولن، وهو أن الثاني لديهِ أتباع يستطيعون أن يحصرون الرئيس التركي في زاوية لايحسد عليهِ، ويقف في وجههِ لإفشال مشروع تحويل تركيا لجمهورية إسلامية أخرى.

مثال ذلك في الملتقى الخامس، للمجلس التعاون العربي مع تركيا، الذي جرى على مستوى الوزراء، والسعودية كانت تترأس الأجتماع، وحافظ على هدوء الجلسة.

وفي الملتقى على الرغم من الخلافات الكثيرة بين الأعضاء، كل المشاركون في ختام البيان أدانوا الأنقلاب الفاشل في تموز 2016، ومن بينهم غولن، طالب بتشكيل لجنة دولة لتحقيق في مجريات الأحداث، ولكن أردوغان وقف بالضد من تأسيس لجنة دولية للتحقيق في أحداث الأنقلاب.

وبأصرار من جاويش أوغلوا، زيدت فقرة من البيان الختامي بأن " غولن وراء الأنقلاب الفاشل ويعتبر حركتهِ منظمة أرهابية".

يجب أشارة بأن هناك أدلة كثيرة بأن الأنقلاب كانت الهدف منهِ قمع المعارضين، وأرسال قوات الى سوريا، وتغيير النظام السياسي في تركيا الى رئاسي، وكلها خططت بيد أردوغان.

وبعد الأنقلاب تم إبعاد كافة الجنرالات المقربة من حلف الناتو، بتهم أنهم كانوا من مشاركين في الأنقلاب، وتم تبدلهم بجنرالات إسلامية مقربة من رئيس النظام.

وبحسب الوثائق، الطائرة التي كانت تدعي أردوغان قصف مبنى برلمان، لم يتحرك في المطار، والطيار الطائرة حينها كان متواجداً في قاعدة آنجرليك التركية، ومن بين الملقى القبض عليهم نصف مليون شخص مقرب موال لحركة غولن.

وطالب أردوغان كثيراً من تركيا تسليم فتح الله غولن، لكن أمريكا رفضت كل مساع تركية، ومن أجل أجبار واشنطن على تسليم غولن، القى القبض على قس أمريكي وبعض دبلوماسيين، وكشفت وزارة العدل الأمريكية برفض طلب التركي، مؤكداً " إن مطالبات أنقرة مخالف لسياسة الأمريكية، ولايتم دراسة الطلب التركي، لأنها مخالف للأعراف القانونية التركية".

الكل يعلم إن غولن لم يكن ويكون حركة أرهابية، لايوجد أي أدلة على توجههِ نحو ذلك الأمر، خلفيات 77 عام من تأريخ غولن يظهر أن " غولن ضد من العنف"، لكن أردوغان استخدم تكتيك وصف كل معارضيه بأرهابيين، وفي الأنتخابات السابقة لم تصوت نصف المصوتين له، أتهمهم بأنهم يدعمون الأرهابيين.

رئيس السابق لحزب الشعوب الديمقراطية، الذي حصل على صوت ستة ملايين مصوت، من قِبل أردوغان الآن يقبع في سجن.

بحث آخر، كثير من مؤسسات الحساسة في تركيا، تدار من قِبل شخصيات مقربة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهذا يعتبر تهديد لبلدان الخليج، وهذا الأمر كانت نقطة الخلاف بين غولن و أردوغان.

غولن في الماضي حذر تركيا ودول المنطقة، من مخاطر الجمهورية الإسلامية.

وفي الوقت ذاتهِ تلتف تركيا على العقوبات الأمريكية على النظام الإيراني و، يدعم الملالي في طهران.

يجب على بلدان التعاون الخليجي، بشكل أشد يواجهون أردوغان، وليس فقط على المستوى السياسي، بل على المستوى الشرعية والدبلوماسية أيضا.